هواوي.. قصة عملاق التكنولوجيا من البداية إلى النمو المستدام
بدأت قصة نجاح شركة «هواوي» إحدى أكبر الشركات التي تضرب مثالًا في النجاح خلال مدة زمنية قصيرة، باستثمارات صغيرة لا تتعدى الـ5600 دولار، لتنجح بالتغلب على كل المصاعب، وتتخطى الكثير من الشركات المحلية وتصبح من أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا محققة أرباحًا سنوية بقيمة 75.1 مليار دولار أمريكي في العام 2016.
تنتشر "هواوي" الآن إلى ثلث سكان العالم، كما قامت بتعزيز تواجدها في 170 دولة حول العالم، وأصبحت الشركة الصينية الأولى تقوم بشحن أكثر من 100 مليون هاتف ذكي.
بدايات هواوي:
أسس الخبير التقني الصيني رن زتشنجي شركة هواوي التكنولوجية المحدودة في العام 1987 برأس مال لا يزيد على 21،000 يوان صيني (أي ما يعادل 5600 دولار أمريكي) وكانت تعمل بثلاث موظفين، أمل زتشنج في أن تنافس شركته الشركات الأجنبية.
في 1990، بدأت الشركة بتعزيز استثمارها في مجال البحث لتنمو وتنجح في جذب نحو 500 موظف في مجالي البحث والتطوير، كما قامت بتطوير أدوات اتصال صغيرة ومتوسطة الحجم مستهدفة الشركات الصغيرة، ونجحت هواوي في اكتساب حصة سوقية خصوصًا عقب انتشارها في المناطق الريفية، حيث عملت على تطوير وتصنيع أدوات تتماشى مع متطلبات مستهلكيها.
نجحت هواوي في أن تصبح أول شركة هواتف ذكية في الصين، حيث أبرمت الشركة عقدا مع شركة IBM وشركة Accenture وغيرها من الشركات في العامين 2002 و2003 وذلك لتقوم بتعزيز استثمارها في البحث والتطوير.
ونمت هواوي بقوة في الأسواق الجديدة خصوصًا في أوروبا ابتداءً من العام 2011، حيث استطاعت ترسيخ مكانتها كشركة عالمية لتقديم الحلول في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واحتلت المكانة الثانية بين هواتف الأندرويد، وعلى الصعيد العالمي، سجلت هواوي نموًا غير مسبوقًا لتحتل المركز الثالث عالميًا من حيث تصنيع الهواتف الذكية وقد بلغت حصتها في سوق الهواتف العالمية 9.8 بالمائة في النصف الأول من العام 2017 بحسب مركز الأبحاث العالمي "IDC".
وفي سبتمبر 2017، أدرجت هواوي في قائمة "ﺈنتربرند" لأكثر 100 علامة تجارية ذات قيمة في العالم، متقدمة ﺇلى المركز 70 وفي العام نفسه، أُدرجت هواوي في المرتبة 49 من قائمة "براندز" لأفضل 100 علامة تجارية عالمية بقيمة لعلامتها التجارية قدرها 20.388 مليار دولار أمريكي، كذلك احتلت المرتبة 40 من قائمة براند فينانس لأكثر العلامات التجارية قيمة حول العالم بقيمة لعلامتها التجارية قدرها 25.23 مليار دولار أمريكي، وفي العام نفسه، جاءت هواوي في المرتبة 88 من قائمة فوربس لأعلى العلامات التجارية قيمةً في العالم مع قيمة قدرها 7.3 مليارات دولار أمريكي، وقد كانت هواوي الشركة الصينية الوحيدة التي أدرجت في هذه القائمة.
مقومات نجاح هواوي:
تعتبر هواوي شركة مملوكة بالكامل من قبل موظفيها على عكس الشركات الأخرى، الذين يفخرون بنجاحاتها، وانطلاقًا من التزامها بالعمل الدؤوب والابتكار الدائم والتعاون المستمر أطلقت هواوي مجموعة من الحلول التنافسية في مجالات قطاع التكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكات الشركات وخدمات التكنولوجيا السحابية، كما تعاونت مع شركات رائدة في قطاعات مختلفة لترتقي بالابتكارات وتوفر تكنولوجيا عالية لجميع المستهلكين، تلتزم هواوي بمبادئ أساسية منها التركيز الدائم على مستهلكيها والتركيز الكبير للارتقاء بالتكنولوجيا.
استثمرت هواوي خلال السنوات العشرة الماضية 45 مليار دولار أمريكي لتجهيز منتجاتها بأحدث تكنولوجيا ممكنة، وأسست هواوي 15 مركزًا للبحث والتطوير و36 مركزًا مشتركًا للابتكار في مختلف أنحاء العالم لا سيما في أوروبا، حيث تتوزع المراكز في بلجيكا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا والسويد والمملكة المتحدة.
كما صُنفت شركة هواوي في المرتبة الثامنة عالميًا من حيث نفقات دعم البحث والتطوير في العام 2016 وذلك بناءً على مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير الصناعي التابع للاتحاد الأوروبي.