زواج القاصرات.. عادات وتقاليد تهدد المجتمع القناوي «تقرير»
في قرى الجبل بمحافظة قنا، ينتشر الكثير من عادات زواج القاصرات التي أصبحت مشكلة تؤرق الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة، حيث يوجد الكثير من الحالات التي تسببت في أزمات عند تسجيل المواليد أو توثيق الزواج في المحكمة الشرعية.
من جانبها قالت الدكتورة هدى السعدي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأه بمحافظة قنا، إنه يوجد في الصعيد تلك العادة التي نسعى إلى وأدها في كثير من القرى، خاصة قرى الجبل، وهناك الكثير من حملات التوعية التي تنتشر في جميع ربوع المحافظة، إلا أن هذا للأسف يحتاج إلى مزيد من الحملات والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني وأن يكون هناك دور للأزهر والكنيسة لعم مجهود المجلس والدولة.
شهادات ميلاد
وفي المقابل، وجدنا في قرى الجبل الكثير من الأطفال الذين يبحثون عن شهادات ميلاد بعد أن انجبت الطفلة طفلًا جديد ففي مركز دشنا شمال محافظة قنا وجدنا الكثير من الفتيات التي تزوجنا في عمر 16 عامًا ويسعين لتوثيق الزواج من أجل كتابة الطفل حتى تتمكن من إلحاقه بالمدرسة.
وقال "م. ن" تزوجت من فتاة في عمر 16 عامًا، وظللت فترة طويلة أبحث عن مكتب صحة كي أتمكن من كتابة المولود ووجدت الكثير من المكاتب الصحية خاصة في القرى المتطرفة من المحافظة التي تقوم بتسجيل مثل تلك الحالات مقابل أجر مادي يصل في بعض الأحيان إلى 700 جنيه، أما بالنسبة للمأذون الذي يعقد الزواج فهناك الكثيرين الذين يقومون بذاك، خاصة في القرى، والبعض الآخر يعقد بالسنة دون وجود مأذون ولكن الكثيرين بدءوا يرفضون تلك العادة بعد وقوع الكثير من المشكلات بين أبناء العائلات.
وسردت "م. ن. ع" أنها تزوجت في سن 17 عامًا من ابن عمها، وعلى الرغم من أنهما أبناء عمومة إلا أن والدها أجبره على توقيع إيصالات أمانة وفوجئت بعد فترة بأنه متزوج من أخرى في دولة الكويت، ووقتها كانت حملت في طفلها الأول، وعندما حاولت رفض الأمر هددها بعدم إثبات الجنين على اسمه وهو الأمر الذي دفع والدها إلى أن يلجأ للمحكمة، ولكن تدخل بعض أبناء العمومة ورفضوا هذا الأمر، وإلى الآن أعيش معه دون أي مشاعر، قائلة: «محدش يلوم على البنت في الصعيد لما تهرب».