أردوغان «بطل من ورق» في أزمة كردستان.. نفط أربيل ورقة بارزاني لمواجهة تهديدات أنقرة.. موائمات العمال الكردستاني تمنع التصعيد.. واستثمارات بـ40 مليار دولار تكسر غرور الرئيس التركي

في عالم السياسية ما يظهر على الطاولة يختلف عما يجري تحتها، وكعادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في رغبته بصناعة بطولة زائفة، ظهر خلال الأيام الماضية التي تلت استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، ليتحدث بنبرة عنترية حول التصعيد ضد أربيل في حال عدم التراجع عن الاستفتاء، إلى الحد الذي هدد فيه بالتدخل الأمني، في لهجة شديدة أثارت غرابة الكثيرين، ولكن بالنظر للواقع الجيوسياسي بين البلدين، يتضح أن أردوغان مجرد "بطل من ورق" في الأزمة.

ورقة النفط
ولعل من أبرز أوراق الضغط التي تجعل أردوغان غير قادر على تنفيذ تهديداته التي أطلقها على مدار الأيام الماضية التي تلت الاستفتاء، أن كردستان تصدر النفط إلى تركيا وعبرها إلى أوروبا، عبر ميناء جيهان التركي، ومن الصعب جدا تنفيذ هذا القرار لعدة اعتبارات من أهمها أن تركيا تحصل على أموال من كل برميل نفط يمر عبر أراضيها من إقليم كردستان العراق، إضافة إلى أن أموال نفط كردستان تودع في تركيا قبل أن تذهب إلى أربيل وأن عددا من رجال المال والأعمال الأتراك المقربين من الرئيس التركي ربطوا خلال السنوات الأخيرة علاقات قوية مع نظرائهم المقربين من رئيس إقليم كردستان العراق، وبلغ هذا التعاون الاقتصادي والتجاري بين تركيا وإقليم كردستان العراق حد منح الإقليم قروضا من قبل الدولة التركية.

تأليب العمل الكردستاني
وتعتبر من أوراق الضغط أيضا التي جعلت تصريحات أردوغان العنترية مجرد ترهات، الاتفاقات السابقة بين أربيل وأردوغان لإسكات ومنع أفراد حزب العمل الكردستاني من الاستمرار في محاولات قلقلة استقرار أنقرة، والتي بإمكان كردستان نقضها وإشعال نار الغضب من جانب حزب العمل الكردستاني ضد النظام التركي، بما يشعل كابوس التحرك المسلح من جانب الجماعة الكردية المسلحة، والتحرك للمطالبة بالاستقلال والانضمام إلى كردستان، في إطار رغبة مسعود بارزاني زعيم كردستان في ضم أجزاء من تركيا وإيران إلى دولته المستقبلية.

الاستثمارات التركية
وتبلغ حجم الاستثمارات التركية داخل إقليم كردستان نحو 40 مليار دولار، وتمتلك أنقرة هاجسا كبيرا بإمكانية خسارة حجم الاستثمارات الموجودة بأراضي أربيل، بما يؤثر على بالسلب على أوضاعها الاقتصادية ويهدد بمزيد من التصعيد من جانب كردستان ضد أردوغان، رغم المزاعم التي أطلقتها تركيا عن أن الاستفتاء يهدد أمنها القومي، فإن المصالح التركية تقتضي بعدم التصعيد ضد كردستان.