حاربوا.. سوف نمول الحرب
مضى شهر منذ أن حاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يحرك مجددًا قطار المفاوضات المتعثر بين إسرائيل والفلسطينيين.
نجح وزير خارجيته جون كيرى فى جمع النقاط التى تجعله يسافر مجانًا إلى المنطقة بشكل مستمر، لكنها رحلات عقيمة تخلو من أى نتائج، فى غضون ذلك كان لصفقة السلاح الضخمة بين إسرائيل والولايات المتحدة أكبر الأثر فى دفن ما تبقى من مبادرة السلام الأمريكية، وعادت إسرائيل لتشعر بالأمن والأمان، فالتهديدات والأخطار تعتبر فناء بيتها، لم يبقَ أمام إسرائيل سوى إهدار العامين القادمين اللذين قال عنهما جون كيرى أنهما يعتبران النافذة الأخيرة للفرص.
والآن نستطيع العودة أدراجنا إلى الروتين الإيرانى، كل الأنظار تتجه نحو الانتخابات الرئاسية فى إيران التى ستجرى فى شهر يونيو القادم، فى ذلك الحين ستنتهى المهلة التى وضعها أوباما ونتنياهو للبرنامج النووى الإيرانى، احتفالًا بهذا الموعد تلقت إسرائيل هدية من مجلس الشيوخ الأمريكى.
لا بد أن تقف الولايات المتحدة بجوار إسرائيل إذا اضطرت لشن هجوم مشروع للدفاع عن نفسها ضد المنشآت النووية الإيرانية، وينبغى على الولايات المتحدة أن توفر لإسرائيل أسباب الدعم الدبلوماسى والعسكرى والاقتصادى وهى تدافع عن أراضيها ومواطنيها ووجودها.
جاء هذا فى قرار لم يصدر بعد من مجلس الشيوخ، واضح وضوح الشمس، وسوف يتم تمريره فى مجلس النواب الأمريكى، الهجوم الإسرائيلى على إيران لا يختلف شيئا عن الهجوم الأمريكى، سوف تكرس الولايات المتحدة خزانتها وجيشها وكل مواردها لتنفيذ القرار الإسرائيلى.
ويؤكد القرار أن إسرائيل ليست ملزمة بالتنسيق مع الولايات المتحدة حال قيامها بشن الحرب على إيران، وإذا صدر القرار من الكونجرس فلن يكون من حق الرئيس الأمريكى منع الهجوم أو التنصل منه؛ لأنه أصبح مسئولا عنه، رغم ذلك هناك مخاوف من هذا القرار فى دوائر صنع القرار بتل أبيب؛ لأنه يجعل من إيران خطرا حصريًّا على إسرائيل، ولا يهدد أى دولة أخرى فى العالم.
نقلا عن جريدة هاآرتس .