رئيس التحرير
عصام كامل

«متاحف الآثار حاميها حراميها».. تورط اثنين من موظفي الأمن في سرقة مخزن الفسطاط.. آخر يسرق 8 حشوات أثرية من المتحف القبطي.. وكيد الموظفين وراء محاولة سرقة قصر محمد علي بشبرا.. والآثار: ضعاف ا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ظهرت خلال الآونة الأخيرة وقائع سرقات المتاحف على يد بعض العاملين بها، خاصة من أفراد الأمن، وتبديل القطع الأثرية بأخرى مقلدة، فمن تورط اثنين من أفراد الأمن في سرقة مخزن آثار الفسطاط، إلى سرقة آخر 8 حشوات من باب خشبي للقديسة بربار المعروض بالمتحف القبطي بمصر القديمة، وصولا إلى محاولة سرقة متحف محمد علي بشبرا تتعدد وقائع سرقة المتاحف ممن هم أول المؤتمنين عليها ليكون «حاميها حراميها».


موظف الأمن السارق
وضبطت الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، موظف أمن بالمتحف القبطي وبحوزته 8 قطع أثرية في محطة مترو مار جرجس.

وكشفت التحريات، عن أن المتهم "أيمن ف" موظف بإدارة الأمن بالمتحف القبطي ضبط أثناء مروره بمحطة مترو مارجرجس، وبتفتيشه عثر معه على 8 قطع أثرية مختلفة الأحجام كان وضعها في شنطة من البلاستيك بعدما سرقها من باب خشبي للقديسة بربار المعروض بالمتحف.

الآثار المسروقة
وكشف الدكتور عاطف نجيب، المشرف العام على المتحف القبطي، أن فرد الأمن المتهم بسرقة 8 حشوات أثرية من باب خشبي للقديسة بربار المعروض بالمتحف نزع فجر اليوم الحشوات من مكانها بواسطة مفك حديدي، وادعى مرضه وطلب جواب تحويل للتأمين الصحي، وربط يده برباط يد أخفى بداخله الحشوات.

اكتشاف السرقة
وأكد نجيب في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أنه عقب وصوله للمتحف فوجئ بسرقة الحشوات الخشبية منه، وبعد دقائق جاءه عامل بالمتحف يبلغه عن ضبط شرطة مترو الأنفاق واقعة سرقة آثار بمحطة مترو مار جرجس عقب مشاهدته للشرطة تضبط قطعا أثرية بحوزة راكب بعد مروره على جهاز "الإكس راي"، وعلى الفور ذهب لمحطة المترو ليتأكد من كون المضبوطات تخص المتحف من عدمه، وعند مشاهدة الحشوات تأكد أنها تخص المتحف، واتصل هاتفيا بصاحبة العهدة لتعاين المضبوطات وبالفعل فور وصولها أكدت أن المتهم فرد أمن بالمتحف والمسروقات خاصة به.

وأضاف نجيب، أن الموظف المضبوط يعمل في المتحف منذ 7 سنوات، وغير منضبط في العمل، ولم يأتِ إلى المتحف منذ 4 أيام، وهذا أمر متكرر منه، لذلك ملفه مليء بالجزاءات، ولم يسبق له ارتكاب أي وقائع سرقة بالمتحف.

وصف المسروقات
وأشار عاطف نجيب، إلى أن المسروقات عبارة عن حشوتين مستطيلتين، وأخرتين مربعتي الشكل، من باب القديسة بربارة ناحية اليمن، وحشوة من خلف الباب، وأخرى من حجاب الهيكل، عبارة عن زخارف أثرية تحمل قيمة تراثية كبيرة، مشيرًا إلى أنه أتلف حشوتين من الـ8 حشوات المسروقة وحطمهما كل واحدة منها إلى 3 قطع.

تعطل الكاميرات
وأوضح المشرف العام على المتحف القبطي، أن كاميرات القاعة المسروق منها الحشوات لا تعمل، وأنه طالب أكثر من مرة بتحديث نظام المراقبة لتعطل بعض الكاميرات والجهاز المشغل لها، دون جدوى، مشيرا إلى أنه مخصص لتأمين المنظومة التأمينية للمتحف 12 مليون جنيه منذ أسبوع تقريبا.

وتابع: أن الحشوات المسروقة كانت معروضة بقاعة مصر القديمة بالمتحف الذي يضم 26 قاعة جميعها مؤمن بعدد كاف من الكاميرات، كما أن المتحف من الخارج مؤمن بكاميرات مراقبة مداها يصل إلى محطة مترو مار جرجس، ولكن بعض الكاميرات معطلة.

سرقة مخزن الفسطاط
كما تورط اثنان من الأمناء بمتحف الحضارة في سرقة قطع أثرية بمخزن الفسطاط، وتم ضبطهما أثناء محاولتهما إيداع مقلدات وتبديل قطع أثرية.

وكان الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والمشرف على المتحف القومي للحضارة في ذلك الوقت، قرر إغلاق مخزن الفسطاط التابع للمتحف، إثر ضبط متهمين إثنين بتقليد تمثال أثري وقطعة آثار إسلامية، والقطع التي تم تبديلها عبارة عن تمثال للملك منكاورع من مضبوطات الكرنك بالإضافة إلى قنينة زجاجية تعود للعصر المملوكي عليها زخارف نباتية هندسية.

متحف محمد علي
اكتشف العاملون بمتحف قصر محمد علي باشا بشبرا، أن البرشام الخاص بغلق 4 حجرات مفتوح بفعل فاعل، فحرروا مذكرة وعمل محضر بقسم أول شبرا الخيمة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

وتلقى اللواء محمد توفيق حمزاوي، مدير أمن القليوبية، إخطارا بالواقعة، فانتقل المعمل الجنائي وتم فحص الحجرات والشمع الموجود عليها والبرشام الخاص بغلقها، وتبين أن العمال والموظفين يغلقون كل الحجرات الخاصة بالقصر في نهاية كل يوم بواسطة البرشام المربوط بسلك، ويتم الفتح في اليوم التالي بواسطتهم إلا أنهم فوجئوا بقطع السلك وفتح البرشام بها والأبواب مغلقة، ولا توجد أي سرقة بهذه الحجرات، وتم تحرير محضر بالواقعة.

ورفع فريق البحث البصمات من على الحجرات، وأخذ بصمات العاملين بالقصر، لمعرفة المتسبب في إتلاف البرشام، ومحاولة دخول هذه الحجرات، وكشفت التحريات أن هذه الحجرات بها مقتنيات ثمينة من لوحات ونجف أثرية خاصة بالقصر، وتبين أنها موجودة بالكامل، ولا يوجد أي سرقات بها، حيث فحصها مدير القصر أمام رجال البحث الجنائي وأكد لهم سلامتها.

وأشارت التحريات إلى أن الموظفين والعاملين في القصر بينهم مشكلات، بسبب نقل بعضهم من أماكنهم وبقاء آخرين، ورجحت التحريات أن بعض العمال المنقولين ارتكبوا هذا الفعل بغرض إلحاق الضرر بزملائهم، حتى يتم نقلهم من أماكنهم أيضا، بأسلوب كيدي بينهم.

ضعاف النفوس
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، أن تكرار تورط بعض العاملين ضعاف النفوس في وقائع سرقة للمتاحف ياتى بسبب قلة وعي بعض موظفى الأمن بأهمية الآثار، مشيرا إلى أنها وقائع فردية ولاتدل على فساد العاملين بالوزارة الذي من بينهم الكثيرين من الشرفاء.
الجريدة الرسمية