رئيس التحرير
عصام كامل

ادعموا وزير التموين!


تحدثنا قبل يومين عن اعتراف عدد من مسئولي وزارة التموين أن كبار المنتجين وقفوا الأشهر الماضية ضد قرار إلزامهم بوضع الأسعار على منتجاتهم، لكن بات الخبر حقيقة، بعد أن ظهر المنتجون أنفسهم بعدد من البرامج الفضائية، ليبدوا بالفعل اعتراضهم على القرار.. ورغم أن الصواب جانبهم في ذلك، لكن هذا يعني أن كل أصحاب المصالح يتكتلون من أجل مصالحهم وأعمالهم وهذا حقهم.. ولذلك آن الأوان أن ينظم المواطنون المصريون صفوفهم هم أيضا من أجل مصالحهم.


وعندما يصدر وزير التموين قراره الذي انتظره المصريون طويلا قبل أيام، وبرغم أننا اعتدنا أن كل قرار جيد يتم التشويش عليه بقرار سلبي آخر يتكفل بضياع فرحة الناس بالقرار الأول، لذا وبالرغم من الغضب العارم من قرار زيادة أسعار كروت شحن المحمول بالشركات الأربع العاملة في المجال، إلا أن ذلك لا ينبغي أن ينسينا القرار الإيجابي المهم لوزير التموين، والذي من شأنه أن يلعب دورا مهما في ضبط أسعار عشرات السلع وليس أدل على ذلك من غضب المنتجين من القرار.. صحيح حماية القرار هو مسئولية الدولة، لكن في كل دول العالم ومنذ عشرات السنين وتحديدا بعد ثورة الاتصالات أصبح الرأي العام هو الموجه للقرار السياسي، سواء لاتخاذ قرارات أو لمنع صدور قرارات، واعتقادي أن الاستقبال الشعبي للقرار لم يكن على المستوي المطلوب حتى قبل صدور قرارات رفع سعر كروت الشحن. 

وهنا نلفت النظر إلى أن عددا من المنتجين يقدرون على توجيه الرأي العام من خلال امتلاك بعضهم لعدد من وسائل الإعلام، أو لصلات بعضهم القوية بعدد من الإعلاميين، وهو ما يجعلنا ننبه إلى ضرورة قيام المصريين بعمل جماعي موحد، للدفاع عن مصالحهم المرتبطة بحياتهم وأكل عيشهم.. وليست مرتبطة معهم بأرباح أو مكاسب، وهي بالنسبة للكثيرين منهم مسألة حياة أو موت، وبما يعني ضرورة تنظيم حركتها وبالتالي فإن نجاح تجربة كتابة أسعار السلع على المنتجات الغذائية، سيساعد في مزيد من إجراءات مماثلة على سلع أخرى غير غذائية، وبما يحقق مطالب المصريين في شكل يقترب من التسعيرة الجبرية لكن بغير مخالفة لاتفاقيات عن حرية التجارة وقعتها مصر في عهود سابقة ومن هنا تبدو أهمية إعلان الدعم الكامل لقرار وزير التموين المشار إليه، وبكل وسائل الدعم الممكنة حتى بالكتابة على صفحات التواصل الاجتماعي وحتى بالرغم من الغضب من قرار كروت الشحن فالشعب "الشاطر" هو الذي يستطيع المناورة فيدافع عن المكاسب، ويرفض في الوقت نفسه القرارات السلبية ويقاومها هي وشركاتها، فالمعركة واحدة دائرة بين منتجين للسلع والخدمات.. ومستهلكين!
الجريدة الرسمية