رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة والقرارات المتعجلة


للمرة الثانية يضطر الدكتور على مصيلحى، وزير التموين، لإرجاء تنفيذ أحد قراراته، وفى المرتين كان قراره يخص رغيف العيش المدعم، وكان من المتصور أن يتم استيعاب درس المرة الأولى، ولكن لم يحدث، وهذا لا يعنى سوى معنى واحد فقط هو التعجل في اتخاذ القرارات، أو التعجل في تنفيذها دون مراعاة الآثار الجانبية لهذه القرارات، خاصة وأن هناك أصحاب مصالح تحاول دوما إجهاض أية قرارات تحد من تربحها الذي اعتادت عليه من نظم موجودة يبغون الإبقاء عليها بالطبع، فان قرار وزير التموين الأخير بخصوص صرف العيش المدعم فقط لمن يحوزون بطاقات تموينية في ذات المحافظات فقط هو قرار يستهدف حماية دعم الخبز من محاولات الاستيلاء عليه. 


لكن القرار لم يراع أن هناك من يملكون بطاقات تموينية في صادره في محافظات ويقيمون في محافظات أخرى، مما سوف يحرمهم طبقا للقرار من الحصول على الخبز المدعوم، وتم اكتشاف ذلك فقط بعد صدور القرار وبدء تنفيذه، ولذلك تم إرجاء التنفيذ في محافظتى القاهرة والجيزة لحين تعديل البطاقات التموينية وأماكن صدورها لمن يريد ذلك.

لكن دلالة ذلك هو التعجل في اتخاذ القرارات وتنفيذها قبل دراسة كل آثارها والنتائج المترتبة عليها وأيضًا الآثار الجانبيه لها، فهل تستفيد الحكومة من هذه التجربة أم أنها سوف تكرر ذات العيب مجددا.
الجريدة الرسمية