كيري: إلغاء الاتفاق النووي يعزل أمريكا عن العالم
قال وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، اليوم السبت، إنه لا ينبغي أن يكون الاتفاق النووي الإيراني "لعبة" في يد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أو غيره.
ونشر كيري مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحدث فيه عن الاتفاق النووي الإيراني، وضرورة المحافظة عليه وعدم خرقه.
وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق إن الاتفاق النووي الإيراني سيؤول مصيره إلى الكونجرس، لأن أحكام مراجعة الاتفاق بالأصل تم تصديقها في الكونجرس، لأن الأمن القومي الأمريكي لا ينبغي أن يكون "لعبة" في يد ترامب أو حتى الرئيس السابق، باراك أوباما.
وأضاف: "إذا ما حكمنا بمثالية على الاتفاق النووي فهي أفضل حالا، خاصة وأن إغلاق المسارات لإيران كان سيفضي إلى حصولها على سلاح نووي".
وأوضح كيري أن أسباب قبوله بالاتفاق ومناداته بضرورة الحفاظ عليه، ترجع إلى لقاء سابق مع وزير خارجية إيران في سبتمبر 2013، والذي أدرك فيه أن طهران لديها مخزون من اليورانيوم يكفي لصناعة 10 أو 12 قنبلة نووية.
وتابع: "كان ينبغي التحرك سريعا لتقويض قدرات المفاعلات النووية حتى لا تنتج الماء الثقيل بالقدر الكافي لصناعة أسلحة نووية، خاصة وأنه بتلك الوتيرة كانت ستصبح قادرة على صناعة قنبلتين نوويتين سنويا".
وأضاف: "قضينا آلاف الساعات من التفاوض للوصول لذلك الاتفاق، وحشدت الولايات المتحدة وحلفائنا الأوروبيين كل قواها للضغط على الدول المترددة في قبول الاتفاق بما في ذلك روسيا والصين والهند وتركيا، للحد من برنامج إيران النووي".
واستطرد: "يتساءل البعض، لماذا لم يوقف الاتفاق السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا أو دعمه لحزب الله، لكن فرنسا تجيب على هذا بإجابة وافية، وهي أن الثقة بيننا وبين طهران كانت صفر، فنحن لم نتفاوض معهم منذ 1979، وكان المسار بيننا تصادمي بشكل كبير، لكننا جعلنا العالم متحدا حول قضية واحدة أخيرا، وهي الحد من القدرة النووية الإيرانية، أليس هذا أمرا هاما يجعلنا نتغاضى عن أي شيء آخر".
وحذر كيري الرئيس الأمريكي، من أن إلغائه للاتفاق النووي مع إيران، لن يجعل طهران "معزولة" عن العالم، بل سيجعل أمريكا نفسها هي "المعزولة" عن العالم.
وقال وزير الخارجية السابق: "من غير المنطقي أن نترك اتفاقا يوقف النمو المحتمل للبرنامج النووي الإيراني، لن يكون العالم مرتاحا لمثل هذا القرار، الذي سيجعل أمريكا معزولة عن العالم بصورة كبيرة".
وتابع: "المحافظة على الاتفاق، هي بالأساس محافظة على النفوذ الأمريكي في أوروبا، ونحافظ على علاقاتنا الوثيقة مع حلفائنا الأوروبيين، كما سنسلم طهران إلى يد التيارات المتشددة، التي تهاجم الولايات المتحدة دوما، وستكون رسالة لأي دولة تدرس التفاوض معنا، بأن الولايات المتحدة لا تحافظ على كلمتها أو اتفاقياتها".
وأوضح: "ينبغي التمسك بالاتفاق لأننا بتلك الطريقة سنعود للمربع صفر، ونشعل برميل بارود الصراع العسكري مع إيران، وسيجعلنا لا نركز بصورة أكبر على التهديد النووي القادم من كوريا الشمالية".