أسما هانم: «العريس» أول مسرحية كتبها توفيق الحكيم
نشرت مجلة صباح الخير عام 1960 صفحات من مذكرات والدة الكاتب توفيق الحكيم أسما هانم تتحدث عن حياتها وبداية الأديب توفيق الحكيم فقالت:
مرض ابنى زهير ـــ الأخ الأكبر لتوفيق الحكيم ــــ نتيجة الإرهاق الشديد في العمل حيث كان يدير الزراعة التي تركها لنا إسماعيل بك الحكيم الذي أصبح قاضيا ومستشارا فقررت أن أقوم بالعمل نيابة عنه.
كان يومى يبدأ في السادسة صباحا وأتعامل مع الفلاحين وناظر العزبة، وفى الثانية عشرة أعود إلى البيت لقراءة الصحف ثم أتناول الغداء في الواحدة وأستأنف جولتى في الأرض وأشرف على كل شيء حتى السابعة مساء.. إن الزراعة فن جميل رغم أنها لا تخلو من المتاعب مع المزارعين الذين يهملون الأرض عن عدم قصد.
وقصة توفيق ابنى تبدأ عندما كان عمره 17 سنة فقد كتب في ذلك الوقت مسرحية (العريس) وقدمها لفرقة عكاشة لتقديمها على المسرح مقابل 30 جنيها. وكان أول مبلغ يتقاضاه توفيق.
وضع ابنى هذا المبلغ بين يدى أنا ووالده لكنى صرخت فيه أن كرامة العائلة لا تسمح له بأن يتصل بالمشخصاتية، أما أبوه فقد صمت رغم أنه كان ثائرا، ورفض أن يلمس النقود بل قام بتمزيقها وإلقائها على الأرض وانسحب توفيق في هدوء.
كان الطريق الذي رسمناه لتوفيق هو طريق القضاء، لذلك كان لابد أن يدرس توفيق الحقوق ليعمل مستشارا مثل أبيه.
وعكف على دراسته والتحق بكلية الحقوق وحصل على الليسانس وعمره 21 سنة، وكتب عودة الروح وهو طالب عمره 19 سنة.
كان يعيش وقتها مع عمه في السيدة زينب وسجل كل دقائق حياته ورسم شخصيات جيرانه وأولاد أعمامه حتى الخادم الذي كان يعيش معه، وأخفى عنا "عودة الروح " ولم ينشرها إلا بعدما عاد من باريس بعد دراسته العليا هناك.. حيث مارس هواية الكتابة بانطلاق.