محمد إبراهيم يسري: أبي رفض احترافي التمثيل.. ووصية «عبد المنعم مدبولي» سر نجاحي
يحمل نفس ملامح والده الهادئة، يلتقي معه أيضا في أخلاقه ومبادئه وسيرته الطيبة، رغم الاتهامات التي توجه له دائما أنه يمثل لأن والده كان فنانا كبيرا، إلا أنه أثبت العكس؛ تفوق واجتهد وقدم أدوارا في أعمال عالمية، وحصل على عضوية نقابة الممثلين في لندن، وسار بخطى محسوبة في مصر وترك بصمة لا بأس منها.
أثبت الفنان الشاب محمد يسري، ابن النجم الراحل إبراهيم يسري، أن الموهبة بذرة، عليك أن تسقيها كي تكبر وتثمر، يرى أن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يورث هو الفن، وفي حوار لـ"فيتو"، قال إن كل شيء وصل إليه كان بفضل الله وفضل والده عليه، الذي علمه الكثير في حياته ونشأته، كما تحدث الفنان الشاب عن طموحاته المقبلة، بعد وصوله للعالمية، وإلى نص الحوار:
بداية.. هل كل من مثل في عمل بالخارج هو ممثل عالمي؟
لا.. الممثل العالمي هو ممثل معروف في كل أنحاء العالم، ومؤثر بدرجة كبيرة، لكن العمل خارج البلاد هو الطريق الأول للعالمية.
وكيف جاءتك هذه الفرصة؟
أول عمل أجنبي قدمته كان فيلم "حادثة نايل هيلتون" وهو فيلم سويدي، والمسئول عن ترشيح الممثلين من مصر كانت مروة جبريل أحد أشهر مسئولي الكاستنج، وبالفعل ذهبت للمخرج واقتنع بي، ولم أسع إلى ذلك لكنه فضل الله وإرادته، ثم جاءتني بعدها فرصة الاشتراك في مسلسل إنجليزي يحمل اسم "الدولة".
تقدم في المسلسل دور شخص داعشي، في رأيك لماذا يحصرون الممثلين العرب في مثل هذه الأدوار؟
مش دايما، هناك ممثلون عرب ومصريون لم يحصرهم الغرب في مثل هذه الأدوار، كعمرو واكد وخالد أبو النجا وظافر العابدين، لكن المسألة لها أبعاد أخرى هي أن العرب في الخارج منغلقون، وغير متجانسين مع المجتمعات الأخرى، فلا أحد يعرف عنهم شيئا سوى الصورة التي يتم تصديرها في الميديا العالمية غالبا، وهي الإرهاب.
ما الفرق بين العمل في مصر والعمل في أوروبا؟
الفرق مش كبير، لكن ممكن نقول إن الإداريات هناك أسهل وأفضل، وبيصرفوا على العمل الفني أكتر من عندنا.
من وجهة نظرك.. هل الفن تجارة أم متعة فقط؟
ممكن نقول تجارة ومتعة، من حق المنتج أن يكسب، لكن ليس على حساب العمل الفني، وما دام حقق الإمتاع، إذن من حقه أن يكسب ويوظف فلوسه كما يرى، لكن غالبا مع ضغط الوقت وحسابات أخرى، يضطر الصناع إلى إهمال أشياء على غير إرادتهم، وهم معذورون في ذلك.
لماذا اختفيت الفترة الماضية من التمثيل داخل مصر؟
الفترة الماضية كنت منشغلا بالتصوير في الخارج، وتزامن ذلك مع موسم رمضان هنا في مصر، وهذا عطلني كثيرا عن العمل في مصر.
وما الجديد الذي تقدمه الفترة المقبلة هنا؟
أقدم دورا رئيسيا في مسلسل "بين عالمين" مع النجم طارق لطفي، وسيعرض أول أكتوبر المقبل على قناة سي بي سي، كما أستكمل دوري في الجزء الثاني من مسلسل السرايا.
حدثنا عن تفاصيل الشخصية في مسلسل "بين عالمين"؟
أنا الدراع اليمين لطارق لطفي في المسلسل، إذ أجسد شخصية تساعده في كل شيء، قانوني وغير قانوني، أخلاقي وغير أخلاقي، ويعتبر أنا الشخص الوحيد الذي يثق فيه ومقرب منه، وأنا موجود طوال حلقات المسلسل.
هل عرض المسلسل خارج موسم رمضان في صالحكم؟
طارق لطفي له قاعدة شعبية الآن، وليس شرطا أن يعرض كل شيء في رمضان، وهناك مسلسلات ناجحة حققت رواجا ونجاحا بعيدا عن رمضان، وأظن أن المسلسل وعرضه في هذا التوقيت سيكون في صالحنا.
على جانب آخر.. حدثنا عن والدك الراحل إبراهيم يسري وفضله عليك؟
أفضاله لا تعد ولا تحصى، لكن الحقيقة ما كانش عاوزني أبقى ممثل، ومكانش عاوزني أتعب في الحياة، رباني على القيم والأخلاق والمثل، لكنه اقتنع بي عندما وجدني عاشقًا للتمثيل وأجيده.
ما دمت تعشق التمثيل لماذا لم تدرسه بدلا من دراسة التجارة الخارجية؟
هقولك حاجة، الأستاذ عبد المنعم مدبولي، قال لي جملة لن أنساها وهي: "الفن لا يورث ولا يدرس" وأساس الموهبة ليس التدريس، لكن اكتساب الخبرات والتدريب المستمر، وإذا كانت الدراسة ضرورية فأنا أعوض ذلك من خلال ورش التمثيل التي أحضرها بالخارج.
هل الموهبة كانت السبب الأول في اختيارك للعمل بالخارج؟
الموهبة أولا لكن باعتبارات وشروط، فقبل كل شيء، أنا متمكن جدا من اللغة الإنجليزية لأني نشأت وسط أجانب، وهذا الأمر سهّل الأمور كثيرا أمامي، لكن بالتأكيد إذ لم أكن موهوبا أو ممثلا حقيقيا فلماذا اختاروني؟!
من أكثر فنان تعلمت منه؟ وماذا أضاف لك؟
أي فنان تقف أمامه لازم تتعلم منه، سواء بالسلب أو بالإيجاب، ومسألة التعلم تحدث إراديا دون تدخل منك، لكن أكثر من نصحني وأضاف لي وتعلمت منه كان عبد المنعم مدبولي عليه رحمة الله.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".