رئيس التحرير
عصام كامل

الصندوق كشف إعلامنا


الطريقة التي تناولت بها الصحافة والإعلام تقرير صندوق النقد الدولى عن اقتصادنا كاشفة للأزمة المهنية التي إصابتهما، فمن يريد التصفيق للحكومة ركز على إشادة الصندوق بخطة الإصلاح الاقتصادى المصرية التي يتم تطبيقها في إطار الاتفاق مع الصندوق، وايضًا توقعاته بخصوص تحسن أداء الاقتصاد المصرى، ومن أراد الصفير للحكومة ركز على بعض انتقادات الصندوق على إدارة اقتصادنا القومي، وتحذيراته بخصوص بعض الأمور المتعلقة بالتضخم والاستثمار ومشاركة إحدى الجهات السيادية في التجارة والاستثمار، فضلا عن المطالبة بالاستمرار في تخفيض الدعم، خاصة دعم الطاقة، ولم يقدم لنا أحد تقريرا صحفيا أو إعلاميا حول كل ما جاء في تقرير الصندوق عن الاقتصاد المصرى.


لا نعرف مثلا رأى الصندوق كيف ننفذ طلبه بتخفيض معدل التضخم، وماذا ردت الحكومة المصرية على طلب رفع أسعار الطاقة مجددا، في الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة بانتهاء الإجراءات الصعبة، خاصة أننا مقبلون على انتخابات رئاسية في غضون شهور قليلة، ولا نعرف أيضًا كيف رد الجانب المصرى على ملاحظات الصندوق الخاصة بترك التجارة والاستثمار للقطاع الخاص وتقليص دور أي جهة سيادية فيهما، وما رأي الحكومة في توقعات الصندوق حول احتياطيات النقد الأجنبي، في ظل الالتزام بسداد مستحقات الديون الخارجية.

المهنية ليست تصفيقًا أو صفيرًا، وإنما هي تقديم المعلومات الصحيحة والمدققة، وهنا يجب توفير المعلومات كاملة من قبل السادة المسئولين حتى تؤدي الصحافة والإعلام دوريهما بمهنية.
الجريدة الرسمية