«سخرية ونهايات مأساوية».. هكذا تناولت السينما المصرية الشذوذ الجنسي
قليلون هم في صناعة السينما المصرية من تطرقوا في حكاياتهم المصورة إلى الشذوذ الجنسي، فهو تابوه يتجنبه أغلب المخرجين والمؤلفين تجنبا لأي اتهامات جاهزة بالترويج إلى الشذوذ وهدم المجتمعات والقيم والأخلاق ومحاربة الدين، وغيرها.
وعبر تاريخ السينما المصرية، كان الصناع يكتفون بالإشارة إلى الشواذ جنسيا عبر شخصية عابرة في العمل دون التعمق أو الاقتراب منها، إلا أن مؤخرا وفي فترة التسعينيات بالتحديد، بدأ التناول وظهور الشخصيات المثلية في الأعمال الفنية دون خوف أو استحياء.
وفي التقرير التالي، نستعرض أهم الأفلام التي تناولت الشواذ جنسيا بشكل صريح ونظرة كل مخرج ومؤلف لهم، فرغم أن القضية واحدة إلا أن المعالجة كانت مختلفة، فمنهم من تناول الشواذ بطريقة ساخرة، ومنهم من اكتفى بأنها مجرد مرض نفسي، فيما رأى آخرون أن الشاذ جنسيا في هذا المجتمع لا بد أن تكون نهايته مأساوية.
فيلم مرسيدس
يعتبر فيلم "مرسيدس" عام 1994 للمخرج يسري نصر الله هو أول محاولة جادة في السينما تناقش وضع المثليين بشكل عقلاني، ففي هذا الفيلم لم يزايد "نصر الله" على المثليين، بل نظر إليهم بطريقة رومانسية وانتصر للحب بينهم.
جسد الشخصيتين المثليتين في الفيلم الفنان مجدي كامل، والفنان باسم سمرة الذي يموت في النهاية بسببب اصطدامه بسيارة مرسيدس.
حاول "نصر الله" في هذا العمل أن يقول إنه لا حل أمام المجتمع إلا أن يقبل المثليين كما هم، بدلا من اضطهادهم، لأن الاضطهاد سيجعلهم منغلقين أكثر داخل عالمهم.
عمارة يعقوبيان
كانت المحاولة الأجرأ في تاريخ السينما المصرية، في فيلم "عمارة يعقوبيان"، من خلال شخصية أحد الشخصيات المرموقة ورئيس تحرير إحدى الصحف "حاتم رشيد" الشاذ جنسيا.
اقترب العمل من تاريخ الشخص المثلي جنسيا، وتطرق إلى ظروفه التي جعلته شاذا، وكان ذلك بسبب ظروفه الأسرية المضطربة وغياب الأب والأم فضلا عن اعتداء جسدي عليه وهو طفل على يد خادمه.
وامتلأت شخصية "حاتم" بالكثير من التناقضات وقبول سلوكه من عدمه، وكانت نهايته مأساوية مقتولا على يد أحد الأشخاص الذين مارس معهم الشذوذ.
كانت المحاولة الأجرأ في تاريخ السينما المصرية، في فيلم "عمارة يعقوبيان"، من خلال شخصية أحد الشخصيات المرموقة ورئيس تحرير إحدى الصحف "حاتم رشيد" الشاذ جنسيا.
اقترب العمل من تاريخ الشخص المثلي جنسيا، وتطرق إلى ظروفه التي جعلته شاذا، وكان ذلك بسبب ظروفه الأسرية المضطربة وغياب الأب والأم فضلا عن اعتداء جسدي عليه وهو طفل على يد خادمه.
وامتلأت شخصية "حاتم" بالكثير من التناقضات وقبول سلوكه من عدمه، وكانت نهايته مأساوية مقتولا على يد أحد الأشخاص الذين مارس معهم الشذوذ.
أسرار عائلية
يعتبر فيلم "أسرار عائلية" عام 2013 هو أول فيلم مصري عن المثلية الجنسية فقط؛ إذ تحدث الفيلم عن شخصية الشاب مروان، الذي يشعر بميله تجاه الصبيان منذ طفولته، ويعرض الفيلم مشكلته في رحلة طويلة ومحاولاته للعلاج، ليكتشف المشاهدون في النهاية أن السبب لما هو فيه هو اعتداء جنسي تعرض له وهو طفل من قبل شقيقه الأكبر.
الفيلم اقترب بشكل عميق من الشواذ جنسيا حاليا والنظرة لهم وطريقة التعامل معهم واستقطابهم لسرقتهم والاستهزاء بهم، وكان الفيلم صريحا في نطق بعض الألفاظ التي يوصفون بها في الواقع.
وعلى عكس النهايات المأساوية للشواذ في كل عمل سينمائي، إلا أن هذا الفيلم انتصر للبطل بعد أن تم نجاحه في العلاج بعد عودة أبيه من الخارج وتصالحه مع ماضيه.
يعتبر فيلم "أسرار عائلية" عام 2013 هو أول فيلم مصري عن المثلية الجنسية فقط؛ إذ تحدث الفيلم عن شخصية الشاب مروان، الذي يشعر بميله تجاه الصبيان منذ طفولته، ويعرض الفيلم مشكلته في رحلة طويلة ومحاولاته للعلاج، ليكتشف المشاهدون في النهاية أن السبب لما هو فيه هو اعتداء جنسي تعرض له وهو طفل من قبل شقيقه الأكبر.
الفيلم اقترب بشكل عميق من الشواذ جنسيا حاليا والنظرة لهم وطريقة التعامل معهم واستقطابهم لسرقتهم والاستهزاء بهم، وكان الفيلم صريحا في نطق بعض الألفاظ التي يوصفون بها في الواقع.
وعلى عكس النهايات المأساوية للشواذ في كل عمل سينمائي، إلا أن هذا الفيلم انتصر للبطل بعد أن تم نجاحه في العلاج بعد عودة أبيه من الخارج وتصالحه مع ماضيه.
شخصيات ثانوية
المحاولات الجادة لاستعراض حالات من الشواذ جنسيا في السينما، كانت قليلة بخلاف ثلاثة أفلام فقط وهي التي عرضناها سابقا، لكن أفلاما عديدة من خلال شخصيات ثانوية تناولتها في مشاهد قليلة في أعمالهم بشكل عابر إما بطريقة سطحية أو طريقة ساخرة مثلا في فيلم "الإرهاب والكباب" عندما كان عادل إمام يبحث عن مدحت، فخرج له أحد الرجال من الحمام ليقول له "لو عايزني أبقى مدحت أبقى مدحت".
أيضا فيلم "ديسكو ديسكو" للمخرجة إيناس الدغيدي، التي لمحت بشخصية "جاكوب" أحد الشباب الشواذ جنسيا بمظهره الأنثوى، وخوف إحدى النساء منه حتى لا يخطف منها خطيبها.
وفي فيلم "ديل السمكة" لوحيد حامد، الذي حاول أن يكون جادا في معالجته ورؤيته للشواذ كما فعل في فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي كتب السيناريو والحوار له، أن يظهر الشخصية الشاذة بأنها طبيعية، فقال على لسان الشخصية المثلية والتي هي رجل عجوز: "دي رغبتك، وأنت حر فيها ولازم أحترمها، الحكاية مافيش فيها إجبار، وإلا تبقى عملية اغتصاب. لازم الرغبة تكون موجودة، قوية ومتبادلة بين الطرفين. لازم يبقى في حبّ. إحنا بني آدمين مش وحوش في غابة. لازم الحسّ الإنساني يبقى موجود ومن دونه تبقى "الحكاية" بايخة وسخيفة".
كما تعرضت عدد من الأفلام إلى الشخصية الشاذة بشكل عابر كفيلم "حمام الملاطيلي" وفيلم "المتعة والعذاب" لنور الشريف، وفيلم "عفاريت الأسفلت" لمحمود حميدة، وفيلم "قط على نار" و"إسكندرية ليه" من خلال شخصية محسن محيي الدين الذي وقع في غرام جندي إنجليزي، وفيلم "رشة جريئة" لأشرف عبد الباقي.
شذوذ النساء
كان هناك عدد لا بأس به من الأفلام التي تعرضت لشخصية الشذوذ بين النساء بشكل عابر وبتلميحات على استحياء عن الشذوذ الجنسي بين النساء، كان أبرزها مشهد غادة عبد الرازق وسمية الخشاب في فيلم "حين ميسرة" وعلا غانم وريم الهلالي في فيلم "بدون رقابة"، وتلميحات في فيلم "الصعود إلى الهاوية" في أحد المشاهد للفنانة إيمان.
كما أن دور الفنانة نجوى فؤاد في فيلم "كشف المستور" حمل نفس التلميح من بعيد عن كونها سحاقية في الشخصية التي تؤديها، كما سبق وتطرق فيلم "المزاج" لعلي عبد الخالق إلى السحاقيات في السجون من خلال الشخصية التي قدمتها سناء يونس، والتي قدمت أيضا شخصية المثلية في فيلم "جنون الشباب" عام 1975.