رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وتميم.. صراع المال والتاريخ في اليونسكو الشهر المقبل

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي وتميم بن حمد

قال جوزيف هاموند، مراسل معهد "أمريكان ميديا إنستيتيوت"، إن هناك مواجهة جديدة بين مصر وقطر، ولكن هذه المرة في قلب اليونسكو، حيث تجري خلال شهر أكتوبر المقبل انتخابات المدير العام الجديد لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" "اليونسكو".


4 مرشحين عرب
وأوضح أن أربعة من هؤلاء المرشحين إلى أربعة بلدان من "جامعة الدول العربية" هي العراق ومصر ولبنان وقطر، أما المرشحون الآخرون فيأتون من أذربيجان وفيتنام وجواتيمالا وفرنسا والصين، ويعتبر المرشحون العرب أن مصيرهم هو الفشل في هذا السباق، بما أنه لم يسبق انتخاب مدير عربى لليونسكو.

وأشار إلى أن الفريق العربي ليس متحدًا، وتسلط هذه المبارزة الضوء على الاضطرابات في السياسة العربية الشاملة، لا سيّما المنافسة القوية بين المرشحة المصرية مشيرة خطّاب، وقطر التي تنافس على المنصب بحمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة الذي لم يمضِ الكثير من الوقت على انتهاء ولايته.

ثقل مصر الثقافي
ورأى الكاتب أن أهم ما يميز المرشحة المصرية لليونسكو هو التراث الثقافي الغني الذي تتمتع به القاهرة، ويعد محور حملة مشيرة خطاب، وأكثر ما يُعرف عن اليونسكو هو قائمتها الخاصة بمواقع التراث العالمي التي تحوز مصر على سبعة منها، بما فيها الأهرام وآثار أبو مينا المعرّضة للخطر، التي كانت في وقتٍ من الأوقات موقعًا مسيحيًّا مهمًّا للحج.

المال القطري
ولفت الكاتب إلى أن حمد الكواري مرشح قطر لليونسكو، استخدم ثروة بلاده من دون أن يوفّر زاوية على الكرة الأرضية لجمع الدعم، وقبل أزمة مقاطعة بلاده الراهنة، وصفت إحدى المجلات الدبلوماسية الهولندية الكواري بالمتسابق الأمامي.

وأضاف مراسل معهد "أمريكان ميديا إنستيتيوت"، أن ثروة قطر سمحت لها ببناء متحفٍ من المستوى العالمي وبتنظيم معارض لفنانين مشهورين مثل داميان هيرست.

الأزمة القطرية
وأضاف أن الصراع بين مصر وقطر مشتعل منذ ثورة 30 يونيو، وإسقاط حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان، وانضمام مصر إلى تحالف الرباعي لمقاطعة قطر في 5 يونيو الماضي.

وتابع: "لا يتضح كيف ستؤثر الأزمة القطرية في اليونسكو، وربما تشكل سببًا من بين عدة أسباب أخرى تدفع قطر إلى الرغبة في إنهاء هذه الأزمة سريعا.

معارضة يهودية
وكشف الكاتب عن وجود معارضة من قبل بعض المجموعات اليهودية ضد الكواري المرشح القطري، ووجّه المكتب الأوروبي لـ"مركز سايمون ويسنتل" كتابًا مفتوحًا إلى رئيس المجلس التنفيذي في اليونسكو، مدّعيًا فيه أن الجناح المخصص لقطر في "معرض فرانكفورت للكتاب" عرض نصوصًا تضمّنت نظريات حول المؤامرة المعادية للسامية.

تجربة فاروق حسني
وأوضح معد التقرير، أنه ليست المرة الأولى التي تُفسِد فيها معاداة السامية سباق مدير عام اليونسكو. ففي سنة 2009، واجه المرشح العربي المتقدّم على منافسيه تحديات ناتجة عن معاداة السامية، قضت أخيرًا على ترشيحه.

فكان من الواضح أن فاروق حسنى، الذي شغل منصب وزير الثقافة الأسبق لمدة عشرين عامًا، هو المرشح الأوفر حظا، ولكن نتيجة لموقف ضد الإسرائيين اعتبر معاديا للسامية أدى إلى فشله في الوصول لمقعد مدير عام اليونسكو.
الجريدة الرسمية