أشعلتها «الصحة» بـ«قرار الإحالة».. والأهالي يقاطعون «الصداقة».. أزمة بين المستشفى العام والجامعى والإسعاف بأسوان يدفع ثمنها «المريض».. المستشفى العام «خارج
يعاني أهالي محافظة أسوان من أزمة كبرى تتعلق بالصحة، بسبب ما يشهده القطاع الصحي من خلافات ومشكلات بين ثلاث جهات، وهي المستشفى العام والجامعي والإسعاف، بدأت عقب قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بتحديد أيام للإحالة، بمعنى أن أي حادثة كبرى تتوجه لتلقي الإسعافات اللازمة في مستشفى أسوان العام.
يوم التبديل
وتم تخصيص أيام «السبت والأحد والإثنين» للمستشفى العام بالصداقة، وأيام «الثلاثاء والأربعاء والخميس» للمستشفى الجامعي، ويكون يوم الجمعة بالتبادل بينها، وخلال الأيام المخصصة للمستشفى العام عندما تتوجه سيارات الإسعاف بحالات خطيرة أو مصابين من حوادث مختلفة يرفض الأطباء استقبالها من سيارات الإسعاف ويطلبون منهم التوجه إلى المستشفى الجامعي.
خدمات المستشفى العام
«فيتو» حصلت على بيان بعدد المرضى الذين تم استقبالهم بمستشفى أسوان الجامعي في الأيام المخصصة للمستشفى العام بالصداقة، خلال شهر أغسطس الماضي، على سبيل المثال وهو متوسط عدد الحالات خلال الثلاث أشهر الأخيرة، وهي أيام «السبت والأحد والإثنين»، وصل عددهم لـ195 مريضا وجميعهم ما بين حالات رفض أطباء مستشفى الصداقة استلامها وحالات أخرى رفضت التوجه للعلاج في مستشفى الصداقة بسبب موقعها أو عدم ثقة في الخدمات الطبية المقدمة لها، فضلًا عن عدم وجود أطباء في تخصصات مختلفة.
المستشفى الجامعي
السبت الموافق 5 أغسطس الماضي، استقبل المستشفى الجامعي 6 حالات ومن بينها حالة قادمة من مدينة نصر النوبة، ويوم الأحد 6 أغسطس تم استقبال 16 حالة من بينها حالتان من مدينة دراو وحالتان من الصداقة ومريض من مستشفى الهلال الأحمر، ومريضان من قسم أول و2 من الحميات، و2 من كوم أمبو، ومريض من إدفو، و3 من مرفق الإسعاف، ومريض من جرف حسين، وفي يوم الإثنين 7 أغسطس وصل عدد المرضى لـ20 مريضا من بينها 3 مرضى من كوم أمبو، و2 من جرف حسين، ومريض من إدفو، و2 من مرفق الإسعاف، و22 من مرافق الإسعاف أيضا.
المستشفى الجامعي
وفي الأسبوع التالي، استقبل المستشفى الجامعي يوم السبت 12 أغسطس الماضي، 6 حالات من بينها مريض من إدفو، ومريض من قسم أول، و4 مرضى بسيارات الإسعاف، ويوم الأحد 13 أغسطس الماضي 19 حالة، منهم مريضان بالصداقة، ومريض من قسم ثان ومريض من كوم أمبو، ومريض من إدفو، و14 مريضا بسيارة الإسعاف، ويوم الإثنين 14 أغسطس الماضي استقبل المستشفى الجامعي 31 مريضا منهم مريضان قادمان من جرف حسين حادث، ومريض من كوم أمبو، ومريض من مستشفى الهلال و27 مريضا بسيارات الإسعاف.
وفي الأسبوع الثالث بشهر أغسطس الماضي، استقبل المستشفى الجامعي يوم السبت 19 أغسطس 23 مريضا منهم مريضان من مدينة إدفو، ومريض من مستشفى الجرمانية ومريض قادم من مدينة إسنا، ومريض من الصداقة، ومريض من دراو، ومريض من كوم أمبو، و16 مريضا بسيارات الإسعاف، ويوم الأحد 20 أغسطس استقبل المستشفى الجامعي 30 حالة، ومنها مريض قادم من غرب أسوان ومريض من مدينة إدفو، و28 مريضا بواسطة سيارات الإسعاف، ويوم الإثنين 21 أغسطس 19 حالة، ومنها مريضان من الصداقة، ومريض من غرب أسوان، ومريض من كوم أمبو، و15 مريضا بسيارات الإسعاف.
واستقبل المستشفى الجامعي في الأسبوع الرابع بشهر أغسطس الماضي، يوم السبت 26 أغسطس 6 حالات، وهي مريض من الصداقة و5 مرضى بسيارات الإسعاف، ويوم الأحد 27 أغسطس وصل عدد الحالات إلى 14 مريضا وهم مريض من مدينة إدفو و13 مريضا بسيارة الإسعاف، ويوم الإثنين 28 أغسطس 5 حالات، وهي مريض من مدينة إدفو ومريض من كوم أمبو ومريض من مستشفى الجرمانية، ومريضين بسيارات الإسعاف.
وأنشأ مستشفى أسوان العام الجديدة بمنطقة الصداقة بعد انتظار الأهالي سنوات طويلة، خاصة عقب تحويل المستشفى العام القديم إلى تعليمي ثم جامعي، ما أدى إلى أن تظل المحافظة عدة سنوات دون مستشفى عام، رغم اعتراضهم من البداية على إنشاء المستشفى في منطقة الصداقة لاعتبارها منطقة بعيدة وهناك صعوبة للوصول إليها بالنسبة إلى العديد من الأهالي والمرضى.
وحدات رعاية
ويضم مستشفى أسوان العام 7 وحدات لرعاية مرضى الحروق، ولا يوجد وحدات مثلها في أي مستشفى أخرى بالمحافظة خاصة بالحروق، وسيتم تجهيزه بشكل كامل، كما تم تخصيص جهازين للأطفال مرضى الفشل الكلوي، لأن المحافظة بها نحو 50 طفلًا مصابًا بالمرض، وبه العديد من الأقسام الطبية المختلفة، وقسم خاص للأشعة به جهاز الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لتوفير خدمة طبية متكاملة.
زيارة محلب
وكشفت زيارة لجنة تنمية جنوب الوادي، برئاسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، واللواء أحمد جمال الدين، مساعد رئيس الجمهورية للأمن القومي والدكتورة فايزة أبو النجا، خلال زيارتها الأخيرة لمحافظة أسوان عدم تشغيل حضانات الأطفال المبتسرين داخل مستشفى أسوان العام وفوجئت اللجنة بتشغيل 6 حضانات فقط من أصل 14 حضانة لعدم وجود فنيين لتشغيلها، كما توقفت وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى خلال الأسابيع القليلة الماضية ما أدى إلى إرهاق المرضى بسبب موعد الغسيل الكلوي وتم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي لإسعافهم وتلقيهم العلاج اللازم.
يوسف عادل
ومن أبرز الحالات المرضية التي رفض مستشفى الصداقة العام قبولها يوم 16 سبتمبر، المصاب يوسف عادل فؤاد 18 سنة، الذي تعرض إلى حادث انقلاب دراجة بخارية بمنطقة المحمودية في أسوان، ما أدى إلى بتر ساقه اليسرى، وفور وقوع الحادث تم نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى الصداقة العام لكن لم يقبله.
وأكد أحد المرافقين للمصاب يوسف عادل، أنه فور وقوع الحادث تم نقل المصاب إلى مستشفى الصداقة ورفض الأطباء دخوله لإسعافه، وحدثت مشادة بين الطبيب هناك والمسعف قائلًا له «إزاي تنقلوه إلى هنا ويقصد المستشفى»، ولم يفحصه أي طبيب ومن قام بإجراء الإسعافات الأولية له المسعف حتى تم التوجه إلى المستشفى الجامعي، وكانت حالته خطيرة ما أدى إلى بتر ساقه اليسرى وتلقي الإسعافات والعلاج اللازم بالمستشفى الجامعي.
كما وقع حادث اختناق لأهالي منطقة الصداقة القديمة بمحافظة أسوان في الأيام القليلة الماضية التي تعتبر قريبة إلى المستشفى العام، لكن فضل المصابون التوجه إلى المستشفى الجامعي لتلقي الخدمة الطبية لعدم ثقتهم في المستشفى العام، ووصل عدد المصابين إلى 49 شخصا، وتم تحويل 34 منهم إلى مستشفى أسوان الجامعي و17 بمستشفى أسوان العام.
في السياق قال مصدر بمرفق إسعاف أسوان: من أبرز المشكلات التي تواجه المسعفين نقل المرضى إلى المستشفى العام بالصداقة في الأيام المخصصة لها السبت والأحد والإثنين، لأن الأطباء يرفضون استقبال معظم الحالات ومنهم تكون حالات حرجة يجب إسعافها فورًا ما يعرض حياة المريض للخطر، ويتعرض المسعف لمشادات مع أهالي المريض أو المصاب.
وأضاف: هناك مشكلة أخرى تتمثل في نقل الطالبات المغتربات سواء بالمدن الجامعية أو سكن الطلبة في أوقات متأخرة من الليل لعدم تمكنهم من العودة بعد تلقي الإسعافات اللازمة لأن منطقة الصداقة التي يوجد فيها المستشفى بعيدة عن وسط المدينة ومواصلاتها غير متوفرة على مدار اليوم مما يعرض الطالبات إلى الخطر أثناء العودة إلى محل إقامتهن مرة أخرى.
