بحبك في الجنينة وأكرهِك في التليفون!
من سابع المستحيلات أن يُصاب مجتمع ما بكل هذه الآفات التي يعاني منها مجتمعنا المسكين المريض، إلا لو كان عندنا نجوم ومشاهير قادرون على ترسيخ هذه البلاوي، ومعهم إعلام ينشر ما يرسخه النجوم والمشاهير لتصير هذه البلاوي من المُسلمات، ده غير إن الإعلام بيحُط التاتش بتاعه بجهل أو بسهو أو بتسرُّع أو بخُبث، ناهيك عن فتاوى على كُل لون يا باتستة بتتوزَّع زي الكراملة والفندام وحَب العزيز، ويتم تتويج كُل ذلك بسياسيين ميعرفش الواحد منهم عن السياسة إلا أنها نضال حِمَقي (بكسر الحاء وفتح الميم الله يفتح عليك تقراها صح) والرفض لكُل شيئ وعكسه، يعني تقول له شمال يقول لَك اليمين أفضل، طيب يا سيدي يمين، يقول لَك طبعًا الشمال أحسن!
عندك مثلًا نجوم الفن من أمثال (محمد رمضان)، كُل مؤهلاته تتمثَّل في صدره اللي طلع بيه في كام فيلم، يضرب بالنار والسلاح الأبيض، ويفتح علينا جاعورة أتخن من جاعورة سواقين الميكروباص وصبيانهم وقت الخناقات، ثم شوية تقاليع وأغانٍ تافهة يؤديها بنفس الصوت والصدر الذي ينافس به الفاضلة (كيم كارداشيان)، وتتهافت البرامج لاستضافته علشان المُذيع من دول يحسسنا إنه قاعد في مواجهة (أنتوني كوين) أو (فري مورجان أحمد مرجان) متفهمش إزاي، ماهو كُله لا مؤاخذة بزرميط!
يعني ترسيخ وجود مثل هذه النوعية من النجوم بهذه الطبيعة الشاذة الغريبة على أخلاقياتنا وموروثاتنا هي جريمة في حق المُجتمع يقوم بها أهل الفن من الجُناة، وأهل الإعلام من المروجين، وياريت تشوف نوعية أخرى مثل (أحمد الفيشاوي) ومدى تأثير مثل هذا المظهر والتكوين السلوكي على آلاف الشباب، وتراجع تجربة (خالد أبو النجا) و(باسم يوسف) مع دعم المثليين اللي هُما بالبلدي الشواذ، أو بالمصري الخيبانين، مشيها الخيبانين لا مؤاخذة علشان الرقابة وأكيد إنت فهمت قصدي، لتجد أن إعلان وجود أمثال هؤلاء الخيبانين في المجتمع بهذا السفور الذي يصل من جانبهم لدرجة الفخر صار أمرًا عاديًا، فالنجم هو القدوة والمثل، وزي ما يقدر يزرع القيم والأخلاق والمُثُل الطيبة والمظهر الجيد، يقدر يزرع "خيار" زي ما شوفنا في حفلة التجمع الخامس إياها!
أما الشيوخ الأفاضل فحدِّث ولا حَرج، الدكتورة (سعاد صالح) طالعة تفتي بجواز معاشرة البهيمة، يعني الشاب من دول بعد ما يحضر فيلم (محمد رمضان)، يروح طبعًا كاشف صدره زيه، ويقوم مديك في السقف تمحَّر مديك في الأرض تشحَّر، وهوب يطلع على أقرب زريبة يسحب له بقرة أو جاموسة أو معزة ويروَّح بيها البيت، كلمتين حلوين، على كاسين شمبانيا، راسها تدوخ، ويقوم بالواجب الذي هو حلال مائة بالمائة حسب فتوى السيدة (سعاد) التي من المُمكن أن تلومه فقط في هذه الحالة على كاسين الشمبانيا، يعني أكيد يا حاجة واحد في الحالة دي مش هيشرب تمر باللبن!
ورغم أن الفتوى الصادرة من جنابها تشرع معاشرة البهائم، لكن في المُقابل عندنا فتوى تانية من جانبها أيضًا بتحرِّم اعتراف الخطيب لخطيبته بالحب في التليفون، يعني حرام يقول لها بحبك في التليفون، يا ستي ما تسيبيه يقول لها حتى لو حرام، ماهو هيدخل جهنم بعد الجواز ويطلع عينه بسبب كلام الحُب والغرام ده كُله ويتلسوَّع لما يقول يا بَس، إنتم متعرفوش الجواز يا جماعة؟!
المُهم قالت لك لأ، علشان بحبك في التليفون ممكن يتبعها أمور أخرى سيئة، طيب هل حلال يقول لها بحبك وهُما في الجنينة؟ أكيد الجنينة متراقبة ومش هيقدر يتبعها أمور أخرى سيئة إلا لو شخشخ جيبه للحارس، لكن في كُل الأحوال أكيد الراجل مش مزنوق للدرجة دي في الأمور السيئة الشفهية بتاعة التليفون يا ست الحاجة؛ لأنه لو ضاقت بيه السُبُل هيرمي التليفون ويجري على الزريبة يسحب أي بهيمة ويفرغ شحنة انفعاله بطريقة حلال حلال حلال حسب الفتوى الأخرى بتاعتِك برضه!