رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة صعود أحمد شوبير في عامه 57.. «بروفايل»

 أحمد شوبير
أحمد شوبير

يحتفل اليوم أحمد شوبير قائد المنتخب الوطني والأهلي الأسبق، بعيد ميلاده 57 حيث يبقى شوبير أحد أساطير الكرة المصرية في مركز حراسة المرمى وأحد عناصر الجيل الذهبي الذي مثل منتخبنا الوطني في كأس العالم إيطاليا 90. 


بداية شوبير مع كرة القدم كانت في الطفولة، حيث ظهر طفلا عاشقا للنادي الأهلي يرى حلمًا لم يتراجع عنه وهو حماية عرين النادي الأهلي والمنتخب الوطنى، حيث اعتاد تدوين اسمه على كشاكيل الدراسة وكتب بجواره "حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر".


شوبير تقدم 10 مرات لاختبارات نادي طنطا، وكان دائما يتم رفضه بسبب قصر القامة، وكان من الممكن أن ينضم بسهولة من خلال الواسطة، لكنه رفض واتجه إلى نادي زيوت طنطا، لأنه كان يعلم أنهم يخوضون مباراة ودية أمام النادي الأهلي بشكل سنوى، ومن ثم خطط لذلك من أجل المشاركة من أجل النجاح ولفت الأنظار والرحيل إلى القاهرة حيث الأهلي والأضواء والنجومية.


أيوب الكرة المصرية كان له صديق انضم إلى الأهلي من طنطا، وهو رمضان القللى حيث شاهد صورته في مجلة الأهلي التي كان يقوم بشرائها بـ"5 قروش" علمًا بأن مصروفه كان 25 قرشًا، حيث أجرى معه اتصالا للتوسط له من أجل الحضور إلى القاهرة للاختبار بالأهلي وبالفعل نجحت المهمة، وذهب إلى القاهرة للاختبار وسط رفض شديد من والده، بحجة أن كرة القدم ستعطله عن دراسته إلا أن عمه نجح في إقناعه وتمكن من السفر إلى القاهرة.


وصل شوبير إلى القاهرة مبكرًا جدًا وتحديدًا في السادسة صباحًا، وللأسف لم يكن معه كارت الاختبارات، فقفز من على سور النادي والإحساس الذي لم يخرج منه حتى الآن أنه شعر منذ لحظاته الأولى داخل الأهلي أنه لن يخرج منه سوى أنه سيصبح بيته مستقبلًا وهو ما حدث.


شوبير كان يصطحب حذاء وترنج بوما وتواجد للمرة الأولى في ملعب التتش، حيث لم يكن يصدق نفسى، خاصة أن الحلم بدأ في التواجد على أرض الواقع.


الظروف كانت صعبة والمؤشرات كانت تؤكد أن الأهلي لم يكن في حاجة إلى حارس مرمى، خاصة في ظل تواجد كل من إكرامى، وثابت البطل، وعادل عبد المنعم، وأحمد ناجى، ومحسن على شقيق حسن على حارس الترسانة الشهير، وإبراهيم عزت، وكان يتولى تدريب الفريق الأول "مستر هيديكوتى"، حيث تم استدعاؤه من قبل الدكتور عمرو أبو المجد للمشاركة للمرة الأولى، وقدم أداء جيدا دفع مستر هيديكوتى للإشادة به، وسأله إن كان يلعب في أحد الأندية، فأكد له أنه يلعب في زيوت طنطا، وكان معه عبده البقال وفؤاد شعبان وعوضين وفتحى نصير وعصام عبد المنعم وبعد إجادته طالب على زيور بالذهاب إلى طنطا في اليوم التالى، للحصول على الاستغناء الخاص به، وطالبهم بمنحه 10 جنيهات، حيث قال له وقتها على زوار بعد أن ربت على كتفه أمام الجماهير المتواجدة في المدرجات، إنه سيصبح حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر مستقبلًا.


شوبير أسطورة الأهلي نام على "ترابيزة" البينج بونج في النادي، ونزل بعدها في فندق بالعتبة قبل التنسيق على تواجده في استراحة الناشئين بالأهلي، بشرط أن يقوم بمغادرتها قبل حضور العمال والموظفين في الثامنة صباحًا.


بداية شوبير كانت مع الكابتن محمود الجوهرى، حيث كان الأهلي يرتبط بمباراة مهمة جدًا أمام مولودية الجزائر، وكان الجوهرى مهتما جدًا باستدعائه من القاهرة، حيث كان مرتبطا بالامتحانات وبعدها سافر إلى الجزائر، ووجدت الجوهرى في انتظاره، وظن أنه سيشارك في المباراة التي كانت صعبة جدا، لكنه أعلن التشكيل والبدلاء وتم استبعاده من قائمة الـ18 حيث كان الأهلي يرتبط بمباراة مع الأوليمبي في الدوري، وكان لدى شوبير امتحان بكالوريوس التعاون، وطالبه الجوهرى بخوض المباراة وشارك بعدها في 7 مباريات حيث جلس إكرامى "احتياطي" وبعدها تم استكمال الدوري دون الدوليين، وشارك في مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة 2-2، حيث كان الفارق بين الأهلي والزمالك 8 نقاط وصلت إلى نقطة واحدة، حيث تعرض إكرامى للإصابة في كتفه، في حين تعرض ثابت البطل للإصابة في "قصبة الرجل".


شوبير نجح وتألق وأصبح حارس النادي الأهلي ومنتخب مصر وتواجد في مقدمة كتيبة الفراعنة في مونديال إيطاليا 90 كما حقق العديد من البطولات المحلية والأفريقية والعربية مع النادي الأهلي، حتى أعلن قرار الاعتزال واتجه بعدها إلى التعليق التليفزيوني قبل اقتحام العمل الإداري والإعلامي حيث يشهد له التاريخ أنه رائد الإعلام الرياضي وبرامج التوك شو الرياضي في مصر، بجانب نجاحاته في عمله داخل اتحاد الكرة في مجلس سمير زاهر بجانب نجاحاته أيضا على المستوى السياسي من خلال عضوية مجلس الشعب وقتها.


شوبير يبقى حدوتة رياضية على أرض مصرية، فهو نموذج من صعد سلم المجد والشهرة والنجومية درجة درجة حتى أصبح أسطورة الإعلام الرياضي المصري وأحد أبرز حراس الكرة المصرية على مدار تاريخها.
الجريدة الرسمية