رئيس التحرير
عصام كامل

فتح الله كولن: ما يحدث في العالم الإسلامي وصفه الرسول منذ قرون

فيتو

قال فتح الله كولن مؤسس حركة "خزمت" التركية، إن في العالم الإسلامي مشكلات كثيرة، كالفقر والصّراعات الداخلية التي تفضي إلى نزاعات عنيفة، والجهل، وكان ثمة اعتقاد بإمكان حل الكثير من المشكلات من خلال التعليم، وهذا ما حدث، إلى حد ما.


وأكد بحسب "إيلاف"، أنّه لا يستطيع أن يكون متفائلًا بمستقبل أفضل للعالم الإسلامي، "حين ننظر إلى الوضع في تركيا في الوقت الحاضر، ربما يمكن أن يُعاد النظام في غضون ربع قرن إذا قاد الحكماء دفة البلد"، مضيفًا أن الإدارة الحالية في تركيا انقطعت عن العالم الإسلامي، وعن العالم أجمع، "وبالتالي وجدت نفسها في دوامة من المتاعب، والضرر الذي حدث فادح، وهو يحصل بسهولة، أما إصلاحه فيكون صعبًا"، آملًا في أن يكون العقلانيون متفتحو الذهن قادرين على تحقيق هذا الإصلاح خلال خمس إلى عشر سنوات.

ورأى كولن أن التلاقي بين العلم والدين ممكن، «وهو حدث في بعض الفترات وبالإمكان تحقيقه من خلال عقلاء يستخدمون قلوبهم وعقولهم، فليس مستحيلًا أن تلتقي القلوب والعقول، وأرى هذا اللقاء في أمريكا وفي الاتحاد الأوروبي وفي البرلمان الأوروبي».

وتابع: «التاريخ يعيد نفسه، وإن ليس بالطريقة نفسها تمامًا. وفي الوقت الحاضر، نحن أيضًا نعيش دمارًا وانحطاطًا في عالم الأرواح. لكن هذا حدث كثيرًا في السابق، ونأمل في أن تكون هذه المرة هي الأخيرة. أعتقد أن ليست هناك مشكلة لا نستطيع التغلب عليها ما دام الإداريون العقلاء وأصحاب العقول المتفتحة من ذوي الخبرة في مجالاتهم يلتقون ويتعاونون في ما بينهم".

وأضاف كولن: «لعل المشهد المخيف في العالم الإسلامي يدفع إلى التشاؤم، لكن الرسول قدم وصفة لذلك قبل قرون».

وعن إرسال تركيا قوات عسكريا لقطر قال: "لا أعرف إن كانوا يتخذون هذه الخطوات لأن لدى القيادة التركية مصالح خاصة معينة.. لكن علاقة دول الخليج بالسعودية علاقة قديمة.. وبرأيي المتواضع يجب أن نتفادى إثارة مشكلات جديدة بتأزيم هذه القضايا. لكن لا أعرف إستراتيجيات البلدان السياسية، لأن لكل شيء قصة أخرى لا أستطيع أن أعرفها.. أنا كمتابع من الخارج لا أجد هذه التحركات بناءة. نحن نمرّ بفترة حرجة، وهدفنا الأول يجب ألا يكون إشعال نزاعات جديدة "، مؤكدًا أن له صلة عميقة بالسعودية كونها مركز العالم الإسلامي وقبلة المسلمين وعقل الإسلام وقوته.

رأى كولن أن التوازن الحالي في تركيا يمكن أن يتغيّر إذا دخلت الساحة أطراف جديدة، ويمكن كسر حلقة العنف والغضب الحالية، وأن الإدارة الحالية استغلت احترام القواعد الانتخابية الدين وجاءت إلى السلطة منذ نجم الدين أربكان، «وتمكنا من تحسّس موقفهم من حركة خزمت إلى حد ما وقتذاك، وكان لدى أردوغان رؤية أن يعتبر نفسه أمير المؤمنين، زعيم العالم الإسلامي».

وتابع:"ما يقوله الإعلام الموالي لأردوغان يصبح خطابًا قوميًا، ولا شيء يعارضه يمكن أن يُقال، بل كل صوت معارض يُكتم ويُسجن، أيًا يكن. ونحن لم نتوقع يومًا أن يصبحوا بهذا الحقد ويرتكبوا كل هذا الأذى، لا كمسلم فحسب بل كإنسان أيضًا".

وختم كولن حديثه بالقول إن الإدارة التركية دمّرت جسور الحوار كلّها، ولم تترك أي شكل من أشكال الظلم إلا ومارسته، «والتصالح والاتفاق مع أشخاص مثل هؤلاء يعني الابتعاد عن باقي العالم والعالم الإسلامي، فمن جهة نتعرض لملاحقات، ومن جهة ثانية، يجب أن يكون واضحًا للعالم أننا لسنا متحالفين معهم، وهذه أفضلية لأن أفعالهم الظالمة ستصبح أوضح بمرور الوقت».
الجريدة الرسمية