رئيس التحرير
عصام كامل

الروهينجا «فلسطين جديدة».. فورين بوليسي: الاضطهاد الممنهج يعيد للأذهان ذكرى النكبة الفلسطينية.. التضامن في القضيتين تخطى الاختلافات المذهبية.. والتصفية العرقية هدف ميانمار وتل أبيب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن الاضطهاد الممنهج ضد الفلسطينيين من قبل الاحتلال، رفعت وعي الأمة والمجتمع العالمي من المسلمين، بعد تعرضهم للتشرد مرارا وتكرارا والتعرض لعقاب جماعي، وحرموا من إقامة دولتهم.


وفي حين أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يثير مشاعر الغضب والعجز، فإن مجموعة إثنية أخرى - وهي الروهينجا - أصبحت الآن رمزا للظلم العالمي للمسلمين.

النكبة الفلسطينية
وأوضحت المجلة أن القرى المدمرة والرعب الذي يعاني منه «الروهينجا» المتدفقون إلى بنجلاديش، دون ملابس، يتردد بذلك بقوة في الذاكرة النكبة الفلسطينية، عندما قامت القوات الإسرائيلية في عام 1948 بطرد أكثر من 750 ألف شخص من الأراضي الفلسطينية.

وأشارت إلى أن كلتا المجموعتين أصبحتا محرومتين من حقوقهما في أعقاب الحكم الاستعماري والانهيار الإمبراطوري، وحاولت كل من حكومتي ميانمار وإسرائيل، وتم نقلهم من أراضيهم وتصويرهم كأجانب يطالبون بأراضٍ.

وأشارت إلى أن هناك محاولات لإعادة كتابة تاريخ المجموعتين المضطهدين على اعتبار أنهما لا يشكلان مجموعة عرقية حقيقية.

مبررات مشتركة
وأوضحت أن هناك مبررات مشتركة للاضطهاد الديني، فحكومة ميانمار تساند الفصائل القومية البوذية في الإبادة الجماعية ضد الروهينجا العزل، بينما تساند الحكومة الإسرائيلية القومية اليهودية في عمليات التطهير العرقي للفلسطينيين. 

يقول عريب الرنتاوي، من مركز القدس للدراسات السياسية في عمان، إن الروهينجا يأخذون الآن الأولوية على النزاعات الطائفية، سواء كانت شيعية أو سنية أو إسلامية أو حتى العلمانية، وكما يلاحظ "كريستيان ساينس مونيتور"، فإن الروهينجيا لم تلوث بالفوارق الطائفية والسياسية التي تصيب المسلمين، مما يجعلها سببا يتجاوز الحواجز الطائفية.

تخطي الاختلافات
وأشارت إلى أن الانقسامات الطائفية والعداوات العميقة الجذور في الأمة حقيقية بما فيه الكفاية، ولكن الاحتجاجات على عدد من المجتمعات المسلمة تبين أن قضية الروهينجا تتجاوز التحدي الطائفي. 

وتضامنا مع الروهينجا، سار عشرات الآلاف من المسلمين عبر المنطقة الروسية من عاصمة الشيشان جروزني، وفي الأردن جرت احتجاجات في غضون خمسة أيام، بما في ذلك مقر الأمم المتحدة في عمان، واحتج عشرات الفلسطينيين المسلمين على بوابات سفارة ميانمار في تل أبيب، وتظاهر مئات المسلمات خارج السفارة الميانمارية في جاكرتا عاصمة أندونيسيا، كما نظم مئات الشيعة مظاهرة احتجاجية بعد صلاة الجمعة في طهران.
الجريدة الرسمية