مدرسة «23 يوليو» نموذج
إلى كل السادة المسئولين عن التعليم في مصر، إلى كل المهتمين بقضايا التعليم، إلى المجلس القومي لرعاية الأمومة والطفولة أهدي هذه الواقعة، وهي نموذج حي لما يحدث في التعليم الرسمي (المجاني كما يقول الدستور والقانون).
ساقني حظي العثر مع بداية العام الدراسي الجديد إلى الدخول إلى مدرسة "23 يوليو الابتدائية المشتركة" بالمرج الجديدة، حيث ألحقت ابني بها مؤمنا وموقنا بأن التعليم الرسمي هو الأساس في مصر، ولأنني اعتدت على صورة المدارس في الأقاليم، وأعرف حجم الكثافة الطلابية بها فقد ابتعدت قليلا عن مدارس القاهرة المزدحمة والمكتظة بالسكان والطلاب بحثا عن تعليم آدمي يليق بأبنائي وأبناء الوطن كله من أمثالي.. ولكني صعقت من هول الصدمة والمفاجأة.
إذ توجهت بابني في أول العام الدراسي لأفاجأ بهذا الكم الهائل من الطلاب الذين جاءوا من كل حدب وصوب، وفوجئت بأن المدرسة لم يتم صيانتها ولا الاهتمام بها كما صرح ومازال يصرح المسئولون، وفوجئت أنها في حاجة إلى صيانة وإصلاح وترميم، وأنه لا توجد ميزانية لكل ذلك، والأشد عجبا ودهشة أن مستوى كثافة الفصل الدراسي في هذه المدرسة يزيد على المائة طالب، وأن بها أكثر من ألفي طالب في المرحلة الابتدائية، وأن مساحة الفصل الدراسي لا تتجاوز الـ30 مترا، ولكم أن تتخيلوا أن أكثر من مائة طالب في هذه السن يتجاورون في 30 مترا فقط!
ولو حسبنا الـ100علي الـ3000 سم فإن لكل طالب من هؤلاء نحو 30 سم فهل يعقل هذا؟
والأغرب والأشد دهشة هو نقص عدد المقاعد المدرسية على الرغم من بدء العام الدراسي، وكآن المسئولين فوجئوا بهذا الأمر مع أنه من المفترض أن كل مدرسة بها ما يليق بحياة آدمية لهؤلاء، وفوجئت بأن التلاميذ لا يجلسون على مقاعد آدمية، بل إنه تم فرد ألواح خشبية يجلس عليها هؤلاء، وطلب مني على وجه السرعة إحضار مقعد لنجلي إن كنت أريد استمراره في المدرسة وإلا فمصيره الحشر بين هذه الأجساد البشرية المتراصة على ألواح يقولون إنها مقاعد مدرسية!
أعلم أن التعليم قضية أمن قومي وأن مجانية التعليم منصوص عليها دستوريا وأن هؤلاء الأطفال يجب أن يتلقوا التعليم المناسب في هذه السن ولكن أيًا منا يقبل هذا الوضع الذي عليه مثل هذه المدرسة؟ وماذا ستكون نسبة التحصيل الدراسي لهؤلاء؟ أرجو الإجابة من مسئولي التعليم.