محيي النواوي يكتب: مفارقات مذهلة إسرائيل عضو في مجلس الأمن
- عندما يتبدل الوضع من المعقول إلى اللامعقول.. وعندما تسود مساحة اللايقين على اليقين.. ويذهب الغموض إلى أبعد الحدود.. ويتم تزيف التاريخ.. وتغير الجغرافيا.. وتصبح الأحداث أسرع من الأفكار والمشاهد أبعد من حدود النظر.
هكذا هو العنوان العريض الذي يصف اسم "إسرائيل".. كانت الصهيونية هي أولى الخطط لتزيف التاريخ وارتباك الجغرافيا وتغييرها.. والتي خاضها "تيودور هرتزل" وتحويلها من الصيهيونية الدينية إلى الصهيونية السياسة.. وتاهت الحدود في هذا التحويل، وأصبح كل شيء يتحرك.. الأديان والأفكار والسياسة والبشر وكل شئ.. ونجح هرتزل في فكرته.. وسارت الأمور على نحو ما أراد.. وجاءت اليهود من كل مكان في موجات متلاحقة.. حتى نجحوا في الحصول على وعد "بيلفور" ١٩١٧م (وعد من لا يملك لمن لا يستحق). كانت أولى المفارقات المذهلة لإسرائيل مفزعه.. وهو الحصول على وعد يعطي لهم أرضًا ليست بأرضهم والعيش فيها والعمل على طرد شعب هذا الأرض.. سارت إسرائيل على هذا النهج حتى أكتسب مكانة وقوة بعد هزيمة العرب في ١٩٤٨م. وفي هذا كانت المرافقة المذهلة أصعب وهي هزيمة جيوش وضياع وطن والإستيلاء عليه.
خاضت من بعدها إسرائيل حروبًا ضد العرب "الصراع العربي الإسرائيلي".. حيث كانت شريكًا في العدوان الثلاثي على مصر.. ومن بعدها احتلال سيناء والجولان في عام ٦٧م. ولكن نجح الجيش المصري في تحرير سيناء والأرض والوطن وإعادة الكرامة.. ثم خاضت مصر عملية السلام مع إسرائيل.. كان تاريخ تلك الحقبة مليئ بالمفارقات المذهلة.. كيف صعد نجم إسرائيل بهذا الشكل؟؟... كانت الإجابة الحاضرة هي (المؤامرة).
- منذ أسابيع تقدمت إسرائيل بطلبًا بأن تكون عضوًا في مجلس الأمن.. يالها من مرافقة مذهلة جديدة.. فإسرائيل التي تنتهك حقوق الإنسان وتنتهك السلم والأمن.. وترتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني.. أسوء احتلال عرفه التاريخ.. يريد أن يكون عضرًا في مجلس الأمن.
فنحن كل يوم نشاهد ونسمع ونقرأ أن سوريا تشكو إسرائيل في مجلس الأمن بسبب الاعتداء على أراضيها.. ولبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن بسبب عمليات الإستيطان، والشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه.. إن المرء لتأخذه الدهشة والشعور بالفزع عندما يتذكر ما أرتكبته إسرائيل من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني في حرب غزة ٢٠٠٨ وقتلت فيها الأطفال والرجال والنساء والشيوخ.. واستخدمت الأسلحة المحرمة دوليًا ضدهم. وراح ضحيتها ٢٠٠٠ قتيل.
كيف تحويل المشهد السياسي إلى مشهد عبثي إلى هذا الحد.. إن إسرائيل أصبحت تفعل كل ما هو لامعقول.
هل ستكون إسرائيل عضوًا في مجلس الأمن؟!