أسماء شوارع القاهرة «اسم مش على مسمى».. «تقرير»
كثير منا لا يعلم سبب تسمية الشارع الذي يقطن فيه، حتى وإن كان الاسم يعود إلى شخصيات تاريخية مؤثرة، ولكن يبقى الاسم دون السيرة، فمن منا يعلم من هو "ابن سندر، الألفى، الأزبكية، نصوح باشا، طومان باى، خليل بن قلاوون"، فهم شخصيات أراد مُطلقو أسمائهم على الشوارع تخليد ذكراهم ولكن مع مرور السنين، لم يتبق سوى الاسم فقط.
بدأت ظاهرة إطلاق أسماء للشوارع في عهد محمد علي، لكن قبل ذلك، كان لا يوجد أسماء للشوارع وكانت تُعرف بأسماء أصحاب المهن المنتشرين بها أو بأسماء القبائل أو بأسماء الجوامع، لذلك نجد أسماء شوارع في حي وسط القاهرة على شاكلة "المغربلين، الفحامين، السقايين، السماكين"، كما أن هناك شوارع اشتهرت بأسماء الأسواق التي كانت تنعقد بها، كـ"سوق الليمون، سوق السلاح"، وهناك شوارع حملت أسماء الطعام ومعظمها بحي باب الشعرية كـ"عطفة الحمصاني، قفص اللوز، عطفة الماعز".
ومع تولي الخديو إسماعيل الحكم، بدأ إنشاء شوارع وميادين كثيرة، ولكن حتى الآن يوجد أسماء شوارع غريبة لا تدل على أي شيء، يخجل قاطنوها من ذكرها، فهي أسماء ليس لها معنى، ومعظمها في الأحياء القديمة، أما الأحياء حديثة الإنشاء "كحيي النزهة وشرق مدينة نصر" فتجد أسماء الشوارع على أسماء القادة والشخصيات التاريخية؛ حيث يعانى قاطنو الأحياء القديمة من أسماء شوارعهم الغريبة، فهناك شوارع ومناطق لا يعرف أحد لماذا أطلق عليها هذا الاسم، على سبيل المثال نرصد بعض أسماء الشوارع الغريبة بالعاصمة "مشتهر، البلاقسة، جرار الدهب، الزير المعلق، درب الحمام، درب أبو لحاف، النطاطه، شنن قواديس، غشلاق، بركة الفيل، درب الغوزية، شارع اليكنية".
ورغم أن الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، أعلن عن تشكيل لجنة لمراجعة الأسماء الغريبة التي لا أصل لها لشوارع المحافظة، لتغييرها واستبدالها بأسماء أخرى لائقة بالعاصمة، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن، علما بأن محافظة القاهرة غيرت اسم أكثر من 100 شارع ومدرسة خلال الفترة الماضية، وأطلقت عليهم أسماء شهداء الجيش والشرطة لتخليد ذكراهم، ولكن الشوارع التي تم تغيير أسمائها لم تكن غريبة.
وأكد اللواء محسن صلاح، الدين السكرتير العام المساعد لمحافظة القاهرة، ورئيس لجنة التسميات بالمحافظة، أن اللجنة تنعقد بشكل مستمر لتغيير أسماء شوارع العاصمة، ويتم تسمية الشوارع بأسماء الشهداء أو الشخصيات الرائدة التي أثرت في المجتمع.
وأضاف صلاح، لـ«فيتو»، أنه يجب أن يكون الشخص الذي سيتم تسمية الشارع باسمه، متوفى وليس على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه من المستحيل إطلاق اسم شخص حي على شارع، لافتا إلى أن الأهالي الذين لا يرغبون بأسماء شارعهم، من الممكن أن يتقدموا بطلب إلى لجنة التسميات وسيتم بحثه، وتغييره بعد موافقة أعضاء اللجنة.