4 محطات فارقة في مسيرة أحمد الفيشاوي.. أولها تدين وآخرها «تاتو».. تقرير
منذ نعومة أظافره كان محبا للظهور على الشاشات، شغوفا بأن يكون محل الأنظار.. ولد لأسرة فنية من العيار الثقيل فوالده هو الفنان فاروق الفيشاوي ووالدته الفنانة سمية الألفي.
تحولات وتغيرات كثيرة أصابت الشاب «الجامح» أحمد الفيشاوي.. أولها تدين وآخرها مجون.
من يتتبع خط سير حياة «الفيشاوي الصغير» يجدها مملوءة بالأحداث المتناقضة والمختلفة.. الشاب الذي ولد في فمه ملعقة ذهب، تنقل بين التناقضات بسلاسة ورشاقة يحسد عليها.
الظهور الأول
كان أول ظهور للطفل أحمد الفيشاوي وهو في عمر تسع سنوات عام 1989 في فيلم "المرشد" مع والده فاروق الفيشاوي.. ويقول عن ذلك: «كان أول فيلم أتقاضى أجرًا عليه، وبلغ 230 جنيها ثمن لعبة اشتراها لي الفنان محمود الجندي بصفته منتج الفيلم».
لم يستثمر الابن والأب تلك المرحلة، وغاب الفيشاوي الصغير عن الأنظار، وابتعد عن الفن حتى عاد إليه مرة أخرى عام 2000 بالظهور بجوار النجمة المصرية فاتن حمامة بمسلسل "وجه القمر"، وتبعه ظهوره بمسلسل "حديث الصباح والمساء" وتلاه المسلسل الكوميدي "شباب أون لاين" وفيلم "شباب على الهوا" في 2002.
التحولات الفكرية
تلك الفترة شهدت بزوغ نجم أحمد الفيشاوي الفني، كما ظهر في العديد من الأعمال الفنية، فضلا عن ظهوره في أحد البرامج الدعوية على الطريقة الأمريكية تحت اسم "يلا شباب" بجانب مقدمه أحمد الشقيري.
المسيرة الماضية لم يكن بها شيء يثير الدهشة.. شاب من أسرة فنية احترف الفن.
بصوت هادئ ولغة رزينة، وكلمات تحمل معانى إنسانية أكثر منها دينية، قدم الفيشاوي في تحول كبير برنامجا دعويا على الطريقة الأمريكية بجوار الداعية أحمد الشقيري على إحدى القنوات الفضائية.
يقول الفيشاوي عن تلك الفترة:«هذه كانت فترة من حياتي، وكان سببها أنني استمعت إلى عمرو خالد في أحد البرامج وأعجبني حديثه كثيرًا، ففكرت أن أتابع حديث هذا الرجل من ناحية حب الاستطلاع والفضول، فكنت أذهب كل يوم خميس إلى جامع الحصري في مدينة السادس من أكتوبر لأستمع إليه، وكان يحضر وقتها إلى الجامع أكثر من 14 ألف فرد. ولا أرى أن حضوري جلسات دينية أمر يحتاج إلى تفسير أو أسباب».
مفاجأة من العيار الثقيل لهؤلاء الدعاة الذين حولوا الشاب المتخبط إلى رجل دين وتقديم البرامج الدينية.. اكتشف الجميع أن تدين «الفيشاوي» أكذوبة!
ظهرت في الأجواء "هند الحناوي" مهندسة ديكور، ارتبطت بعلاقة آثمة مع أحمد الفيشاوي وتزوجا بعقد عرفي.
معركة ضروس خاضتها عائلة الفيشاوي في مواجهة هند الحناوي، استمرت تلك المعركة في ساحات القضاء عامين.. خسر الابن ما زرعه لأربع سنوات متتالية في السينما والتليفزيون.
قبل إعلان القاضي المستشار أحمد رجائي دسوقي، قرار المحكمة فيما يخص قضية نسب الطفلة «لينا» بأنها ابنة أحمد الفيشاوي، ألقى قصيدة للشاعر نزار قباني ترفض فيها فتاة أن تقوم بعملية إجهاض، وتقول القصيدة من ديوان "طفولة نهد" "ليراتك الخمسين تضحكني.. لمن النقود.. لمن يجهضني.. لتخيط لي كفني.. هذا إذا ثمني.. يا بؤرة العفن.. أنا سأسقط ذلك الحمل.. فأنا لا أريد أبا نذلا".. أسدل الستار على قضية الحناوي، وبدأ الفيشاوي يستعيد نجوميته من جديد، لكن تم طرده من برنامج «يلا شباب».
الدعاة رفضوا توبته
«أحمد الفيشاوي شخص طيب جدًا، وبعد مشكلة النسب دي قابلته وحضنته وفضل يعيط، وقالي إنه اتصل بعدد كبير من الدعاة، ومحدش كان بيرد عليه، وإن الوسط الديني اتقفل في وشّه، ومحدش رحمه، وساعتها الوسط الفني هو اللي احتضنه وكمّل المشوار».. يقول أحمد الشقيري زميل الفيشاوي في برنامج يلا شباب.
بعد فترة وجيزة، استأنف أحمد الفيشاوي حياته الفنية بالمسلسل الكوميدي"تامر وشوقية" 2006، وقدم بعدها فيلم "45 يوم" في 2007، وقدم في عام 2008 فيلمين على التوالي هما الفيلم الكوميدي "ورقة شفرة" وشارك في أغنية الفيلم مع فرقة "أرابيان نايتس" وفيلم "زي النهار ده "مع بسمة.
عام 2010 كان حافلًا بالنسبة للفنان أحمد الفيشاوي، فقدم 3 أعمال دفعة واحدة وهي مسلسل "الجماعة" وفيلم" 678" وفيلم "تلك الأيام"، إلا أن تلك السنة شهدت إعصارا جديدا وهزة كادت أن تودي بمستقبل الشاب الماجن، حيث تم إلقاء القبض عليه في شقة سيدة مطلقة في الإسكندرية، ثم أخلت النيابة سبيله على أن يتم التحري عن سلوك السيدة، وما إذا كانت تمارس نوعًا من الأعمال التي تعد في نظر القانون اعتيادًا للدعارة مقابل أجر من عدمه.
جاء عام 2011 وركب الشاب موجة الثورة، إذ قدم الفيشاوي فيلم "18 يوم" الذي يحكي قصة الثورة المصرية التي جرت وقائعها في ثمانية عشر يومًا.
لم يكتف الفيشاوي الصغير بنجاحاته الفنية للفت انتباه العالم العربي من حوله، فكان دائما ضليعا في إطلاق التصريحات المغايرة للواقع العربي، وإعلانه عن تناوله المخدرات لفترات من حياته وشربه الخمر، فضلا عن عدم ممانعته من ممارسة الجنس قبل الزواج!
بعد رحلة طويلة تنقل بين دروبها «الفيشاوي» استقر به الحال متصوفا ويقول عن ذلك: «الصوفية بحر كبير جدًا جدًا، وأجد أنّها تعتمد على الحبّ بكل اختصار، نعبد الله لأنّنا نحبّه وليس لأنّنا نخاف منه، ونتبع الرسول عليه الصلاة والسلام لأنّنا نحبّه وليس لأنّ علينا اتًباعه بالقوة... الحبّ أساس الصوفية».