تجاوزات النواب.. مستمرة!
تقدم موظف الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي، نحو إحدي العائدات من تأدية مناسك الحج، وقدم لها كروتا أعدتها وزارة الصحة للحصول على بيانات العائدين من ظهور أعراض الإصابة بالأمراض المعدية.. وطالبها بأدب شديد أن تملأ البيانات التي تضمنتها الكروت، فوجئ الموظف بما أصاب الراكبة من غضب شديد، وتوبيخه أمام الركاب.. بعبارات قاسية لأنه تجاسر أن يطلب مثل هذا الطلب.. من نائبة في البرلمان.
فشل الموظف في محاولة إقناع النائبة بأنه يؤدي عمله.. وينفذ التعليمات الصادرة إليه وأن القانون لم يستثن النواب من هذا الإجراء الذي لا يمس كرامتهم، وكان رد الموظف كافيا لإشعال غضب النائبة التي اعتبرت كلماته تجاوزا لحدود وظيفته.. واستمرت في توبيخه بطريقة مهينة.
ونفد صبر الموظف ولم يعد يتحمل الإهانات، قال لها: إن موقعها السياسي يفرض عليها أن تلتزم بتنفيذ القانون.. وأن تكون قدوة للآخرين، وكالعادة التف العائدون حول النائبة والموظف لمتابعة المناقشة الساخنة، منهم من رأي أن الإجراءات الصحية لا لزوم لها.. والنائبة على حق، ومن رفض أسلوب النائبة خاصة بعد أن أصرت على الخروج من المطار دون تنفيذ التعليمات.. وطبيعي أن يتبعها بعض الركاب.. بحجة أن النائبة ليس على رأسها «ريشة».
حدثت الواقعة مع وصول ٤٠ من أعضاء مجلس النواب إلى مطار القاهرة الدولي، عقب تأدية مناسك الحج، منهم من التزم بتنفيذ تعليمات الحجر الصحي، وقام بملء الكروت ولم ير أن هذا الإجراء لا يمس كرامتهم.. وإنما يحمي الوطن من تسرب الأمراض المعدية، وآخرون كان رد فعلهم أعنف.. بحجة أن الإجراء «شكلي» وليس له ضرورة، وكان أبرز النواب الذين رفضوا.. رجل أعمال بارز وآخر يعمل مديرا لاتحاد الكرة.
وعلي الذين يبحثون عن سؤال.. لماذا تتسع فجوة انعدام الثقة بين النواب والمواطنين، أن يدركوا أن تصرفات بعض النواب وراء اتساع الفجوة لإصرارهم على التمييز عن الناخبين الذين اختاروهم والانشغال بتوافه الأمور، بدلا من القضايا الجماهيرية التي تشغل المصريين.