رئيس التحرير
عصام كامل

العقاد يشتم كل الكتاب ما عدا الشناوي وطه حسين

العقاد
العقاد

تحت عنوان «العقاد يشتم كل الناس دون سابق معرفة» نشرت مجلة روز اليوسف عام 1956 حوارا أجرته مديحة عزت مع الأديب عباس محمود العقاد، حول رأيه في مشاهير الكتاب والصحفيين ــــــ وقتئذ ـــــــــ قالت فيه:


«قلت له ما رأيك في الصحفي أحمد بهاء الدين؟»، رد العقاد قائلا: من هذا البهاء الدين.. إن هذه الأشياء لا أعرفها ولا أعرف عنها شيئا فهو إما مأجور للشيوعية أو لإحدى الهيئات الأخرى، أو أعماه الحسد والغيرة والغرور، وغلب عليه الكسل والجهل.. دي حشرات لا أسعى إلى قتلها، لكني أقتلها بقدمي أثناء سيري.

قلت له: حرام.. حسد إيه وغيرة إيه ده بهاء الدين لسه صغير مش ممكن يحسدك وهو مش كسلان.. ده عمره 29 سنة ورئيس تحرير لمجلة صباح الخير.

رد العقاد: مجلة إيه يا ستي وكلام فارغ إيه، ده ولد عاق.

قلت: طيب بلاش بهاء إيه رأيك في إحسان عبد القدوس وأدبه؟

رد العقاد: أدب إحسان أدب إيه ده، دي كتب ألف ليلة وليلة أحسن من كتبه بمراحل، ثم إنه بيقول إنه بيكتب أدب جديد.. جديد إيه يا سي إحسان، ده أدبه ده أقدم أدب في العالم وكانت له كتب قبل الميلاد في الهند والصين ومزينة بالصور الملونة.

وأضاف العقاد: العيال دول كل واحد منهم يخطف له كلمتين يقول "هوب" الأدب الجديد والأدب القديم، يبقى لا هو عارف جديد ولا قديم ولا قرأ شيء ويقول أدب جديد آل.. هو فيه جديد من غير قديم.

قلت للعقاد: أنت قرأت أي كتاب لإحسان عبد القدوس؟

قال: الواد ده أنا مربيه ونوبة واحدة ست شتمته في التليفون علشان خاطري، وأنا لم أقرأ له أي كتاب، أبص في الصور بس.

قلت: طيب والدكتور طه حسين؟

قاطعني قائلا: لأ بلاش ده بلاش ده خالص.

قلت له: وكامل الشناوي؟

قال: وبلاش كامل الشناوي كمان فهو راجل خفيف الدم والروح وبلاش نزعله.

قلت له: وإيه رأيك في أنيس منصور وكلامه عن الوجودية؟

قال: ومن هذا الأنيس منصور وإي وجودية يكتب عنها، أنا لم أقرأ له شيئا، أما عن الوجودية فأنا أؤمن ببعض مذاهبها، فالوجودية كلها تلتقي في معنى واحد وهو المحافظة على استقلال الفرد أمام طغيان الجماهير، ومن الأفراد من يحافظ على استقلاله بالأخلاق الكريمة واحترام المثل العليا، ومنهم من يحافظ على استقلاله بعدم المبالاة والاسترسال مع الشهوات والأهواء، وكلاهما وجودي، لكن الفرق بين هذا وذاك كالفرق بين السماء والأرض».
الجريدة الرسمية