رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب تفشي السرطان داخل السجون «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«النزيل مصاب بالمرض اللعين».. جملة مأساوية ترددت مؤخرًا بشكل كبير على مسامع السجناء بالسجون المصرية، عبارة يخشى أن يسمعها السجين يوما ما داخل محبسه، تنتابه حالة مرضية منذ اللحظات الأولى لقضاء عقوبته داخل الزنزانة، يخشى أن تدور عليه الدائرة ويصبح واحدًا من عشرات الحالات المصابة بالسرطان، ممن يقع عليها عقوبة قانونية أو المحتجزين احتياطيا لمدة سنوات داخل مقار الاحتجاز في السجون المصرية.


الدستور يكفل الحق

ينص الدستور المصرى في مادته 18 على أنه لكل مواطن الحق في الصحة والرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لمعايير الجودة، وتكفل الدولة الحفاظ على مرفق الخدمات الصحية العامة الذي يقدم خدماته للشعب ودعمه والعمل على رفع كفاءته وانتشاره الجغرافى العادل، ويتضمن قانون السجون المصرى رقم 396 لسنة 1956 عددا من المواد التي تضع القواعد العامة لعلاج السجناء والمحتجزين داخل السجن، وكثيرا من التفصيلات التي تتضمن دور الطبيب في التأكد من عجز السجناء عن العمل، ودوره في اعتماد الإفراج الصحى.

أرقام متباينة
لم تكن هناك إحصائية رسمية صدرت عن مصلحة السجون أو وزارة الصحة، لمعرفة عدد السجناء المصابين بالسرطان أو المريض الخبيث كما يطلقون عليه، إلا تلك الإحصائية الصادرة في نهاية العام الماضي عن إصابة ٤٢ حالة بمرض السرطان داخل الزنازين، بعضهم كان مصابا بالسرطان قبل حبسه ونشط المرض تم اكتشافه أثناء قضاء عقوبته القانونية.

إحصائيات غير رسمية
المنظمات الحقوقية لم تكن بمنأى عن هذا المشهد، إذ أصدر المرصد المصري للحقوق والحريات، مع نهاية العام الماضي تقريرا عن مرضى السرطان في السجون المصرية كشف فيه عن ٧٩٠ سجينا مصابا بمرض السرطان ما بين مصابين اكتشفوا مرضهم خلال فترة احتجازهم.

تصنيف المرض
وتوضح الإحصائيات التي أعدها التقرير أن 150 من المحتجزين مصابون بمرض سرطان الرئة،50 منهم مصابون بسرطان القولون، 90 منهم مصابون بمرض سرطان البروستات، 200 بسرطان الدم "للوكيميا"، 200 منهم بسرطان الغدد اللمفاوية، 100 مصابون بسرطان البنكرياس.

الحالة النفسية
ومن جانبه أكد الدكتور صلاح سلام، رئيس اللجنة الطبية لمجلس القومي لحقوق الإنسان، أن العوامل النفسية هي العامل الرئيسي لتفشي مرض السرطان، ولا سيما أن السجين محاط بكمية لا حصر لها من الطاقة السلبية، وحالات الاكتئاب لدى السجناء، النابعة أحيانا من الإحساس بالظلم أو المهانة فضلا عن الوضع الصحي للسجين، جميعها أسباب تؤثر على المناعة ويضعفها.

ضعف المناعة
وقال عضو قومي حقوق الإنسان في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إن كلما ضٌعفت مناعة كلما كان السجين عرضة لكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة، فمن كان سيصاب بمرض السكري خلال ١٠ سنوات، سيصاب به خلال عام ليس أكثر، وكذلك يؤدي إلى ظهور الخلايا السرطانية الخبيثة، سواء كانت خامنة أو غير موجودة من الأساس.

فيما أشار عدد من الحقوقيين المعنيين إلى الأوضاع الصحية والمعيشية للسجناء، مؤكدا أن المصابين بمرض السرطان بشكل خامن أو في بداياته تتدهور حالاتهم داخل السجون، نظرا التعقيدات والإجراءات الروتنية للوصول إلى الطبيب، فيقول صلاح سلام في هذا الصدد أن بين السجين والطيب خمسة أبواب، ولا وجود لأطباء في السجون بعد الساعة الخامسة، فضلا عن أن في الأغلب يكون الطبيب ممارس وليس متخصص في الأورام الخبيثة.
الجريدة الرسمية