رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أقدم صنايعي «كليم» بـ«فوه» يكشف أسرار المهنة.. تقرير

فيتو

"قضيت ما يقارب 50 عاما من عمري في مهنة الكليم وأشعر بالحزن لانهيارها" بهذه البداية افتتح الحاج "فتحي خلاف" أقدم صنايعي كليم في فوه التابعة لكفر الشيخ، حواره لـ«فيتو» راصدا تطور مراحل تلك الصناعة الكليم وتدهورها بنهاية فترة السبعينيات وبداية بيع المصانع الحكومية أو إغلاقها.


حيث يؤكد أقدم صنايعي كليم بكفر الشيخ، ورئيس مجلس إدارة جمعية صناعة الكليم بفوه، أن صناعة الكليم بدأت ببطانية وكانت يدوية، ويطلق عليه الكليم اليدوي في بداية سنة 1928 وحتى الخمسينيات، وكانت فوه مسيطرة على تلك المهنة حتى إن مصانع القاهرة عندما كانت تحتاج لعمال كانت تستعين بصنايعية منها.

وأضاف "فتحي" أن أبرز مشكلة للمهنة هي مشكلة الخامات التي لم تكن تكفي خاصة أنها كانت من صوف الخرفان، وعند زيارة الراحل حسين الشافعي نائب الرئيس جمال عبد الناصر، وقتئذ عُرضت عليه المشكلة واقترح خامات بديلة وأصبح يوجد مصانع في مصر تنتج فتلة موحدة وهو ما أدى ازدهار صناعة الكليم بقوه في الخمسينيات والستينيات، وكان الكليم جزءا منه يتم تصنيعه يدوي وجزء آخر من خلال المصانع.

واستكمل: أثر ظهور السجاد والحملات الإعلانية الضخمة على صناعة الكليم وتوجه المواطنين لشراء الموكيت رغم أنه يتكون من مواد بترولية وليس كالكليم الذي يتكون من مواد بيئية طبيعية، وفي الستينيات كانت درجة تصدير الكليم لأوروبا الشرقية كبيرة جدا منها الكليم الدوبل بأشكال ورسوم مختلفة كنا نستقيها من كليات الفنون التطبيقية وبعدها كنا نأخذها من التراث ولكن تراجع التصدير لاختلاف الأذواق وظهور صناعة السجاد، مشيرا إلى تصدير المادة الخارج للصين والهند يؤثر على تلك الصناعة في مصر وأن تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار السجاد بسبب استيراد المواد المصنعة له وإقبال المواطنين على صناعة الكليم وأصبح التسويق وضعه أفضل بكثير ولكن لا تزال مأساة المواد الخام قائمة.

وتابع، لم تعد تلك المهنة تحقق عائدا فهجرها الكثيرون، وللأسف الدولة لا تستطيع أن تقيم مصنعا لإحياء صناعة الكليم والقطاع الخاص يعمل في مجال السجاد، والكليم ليه صنايعية مهرة "أيديهم تتلف في حرير" وهجروا المهنة بسبب قلة الدخل. 

واستطرد "خلاف" أن رفع يد الدولة عن الصناعات أدى إلى اندثار أغلبها وكان من المفترض دعم تلك الصناعات الحرفية التي تساهم بنسبة كبيرة في رفع معدلات التصدير للخارج، والصندوق الاجتماعي هو الجهة الوحيدة التي تساعدنا في التسويق بتوفير مكان في أرض المعارض سنويا بسعر رمزي، ونشارك كجمعية في تلك المعارض ويوجد 900 أسرة منضمين لتلك الجمعية، ويحزنني أنه بعد 10 سنوات من الآن ستصبح تلك الحرفة من التراث لأنها ستندثر.

ويضيف عطية الباشا، أحد صنايعة الكليم بفوه: إنني أعمل في الكليم منذ 45 عاما وبالكاد أتمكن من العيش ويوميتي في الورشة لا تتعدى 50 جنيها، وأحيانا أظل 25 يوما كاملين لأنسج قطعة كليم أعمل فيها بكامل طاقتي"، ليقاطعه الحاج "خلاف" قائلا: "حضرنا جلسة استماع في مجلس الشعب منذ 10 سنوات بحضور وكيل الصناعة وفوجئنا به يقول لنا إذا كانت الناس بطلت تلبس طرابيش ليه أنتم مصممون على صناعتها فكل كام شخص فيكم يعمل مشروعا، فتركنا الجلسة، وذلك بعد أن طلبنا منه أن نتعاون مع الأوقاف في فرش المساجد من صنع أيدينا".

وواصل: إن الحل الوحيد لإنقاذ حرفة الكليم هو منع تصدير الصوف لتوفير المواد الخام لتلك الصناعة ومن يتحكم في الخامات 3 تجار في رشيد وسئمنا في مقابلة المحافظين بهذا الشأن فالمشكلة لم تصبح في التسويق ولكن في الخامة التي يصدرها التجار للخارج.
الجريدة الرسمية