رئيس التحرير
عصام كامل

«العالم يجني ثمار التعليم عن بعد ومصر تحاول التسلق».. 23 عاما عمر التجربة باليابان.. بدء المدارس الذكية في ماليزيا منذ 1996.. الخليج يتفوق عربيا.. والقاهرة تطبق النظام بالجامعات

فيتو

يخطئ الكثير في التعامل مع مفهوم (التعليم عن بعد)، فالبعض يظنه تعليمًا إلكترونيًا فقط، والآخر يظنه انتسابًا تقليديًا، فيما يقصره البعض على التعليم الجامعي، علمًا بأنه قائم على أسلوبين كلاهما أفضل من طريقة الانتساب التقليدي.


التزامني
الأسلوب الأول هو الأسلوب التزامني، ويتم باتصال متزامن بين المعلم والمتعلم على شبكة الإنترنت أو باتصال إلكتروني بوجود المتعلم في مكان والمصدر في مكان آخر، عبر الفصول الافتراضية، وهو أسلوب متقدم جدًا في التعليم العالي.

التفاعل
أما الأسلوب الثاني فهو التفاعلي، عبر إشراك الطالب في عملية التعليم بتوفير تفاعل مع المحتوى أو مع الأستاذ أو مع الطلاب، بحيث يتم توظيف التطبيقات البرمجية المناسبة لإدارة العملية التعليمية بما يتيح التواصل، فيما يعرف بالأسلوب الإلكتروني.

اليابان
بدأت التجربة في اليابان عام 1994 بمشروع شبكة تلفازية تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال (الكبل) كخطوة أولى للتعليم عن بعد، وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم "مشروع المائة مدرسة"، حيث تم تجهيز المدارس بالإنترنت بغرض تجريب وتطوير الأنشطة الدراسية.

دعمت الفكرة ميزانية الحكومة اليابانية للسنة المالية 1996/ 1997، حيث أقرت إعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة، لخدمة الأنشطة المتعلقة بالتعليم عن بعد، لتبدأ مرحلة جديدة من التعليم الحديث، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق أساليب التعليم الإلكتروني الحديث.

أمريكا
وفي عام 1995 أكملت جميع الولايات الأمريكية خططها لتطبيقات الحاسب في مجال التعليم، وبدأت سباق مع الزمن لتطبيق منهجية التعليم عن بعد وتوظيفها في مدارسها، واهتمت بتدريب المعلمين لمساعدة زملائهم وكذا مساعدة الطلاب، وتوفير أجهزة حاسب آلي وشبكات تربط المدارس مع بعضها إضافة إلى برمجيات تعليمية فعالة لتصبح جزءًا من المنهج الدراسي.

ماليزيا
أما ماليزيا بدأت خطتها في إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل فصل دراسي عام 1996، وأصبحت المدارس الماليزية تطبق التقنية في الفصول الدراسية عبر نظام المدارس الذكية، وكان من المتوقع اكتمال الخطة قبل حلول عام 2000م لولا الهزة الاقتصادية التي ضربت البلاد في عام 1997م، ومع ذلك بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90%، وفي الفصول الدراسية 45%.

عمان
بالنظر للمجتمع الخليجي، تعتبر سلطنة عمان من الدول التي تطبق نظام التعليم عن بعد في بعض مؤسساتها التعليمية، حيث ضمنت ذلك النظام في العملية التعليمية للأشخاص غير القادرين على الحضور إلى المؤسسة التعليمية، أو للذين فاتتهم فرص التعليم وكبار السن وغيرهم.

السعودية
واليوم بات الكثير من الطلاب في السعودية قادرين على متابعة دراستهم عن بعد في منازلهم دون حاجة للالتزام بدوام يومي في المدارس، بعد إطلاق وزارة التعليم بالمملكة مبادرة المدارس الافتراضية ضمن المساعي الرسمية للتحول الرقمي، واستكمالًا لاتفاقية وقعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع شركة “سيسكو” الأمريكية، بهدف دعم التعليم السعودي عبر المدارس الذكية.

وقال وزير التعليم السعودي أحمد العيسى، إن مبادرة المدرسة الافتراضية تهدف إلى استفادة طلاب التعليم العام من الكوادر التعليمية المتميزة في المملكة، وهي مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية لبناء الطالب بناءً شاملًا لامتلاك المعرفة والمهارة والقيم الثابتة.

مصر
أما في مصر، فبدأت عدد من الجامعات تطبيق نظام "التعليم عن بعد"، بأسلوبه التفاعلي فقط، بتحويل مقرراتها لمواد إلكترونية، عبر معامل المقررات الافتراضية أو التعليم الإلكترونى المباشر، وفيه يتم نقل المعلومات والدروس والامتحانات وتبادلها بين المعلم والمتعلم في نفس الوقت الفعلى لتدريس المادة بخدمة التعليم عن بعد، بتوظيف بعض أساليب التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكترونى والأسطوانات المدمجة أو شرائط الفيديو، كما يحدث في جامعة المنصورة وبعض كليات جامعة القاهرة وعين شمس وغيرها.

وعلى مستوى التعليم الأساسي، بدأت المحروسة أولى خطوات التعليم عن بعد عام 2014، بوضع خطة لتوفير «التابلت التعليمي» لطلاب مدارس 15 محافظة، ولكن سرعان ما أعلن المشروع فشله، لعدم توافر البنية التحتية لتشغيل وصيانة جهاز التابلت نتيجة تعطله باستمرار وسقوط المناهج من الجهاز كل فترة، وانقطاع الكهرباء وعدم وجود أجهزة للتشغيل أو شبكة دولية بالمدارس، ونشط "طارق شوقي" الفكرة مرة أخرى هذا العام، بوضع خطة لتوفير أجهزة التابلت بالمدارس هذا العام، في انتظار نتائجها.
الجريدة الرسمية