السفير الفرنسى يزور الشعب
المادة الصحفية المنشورة حول الموضوع، أكدت أن السفير الفرنسى نيكولا جاليا قام بزيارة المواطن محمد بديع فى مكتبه بالمقطم، ليس لأنهما صديقان قديمان أو لأن "بديع" كان أحد الطلاب النوابغ المبتعثين إلى فرنسا من أيام طه حسين، أو أيام محمد على، أو لأن صلة نسب بين الطرفين.
وللوصول إلى الحقيقة قال الخبر الصحفى، إن سعادة السفير شكر للمواطن محمد بديع هذه الزيارة، رغم أنه هو من قام بها، وليس "بديع" المتحرك صوب السفارة، كما أكد سعادة السفير للمواطن المصرى على عمق العلاقات بين الشعبين، باعتبار "بديع" واحد شعبى مصرى، وسيادته واحد شعبى فرنسى، وبالتالى أراد الطرفان أن يعلنا لنا نحن أشقاؤهما من الشعب هنا والشعب هناك أن علاقاتنا "سمن على عسل"، وحتى لا يقال: إن المصريين لا يردون التحية، وكما تعلمون فإن "بديع" مواطن إسلامى، أى أنه أُمِرَ أن يرد التحية بأحسن منها، لذا قال هو أيضًا إنه يشكر سعادة السفير على الزيارة .
والجديد أن "بديع" أثبت أنه فعلًا بديع؛ حيث أضاف بأن أعرب عن أمله فى زيادة التعاون المشترك بين كل مؤسسات المجتمع المدنى، باعتباره مواطنًا مدنيًّا وليس عسكريًّا، وتعميقًا للعلاقات بين الشعبين المصرى والفرنسى وبين المؤسسات الشعبية، وكما تعلمون، فإن سفارة فرنسا فى مصر مؤسسة شعبية لا علاقة لها بالحكومة هناك، وأيضًا "محمد بديع" ليس شخصًا كما تتصورون، بل هو مؤسسة شعبية يملكها الشعب المصرى كله.
وجد جديد حينما قال الملحق الإعلامى فى السفارة الفرنسية، إن الزيارة مجرد شأن دبلوماسى مثل زيارة العديد من السفراء الأجانب لجميع أطراف القوى السياسية.. الله!! وما هى علاقة المواطن "محمد بديع" بالقوى السياسية؟!! وإذا كان سيادته قوة سياسية فلماذا لم يلتقِه فى حزبه أو داخل قصره أو قصر الاتحادية؟
وإذا كان "محمد بديع" قوة سياسية لماذا يصر الطرفان أن يتحدثا عن اللقاء بأنه جاء داعمًا للعلاقات الشعبية؟
بداية أنا شخصيًّا كنت من السعداء بزيارة السفير الفرنسى "نيكولا جاليا" للمواطن "محمد بديع"، وتصورت أن السفير الفرنسى إنما جاء ليتعرف على الشعب المصرى فردًا فردًا، وبالتالى جهّزت لسيادته مجموعة من الاقتراحات لتقديمها لسيادته عندما يحين الحين وننعم بزيارته المباركة لنا فى بيتنا البسيط، أو حتى فى مكتبى الذى لا يقع فى المقطم.
ومن بين ما جهزته، كمواطن ليس أقل من "محمد بديع" فى الأهمية أو الحيثية، حيث إنى أدفع ضرائبى، أو قل تخصم منى رغمًا عنى، ولا أرتكب مخالفات مرورية، ولا أعادى الغرب، بالضبط مثل "محمد بديع"، بل إنى من المؤمنين بحوار الحضارات - حضارة الناس اللى هنا والناس اللى هناك - جهّزت لسيادته مجموعة من المقترحات لتعميق العلاقات بين الشعبين.. الشعب الذى أمثله والشعب الذى يمثله نيكولا.
ومن بين هذه الاقتراحات أن تسهم فرنسا بكل ما أوتيت من قوة فى مجال صناعة الجبنة، وأن تحاول فرنسا الشعبية أن تمد مصر الشعبية ولو بمائة نوع من الجبنة الفرنسية التى وصلت أنواعها لألف صنف، وبذلك نستطيع أن ننمو سويًّا، وأن نصدر مثل فرنسا باثنين ونصف مليار يورو سنويًّا.
ولأن لفرنسا شهرة واسعة فى ثلاثة أمور هى الباجيت والخمر والجبن، فلتتفردوا أنتم بالخمر وتتركوا لنا الخبز والجبن، وتصدروا لديكم قوانين تحرم عليكم صناعة الاثنين، على أن نعاونكم شعبيًّا بالضغط من خلالى ومن خلال زميلى "محمد بديع" على مجلس النواب أو الشورى لمنع صناعة الخمور لدينا، لنترك لكم الساحة و"يا بخت من نفّع واستنفع" .
ومن بين اقتراحاتى أيضًا أن تبدأ سيادتك فى زيارة زملائنا المواطنين فى الصعيد، وقرى بحرى، حيث إنهم جميعًا حمّلونى سلامات لك ولزملائك من الشعب الفرنسى، وينتظرون قدومك اليوم قبل غدًا، ولعلمك فإن زملاءنا المواطنين فى الصعيد أكثر كرمًا من زميلى "بديع" الذى لم يقدم لك إلا فنجان قهوة، فى حين أنك ستنعم عند زملائنا فى الصعيد بالمحمر والمشمر، ونحيطك علمًا أن لديهم جبن الماعز الطازج الذى تحبه، وأنهم يقاومون العولمة مثل صناع الجبنة لديكم.
سعادة سفير جمهورية فرنسا، نحن نعلم أن المدة التى ستقضيها معنا هنا لن تكفى لزيارة كل أفراد الشعب، فقد بدأت بالمواطن "محمد بديع" من المقطم، وأقترح عليك أن تأتى لزيارتى بالدقى، على أن نختار لك من كل قبيلة رجلًا تلتقيه حتى نخفف عليك عبء دعم العلاقات الشعبية، كما نعلمك أننا ربما نبعث مواطنًا مصريًّا يقابل جميع مواطنى فرنسا العظيمة ردًّا على جميلك بزيارة الزميل الأستاذ محمد بديع؛ مواطن المقطم.