نحو إصلاح التعليم
لقد آن الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من انهيار التعليم وحالة التدهور التى وصلنا إليها من انهيار القيم الأساسية التى بنى عليها نظام نقل المعرفة ودعم الابتكار وخلق الإبداع ويكون مصير بلادنا التردى الذى وصلت إليه الآن من تقدم فى شتى المجالات علاوة على التردى فى الإنسانية والأخلاق.
علينا أن نعرف كيفية الخروج من دوامة سوء وفساد الإدارة التى أفسدت النظم ولا نستطيع أن نقوم بالمقارنة إلا إذا قارنا نظم العمل بيننا وبين دول أخرى لنعرف ما السنوات التى تتطلب منا أن نجتازها حتى نصل إلى ما وصلوا إليه من حضارة حققت لهم الرفاهية التى حرمنا نحن منها عمدا أو عن غير قصد إذ بالتراخى عن إيجاد الحلول والتكاسل عن العمل والفخر بالماضى فقط كان ذلك كله هو الأساس فى هذا التدهور ولا عزاء لأحد إذ إن النتيجة يتحملها أولادنا من بعدنا لأننا لم نقدم لهم شيئا سوى ماضيهم الذى لن يشرفهم ولن يفتخروا به ولا بنا.
التعليم هو أساس بناء المجتمعات والذى يستهدف تنمية الابتكار والإبداع فى عقول الأطفال من الآن وليس التبارى فى وضع المحفوظات والأناشيد التى تملأ العقول مؤقتا دون فائدة تذكر إلى أن يتم تدوينها فى الاختبارات ثم تنسى والنتيجة قضاء العمر فيما يسمى الاستذكار ولكنه فى الواقع فشل حقيقى فالأساس فى بناء المناهج استكشاف عقل الطفل واستكشاف قدراته على صنع ما هو جديد لا ترديد ما هو قديم ومعروف.
ولاشك أن ما طال المعلم من انهيار دخله وقيمته اجتماعيا جعلته يحتفظ لنفسه بالقدر الكافى من القوة للاستعداد للتعليم فيما بعد اليوم الدراسى وذلك حتى يحتفظ لنفسه بحياة كريمة يمكن بها أن يبقى على قيد الحياة لانخفاض الدخل إلى الحد الأدنى لحد الكفاف فما المنتظر من أثر لوظيفة لا تعطى للقائم بها العائد الذى يكفل القدرة على كفاية من يعولهم؟
إن غياب البعثات العلمية والاقتصاد فى الإنفاق عليها علاوة على عدم وجود خطة للاستفادة من العقول سواء التى تعلمت هنا أم تعلمت فى الخارج ساهم أيضا فى انحدار مستويات التعليم بعيدا عن معايير المقارنة مما جعل المعلم والطالب يدوران فى حلقات مفرغة وهما واهمان أنهما يسيران فى طريق له هدف أو نهاية.