رئيس التحرير
عصام كامل

«مستشفى الكبد».. حلم مرضى البحيرة ويخدم 4 محافظات

فيتو

من القاهرة إلى المنصورة مرورًا بشبين الكوم كان مرضى الكبد بمحافظة البحيرة يجوبون مدن مصر بحثا عن العلاج، تستنزفهم الطرقات كما يستنزف المرض دماءهم وأجسادهم، عيونهم تحكي الكثير عن الألم الذي يشعرون به قبل أن تتبدل تلك النظرات بالفرحة من الشفاء، واستمرار المتابعة في مستشفى جديد للكبد بالبحيرة.


منذ عامان تقريبًا كانت عيادات التأمين الصحي ومستشفي المعهد الطبي القومي بمدينة دمنهور تكتظ بطوابير مرضى الكبد، إلا أنه ومع بدء الحملة القومية "مصر خالية من فيروس سي" بدأت تلك الطوابير في التراجع حتى اختفت، في تلك الأثناء كان لوزارة الصحة مخططًا لتحويل مستشفى تكامل دنشال، على بعد 5 كيلو من مدينة دمنهور وأحد 29 مستشفى تكامل بالبحيرة إلى مستشفى متخصص للكبد تخدم مرضى محافظات البحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ ومطروح.

وقال الحاج محمد أبو طالب، أحد المرضى، المستشفى بارقة أمل للمرضى، فنحن عانينا مرارًا وتكرارًا من السفر للمحافظات الأخرى لتلقي العلاج، حتى عمليات دوالي المريء التي تجري بالمنظار كنا نجريها بمعهد البحوث الطبية بالإسكندرية وهو ما كان يزيد مرضنا، جراء السفر واستنزافنا ماديًا في المواصلات.

وأضاف محمد علي، موظف، سافرت بين المنصورة والمنوفية بحثًا عن علاج، لكن تلقيت علاج السوفالدي وأكملت الشفاء الحمد لله، والمستشفى الجديد طفرة في المحافظة أتمنى أن لا يصيبه البيروقراطية حتى لا يتحول لمستشفى عام آخر. 

وأكد مريض ثالث، أن المستشفى بإمكانه بعد علاج أكثر من 75 ألف مواطن من فيروس سي أن يدر على الدولة ملايين الجنيهات بالسياحة العلاجية، ليكون بادرة أمل ليس فقط للمصريين بل للأجانب أيضًا خاصة أن محافظة البحيرة ليس بها سوى سياحة دينية في رشيد ووادي النطرون.

يشير آخر إلى أن أهم المميزات التي عرفها عن المستشفى أن به وحدات أشعة ومناظير وهي التي تحتاجها البحيرة خاصة في ظل عدم وجود أي مركز أشعة حكومي يعمل، ونلجأ للمراكز الخاصة التي تستنزفنا ماديًا، مؤكدًا أنه في حالة تم تنفيذ نظام زراعة الكبد بالمستشفى ستكون شيئا مميزا للبحيرة.

كانت أعمال البناء والتشييد لتحويل مستشفى التكامل لعيادات خارجية كمرحلة أولى لعلاج الكبد والجهاز الهضمي وطب المناطق الحارة قد بدأت في 13 مايو 2015 بتكلفة إجمالية ٥٣ مليون منها ٢٣ مليون جنيه مباني وإنشاءات بإشراف الدكتور ضياء الدين إبراهيم استشاري المشروع والمهندس محمد مغازي، حيث تم التجهيز مركزيًا بتكلفة تقديرية نحو ٣٠ مليون جنيه من خلال مناقصة برلين.

والمبنى مكون من دور أرضي ودورين ويضم: ١٥ عيادة تخصصية تضم عيادة أسنان وصيدلية ومعمل تحاليل وأشعة تليفزيونية و٥ أسرة عناية مركزة وغرفة عمليات كاملة وتعقيم مركزي ومغسلة مركزية وغرفة نفايات وتقدم خدمة طبية وتخصصية متميزة من خلال عيادات الجهاز الهضمي وفيروس سي ورمد وجلدية وأنف وأذن ومخ وأعصاب وأمراض وراثية وأطفال ومسالك بولية بالإضافة لـ٢ جهاز هضمي علوي وسفلي.

حيث أعلن الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة بدء التشغيل التجريبي لعيادات الكبد بدنشال في أول مستشفى لعلاج أمراض الكبد بالبحيرة بمنطقة دنشال التابعة لمركز دمنهور، بأسعار رمزية لتخفيف الأعباء عن كاهل المرضى، وكذلك عيادات أورام الكبد والفيروسات الكبدية والأشعة التداخلية، بالإضافة إلى غرف العمليات وأقسام الفحوصات والتحاليل الطبية، مشيرًا إلى المستشفى الجديد تم تصميمه وفقًا للمعايير الطبية العالمية لتضارع أكبر مراكز الكبد في مصر مثل مركز شبين الكوم الشهير الذي يتوافد عليه الآلاف من المرضى في مصر والعالم العربي.

وأكد الدكتور علاء عثمان، أن المرحلة الثانية من المشروع الجديد ستكون طفرة طبية لعلاج أمراض الكبد بالمحافظة، حيث سيتم خلالها إجراء عمليات زرع الكبد لأول مرة وإجراء العمليات الدقيقة لأورام الكبد، بالإضافة إلى تدعيم المستشفى بأحدث الأجهزة العالمية في هذا الشأن.

كما اختتمت تلك الجهود بتفقد الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان ترافقه المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة للمستشفى، السبت الماضي، وذلك تمهيدًا للافتتاح الرئاسي خلال شهر أكتوبر المقبل، حيث وجه بتشغيل المستشفى تجريبيًا بدأ من يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما حدث بأول 8 عمليات مناظير تتم في المستشفى أول أمس الثلاثاء، لتؤكد أن حلم المصريين في علاج عالي الجودة بكل المحافظات بات ممكنًا إن خلصت النوايا.
الجريدة الرسمية