في عِب «حازم حازم»!
يؤمن (حازم حازم) الناشط السياسي على تويتر، والاسم هُنا ملعوب فيه شويتين على سبيل التملُّص القانوني لا من أجلي والله، لكن لضمان عدم المساس بهذا المكان المُحترم الذي تقرأ فيه المقال، وعمومًا أكيد حضرتك ستعرف الشخصية المقصودة في هذا السطر أو بالكتير السطر التالي، ولن يصنع اللعب في اسمها حاجزًا بينك وبين الفهم، خاصة أن الشخصية لا تختلف عن الاسم في هذه النقطة!
المُهم وعذرًا للإطالة في المُقدمة القانونية على طريقة الأفلام العربي أي تشابه بين اسم المُجرم في الفيلم مع اسم مُجرم حقيقي في الواقع لهو من قبيل المُصادفة البحتة، وعُذرًا للإطالة تاني والمُهم أن (حازم حازم) يؤمن بأن كُل مَن يدافع عن الجيش أو الدولة المصرية، أو يهاجم قطر وتركيا، هو دولجي لجنة مُنبطح يستحق قطع رقبته، وفي المُقابل يتمسَّك (حازم) بالدفاع ليل نهار عن قطر و(تميم) وتركيا و(أردوغان)، لدرجة تجعلك تتشكك في إن لو واحد سفيه سبُّه بالست والدته مُمكن يسكت، أو يقول له مُتبسمًا الله يسامحك بصدر رحب، لكن لو سمع حَد بيجيب سيرة (تميم) أو (أردوغان) بنُص كلمة مش هيسيبه غير وهو طريح الفراش بعشرين تلاتين تويتة وريتويتة تجيب أجَله!
الغريب أني أعجب جدًا للزمان الذي كان المُفترض أن يكون مثل أي زمان مُحترم، ناس تؤيد الدولة وتساند رئيسها، ماشي، وناس تهاجم الدولة وتنتقد رئيسها من هنا لكوريا أو للكوريتين معًا، برضه ماشي، لكن في زماننا الغريب الذي أفرز إفرازات هبلية ـ مش مهبلية أرجو التركيز من السادة المُصححين ـ غير طيبة من ثورة يناير، صار تأييد الدولة خيبة، برضه معنديش مُشكلة، طيب حضرتك هاجم الدولة ورئيسها ومعاهم المؤيدين معنديش أي مُشكلة، لكن الغريب والعجيب والمُريب إن أمثال (حازم حازم) ومَن على شاكلته لا يكتفوا بالهجوم على الدولة عمَّال على بطَّال -وهو حقهم والمُصحف- لكنهم يكثرون الثناء على (تميم) و(أردوغان) آناء الليل وأطراف النهار، وياريت على كده وبس، لكن حاول حضرتك تقول كلمة (تميم) أو تنطق باسم (أردوغان)، وقبل ما تقول (تميم) هتلاقي النوعية دول محسسينك إنك دوست على لا مؤاخذة ديلهم، ومشيها ديلهم، وتلاقيهم فطُّوا وانتفضوا، وهات يا شتيمة وهجوم عليك!
وهُنا لابُد أن نُصاب بالذهول لا منطقيًا فحسب، ولكن جغرافيًا كذلك؛ خاصة أن (حازم) قاعد في مصر وديله في الدوحة أو أنقرة، قوم لما إنت تدوس عليهم فبالتبعية تلاقي نفسك دوست على ديله يقوم يعمل لَك ثورة صغننة على ما قسم بالتويتات اللي أصبح مفيش غيرها بعدما بات موضوع الحشد والتظاهرات وقطع الطرق والكلام اللي كان زمان بيأكَّل عيش زي الزبدة دة -بات- موضة قديمة، بينما العيش اللي زي الزبدة حاليًا بيتاكل من تويتر وإنستجرام ومُداخلات قنوات مقريفين ومعكننين ومتلامؤاخذة كُل ما على شاكلة ذلك من حيث المعنى أو السجع لا فارق!
طيب هل حضرتك قطري؟ تركي؟ شركسي؟ يا عم ما إنت بتهاجم دولتي مصر ورجالها طول الوقت وأنا بسكُت لك، هتقول لي إن إنت مصري ومن حقك تهاجم بلدك، حاضر وربنا موافقك، بس ليه بتتحمق لما أنا بهاجم بتوع قطر أو تركيا بينما إنت مش قطري ولا تُركي؟ أو بالأصح مفيش أوراق رسمية بكده، تكونوش متجوزين عُرفي مثلًا، أو بالأحرى متجنسين عُرفي، واللا هو الحبل السُري الواصل من هناك لحضرتك، مُقابل الذيل الذي تتألم لما بندوس لك عليه هناك، هو السبب في كُل ذلك؟ هذه ليست مُعايرة ولا شتيمة صدَّقني، لكنها محاولات للبحث عن الحقائق المُهمة جغرافيًا ومنطقيًا ووراثيًا وهندسيًا خاصةً فيما يتعلَّق بطول الذيل والحبل السُري، واللا بلاش وراثيًا دي، حاكم ساعات يخلق من ضهر العالم فاسد، فبلاش نظلم مَن يُحتمل أنه عالِم بسبب هذه الذرية!
ويُذكرني (حازم) دومًا بالشخصية الدرامية المُكررة في أعمالنا السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، الراجل اللي بيقدم مُساعدات قيمة ومُهينة لمَن هُم أكثر منه علمًا ودراية وأعلى منه مركزًا، في سبيل الحصول على مكسب كويس بدون استحقاق من جانبه -لا مؤهل ولا خبرة ولا حتى ذكاء أو مكر مُناسبين- فتلاقيه بيشتغل لهم مرمطون، ويشيل لهم الأنبوبة سبع أو تمن أدوار -طوابق يعني علشان أخواننا المُصححين مياخدوش على خاطرهم- ويعمل لهم الشاي، ويولَّع لهم الفحم، وينفخ ويهوِّي عليه بكُل حماس، وفي النهاية يطلع من المولد بلا حُمص، فينقلب عليهم ويدبدب برجليه في الأرض زي العيال الصغيرة، ويفتكر وقتها وجع كتفه من شيالة الأنبوبة، ووجع زوره وجهازه التنفسي وبقية المُلحقات اللي بتتوجع وتتبوسر من كُتر الحزق في النفخ، وفي النهاية على قلة فايدة غير الصويت والتويت والريصويت والريتويت!
ملحوظة: كُنت قد قررت عنونة المقال باسم "في حُب (حازم حازم)".. لكن أثناء المُراجعة أزعجني ما كتبته، وذلك الكَم من المُتناقضات الذي يركب شخصية بطل المقال، والانزعاج قَلَب معي بخضَّة فحاولت اتباع خطوات الموروث الشعبي في التخلُّص من الخضَّة عن طريق الطاسة بتاعتها فاكتشفت إنها هربت على قطر وتركيا ضمن الحلل والجرادل اللي هربت هناك، فقررت اللجوء للخطوة البديلة للتخلُّص من الخضَّة في عب (حازم) ثلاث مرَّات!