وزير الصحة يكلف بتكثيف تحليل المخدرات للسائقين لخفض معدل الحوادث
رأس الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، اجتماعًا بعنوان "السلامة على الطرق في مصر"، وذلك بمقر منظمة الصحة العالمية مساء أمس الأربعاء، بحضور الدكتور محمود فكري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، وممثلي عن وزارات الداخلية، والنقل، والتضامن الاجتماعي، والهلال الأحمر، لبحث أفضل سبل التعاون بين الوزارات والجهات المعنية لخفض معدل حوادث الطرق في مصر.
وقال وزير الصحة والسكان إنه قام بالدعوى لهذا الاجتماع التنسيقي لوضع أفضل الطرق التنفيذية للحد من حوادث الطرق، حيث تم التفكير في هذا الموضوع منذ فبراير الماضى خلال الاجتماع الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، ثم تم طرحه مرة أخرى في مايو الماضي خلال "اليوم العالمى للسلامة على الطرق".
وأشار إلى أن "سلامة الطرق" هي مسئولية مشتركة بين وزارتى الداخلية، والنقل، والمجتمع المدنى، ومنظمة الصحة العالمية، ويأتى دور وزارة الصحة والسكان بعد هذا، حيث إنها تعمل بدءا من حدوث الحادث على الطريق من خلال نقل المصابين بسيارات الإسعاف المجهزة ثم تلقى العلاج والرعاية بالمستشفيات.
وأشار وزير الصحة والسكان خلال الاجتماع إلى تنفيذ بعض المشاريع التي من شأنها التعامل مع الحوادث بقدرة وسرعة فائقة للحفاظ على حياة المصابين، حيث قامت الوزارة بتنفيذ مشروع ميكنة سيارات الإسعاف والذي من خلاله يمكن تتبع سيارة الإسعاف وتحديد مكانها لتوجيهها إلى أقرب مستشفى، مشيرا إلى أنه تم تطبيق هذا النظام بالقاهرة الكبرى (القاهرة، الجيزة، القليوبية)، ومدن القناة (بورسعيد، الإسماعيلية، السويس) وشمال وجنوب سيناء، مؤكدًا اكتمال المنظومة بجميع محافظات الجمهورية بنهاية 2018، مما يساعد في سرعة الوصول للمرضى والمصابين ونقلهم لأقرب مستشفى.
وأوضح وزير الصحة والسكان أن الوزارة تعمل الآن على خفض مدة الاستجابة لسيارات الإسعاف والتي هي حاليا تتراوح مابين 8 إلى 10دقائق، لافتًا إلى أنه تم خلال الفترة القليلة الماضية تزويد هيئة الإسعاف المصرية بــ300 سيارة إسعاف مجهزة من موديلات عالمية، و50 سيارة دفع رباعى، و10 سيارات رعاية مركزة متكاملة، لتحسين الخدمة الإسعافية وتطوير المنظومة، كما قام الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف المصرية بعرض أهم أعمال التطوير بالهيئة.
وتابع وزير الصحة والسكان أنه من ضمن المشروعات التي ترتبط بحوادث الطرق هي "ميكنة الرعايات المركزة"، حيث قامت الوزارة بإحداث نقلة نوعية بها، حيث تم ميكنة ما يزيد على 123 رعاية مركزة في مستشفيات القاهرة الكبرى، لافتًا إلى أنه من خلال ذلك المشروع يمكن معرفة أسرة الرعاية الشاغرة والمشغولة والمعطلة من خلال جهاز " تابلت" تم توزيعه على تلك المستشفيات، موضحًا أن منظومتي ميكنة الإسعاف والرعايات تم ربطهما ببعض، ليساعد بذلك المسعف على سهولة العثور على سرير رعاية لمصاب الحوادث.
وتطرق وزير الصحة والسكان إلى مشروع ميكنة مكاتب الصحة، حيث تم الإعلان مؤخرا عن ميكنة 4517 مكتب صحة، مشيرا إلى أن شهادات الوفيات كانت تستخرج بدون كتابة السبب الحقيقى للوفاة بالشهادة، ولكن الآن وبعد الميكنة أصبح لدينا قاعدة بيانات وإحصائيات مهمة تتضمن الأسباب الحقيقية للوفاة والتي من ضمنها حوادث الطرق، حيث يمكن من خلال تلك المنظومة معرفة أكثر المحافظات، والمدن، بل الطرق التي تكثر الحوادث بها وإعلام الوزارات المعنية بذلك مثل الداخلية والنقل لوضع الخطط للحد من هذه الحوادث، كما قام الدكتور علاء عيد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية بعرض تقديمى عن ميكنة مكاتب الصحة.
وطالب وزير الصحة والسكان برفع الوعى المجتمعى بحوادث الطرق للحد منها من خلال رسائل توعوية وتثقيفية تبث بإحدى المحطات الإذاعية بالراديو ممثل فيها الوزارات المعنية ومنها الداخلية والنقل والصحة لنشرها على أوسع نطاق ممكن للحد من حوادث الطرق على غرار الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أنه سيتقدم بطلب لمجلس الوزراء بذلك حرصًا على سلامة المواطنين قائلا: "بحلم بمحطة إذاعية تعمل 24 ساعة للحد من حوادث الطرق"، كما طالب من ممثل وزارة النقل بزيادة العلامات الإرشادية على الطرق.
وأكد وزير الصحة والسكان أنه خلال الفترة المقبلة سيتم زيادة وتكثيف الحملات على الطرق لإجراء تحاليل للمخدرات والكحوليات للسائقين بالتعاون مع وزارة الداخلية، وتفعيل القانون في هذا الشأن، للحد من نزيف الأسفلت الذي نشهده حاليًا، كما طالب منظمة الصحة العالمية بالمشاركة في هذه الأعمال من خلال تقديم الدعم لنشر الوعي بحوادث الطرق والمساهمة في التغطية الإعلامية، حيث من المنتظر إجراء حملة إعلامية مكبرة خلال الفترة القادمة تحت شعار "سواقتك أمان ليك واللي حواليك".
ومن جانبه أشاد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالدور والجهد الذي يقوم به وزير الصحة والسكان في الحد من انتشار حوادث الطرق بمصر من خلال المشاريع الناجحة التي تقوم بها الوزارة في هذا الشأن، مؤكدًا دعمه الكامل لتلك المشروعات.
كما أشار ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر إلى أن المنظمة أولت مصر بـــ3 أولويات أولهما مشروع علاج فيروس "سي"، والذي حققت فيه مصر نجاحًا غبر مسبوق يتم تناوله الآن بالمحافل الدولية، والثانى التأمين الصحى الشامل الجديد، والذي يتم المضي فيه بخطى ناجحة، وأخيرًا سلامة الطرق في مصر والحد من الحوادث، مشيرا إلى أن المنظمة تستهدف في عام 2020 إلى الحد من وفيات الطرق وانخفاضها بنسبة 50%.