رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة.. 38


أسمع كما تسمعون، من يخرج علينا الآن ممن يُدعون بالنُشطاء، ليقولوا بأنهم أخطأوا حينما تعرضوا للواء عمر سليمان عندما تكلم عن "مؤامرة" فتح حماس وحزب الله للسجون، وبالذات سجن وادي النطرون، الذي هرب منه مرسي العياط، أو حينما يقولون بأنهم "ظنوا" أن مبارك صنع من الإخوان فزاعة فقط، بينما اتضح غير ذلك، أو أنهم اكتشفوا أن الإخوان هم من قتل المُتظاهرين في المواقع المُختلفة وليس الجيش!!..


الغريب أن من وصف هؤلاء النُشطاء بالفلول، كانوا يقولون كل هذا منذ البداية، فسُبوا منهم!!..

إن لكل دولة "فلكلور" أو تقاليد في الإدارة، ولكل دولة أسلوب مُنبثق عن العادات الإدارية لشعبها في التعامل مع شئونها السياسية سواءً خارجية أو داخلية، إنها بصمة العادات والموروث الشعبي، ولذا، فإن سماع هؤلاء النُشطاء الهواة، حينما يتكلمون حول "المفروض" فعله في مصر، بينما أحاديثهم مشتقة من تجارب بعيدة، أمر مُستغرب!!..

كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا يزال هو نبض الشارع المصري، منذ أن نزل الشارع في أعقاب فوضى يوم 28 يناير 2011، ولقد كان المجلس على علم تام بأنه ومنذ تلك اللحظة في مواجهة مع مؤامرة، قامت بها دولُ كبرى دعمت الإخوان فيما قاموا به، مُتخذين من المدنيين واجهة لأفعالهم!!..

كان المجلس يدير البلاد وهو على دراية تامة بالفلكلور الإداري المصري، ويمكن أن نؤكد نجاح فترة إدارته بنسبة كبيرة، دونما أن ننسى الفوضى التي كان يُحدثها المُتظاهرون بإدارة مستترة من قبل الإخوان في كل موقعة.

فقد كانت كل موقعة تُشكل طُعماً للقوات المسلحة وأجهزة الأمن، حيث كان مُفترضاً أن يُسحبوا لمواجهة، ليقوم الإخوان بقتل المزيد من المصريين، ولتُتهم القوات المسلحة في مقتلهم، وبالتالي، يحدُث مع إدارة القوات المسلحة ما حدث مع الرئيس مبارك، ليخرجوا من الساحة، ويُدير الهواة شئون البلاد، وتسقط مصر!!، ولكن الله سلم، وأدرك الجيش والشرطة، حجم المسئولية التي كانت مُلقاة على عاتقهم!!..

وهنا يجب وأن أتوقف لأسأل بعض الأسئلة:

- ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الدولة مضت وفقاً لصراخ وشتائم من أُطلِقَ عليهم الثوار أو النُشطاء، في أن يتنازل الجيش عن دوره في الحُكم؟، وماذا تتصورون وضعنا اليوم وفقاً لتلك الرؤى من قبل هؤلاء "الهواة"؟!..

- كيف كان سيصبح الحال عليه، لو أن مطالب هؤلاء الهواة، قد نُفذت في البدايات، حيث كانت شعبية الإخوان في أوجها، وصيغ الدستور في مارس أو إبريل 2011؟!..

- لماذا يُمارس هؤلاء الهواة أي نوع من الإفتاء، ويسبون المصريين جميعاً، ويدعون جهلهم وقد اتضح كم تدني معلوماتهم فيما يتعلق بأغلب ما بمصر؟!..

لقد أدار المجلس الأعلى للقوات المُسلحة البلاد بمُنتهى التفاني وإنكار الذات، في ظل إهانات لا يمكن أن تراها أي بلد في العالم، وليس فقط مصر، إلا من خونة لبلادهم!!..

لقد كان يتم تحريك الحركات المدنية التي تنادي بإسقاط حكم الجيش، بشكل مُستتر من الإخوان، وللأسف فإن كل من لم يُتابع الحدث بدقة أو لم يُدرك ما يحدث ولم يمتلك قناعات ممن يحللون السياسة من داخل المكاتب المغلقة، كانوا يُجارون مثل تلك الدعاوي، في إطار تحليل قاصر، يُقدم يد العون للإخوان قبل أي فصيل آخر!!..

إلا أن وقت الحساب آتٍ، لكل من أهان جُند مصر، وبالتالي مصر لأنهم في القلب منها!!..

ولن تسقط مصر!!..
وللحديث بقية..

والله أكبر والعزة لبلادي..
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية..
الجريدة الرسمية