رئيس التحرير
عصام كامل

«شغل يهود».. معهد أمريكي يضع إستراتيجية ناعمة من 6 نقاط لمنطقة الشرق الأوسط.. استخدام النفوذ مع مصر والخليج لحل أزمة قطر.. احتواء إيران من خلال الشركاء.. ومخطط لمحاصرة إيران بدون رصاص

ترامب
ترامب

تتصدر قضايا الشرق الأوسط وكوريا الشمالية جدول أعمال جلسات الأمم المتحدة المنعقدة حاليا في مدينة نيويورك الأمريكية باعتبارها ذات تأثير أساسي على مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة خاصة بسبب تواجد منظمات إرهابية في الكثير من تلك الدول أبرزها سوريا، العراق، واليمن، وهو ما يهدد بتحولها لمصدر خطير لانتشار أسلحة الدمار الشامل.


إستراتيجية جديدة

فرضت التطورات العنيفة في دول الشرق الأوسط على الولايات المتحدة ضرورة وضع إستراتيجيات جديدة للتعامل مع الأوضاع في الداخل والحفاظ على مصالحها وتوقيف التوسع الإيراني المتزايد بمساعدة روسية تربك الداخل الأمريكي وتضعه في موضع القلق الدائم.

وفق الباحث الأمريكي جيمس جيفري، الزميل بمركز دراسات الشرق الأدنى، فإن الإدارة الأمريكية تراجع حاليا سياساتها تجاه إيران وتصنف المزيد من المسئولين الإيرانيين والشركات الإيرانية كداعمين للإرهاب، ولكن كل ذلك لا يكفي في وجهة نظره التي تؤكد ضرورة وضع أمريكا إستراتيجية جديدة من مجموعة نقاط تتبعها في الشرق الأوسط خلال الأعوام المقبلة.

العمل بهدوء

حسب الباحث، فإن الإستراتيجية الأولى التي يجب أن تستوعبها واشنطن هي العمل بهدوء مع حلفائها لمساعدتهم على الشعور بأنهم جزء من الإستراتيجية المتعلقة بإيران دون أن تخضع أمريكا إستراتيجيتها لرغبة الإيرانيين في محاربة تنظيم داعش خاصة في ضوء نجاحهم، الإيرانيين، في استخدام الميليشيات الشيعية مما يجعل السياسة التي تركز على داعش تضر بالمصالح الأمريكية لأن السياسات الإيرانية الطائفية تجازف بإبعاد السنة وإعادة تهيئة الظروف التي خلقت ذلك التنظيم من الأساس.

التحالف مع روسيا

على الإدارة الأمريكية أن تعرف أن روسيا ليست كلمة السر لحل مشكلتها مع إيران في سوريا، ولكنها في حاجة لدفع الثمن الذي يدفعه الروس في تلك الأزمة لدفعهم التعاون معها بوقف المزيد من التوسع الإيراني في المنطقة وهي السياسة الوحيدة التي من شأنها أن تجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن يحاول تقييد التحركات الإيرانية.

أزمة قطر

على واشنطن أن تستخدم نفوذها لحل أزمة قطر مع دول الخليج ومصر من أجل إنهاء تشتت الفكر وحشد جميع الشركاء الأمريكيين وقدراتهم العسكرية، وثرواتهم لاستخدامها كشريك يواجه الشراكة بين إيران وروسيا.

في الوقت ذاته يعتبر شرح السياسة الأمريكية بشكل متكرر للأصدقاء والأعداء على حد سواء أمرا شديد الأهمية لتجنب تشكيك البعض في النوايا الأمريكية.

المعايير الدولية

وتتضمن الإستراتيجية التي طرحها الباحث الاعتراف بالمعايير الدولية وعدم الاستهانة بها، ووضع خطة عمل شاملة مشتركة والتعامل معها بطريقة تُظهر أن واشنطن تأخذ في الاعتبار مخاوف حلفائها حتى في الوقت الذي تريد منهم أن يعالجوا المخاطر التي يراها المسئولون الأمريكيون في الاتفاق.

وفي الوقت ذاته لا يعتبر الانسحاب في الوقت الحالي من أي مواجهات خيارا صحيحا، بل أنه يمثل مخاطرة هائلة باعتبار أن مصداقية الولايات المتحدة التي تشكل إطار جميع النظم الأمنية لا تزال ضعيفة على الرغم من الردود العسكرية الأخيرة التي أذن بها الرئيس ترامب.

عدم التمادي مقابل المطالب

البند الأخيرة ضمن بنود الإستراتيجية المقترحة تمثل في ألا تتمادى واشنطن في رد فعلها وألا تضغط من أجل الحصول على مطالبها، حتى أنها من الممكن أن تحاول احتواء إيران ووكلائها باعتبار أن الوقت الحالي ليس مناسبا للالتزام بنشر قوات برية، حيث إن احتواء الوجود الإيراني وإقامة حواجز ومناطق آمنة حقيقية للشركاء المحليين في سوريا ودول أخرى سوف يعالج المصالح والاحتياجات الأمريكية.
الجريدة الرسمية