محمود عطية يكشف دور الإعلام في تناول قضيتي الإرهاب والإدمان
أصدر الدكتور محمود عطية، كتاب "إعلام الإرهاب والإدمان" لكشف دور الإعلام في قضيتي الإرهاب والإدمان.
ويحاول الدكتور عطية رسم ملامح التغطية الإعلامية الحالية لقضيتين من أهم قضايا المجتمع، وهما قضيتا الإرهاب والإدمان، وما يجمع بينهما أن وقودهما الشباب، لما تتميز به مرحلة الشباب من حساسية عالية لقضايا الظلم الاجتماعي والمجتمع المثالي مع قلة الخبرة مما يسهل على العناصر الإرهابية خداعهم ببعض العبارات البراقة وتجنيدهم، وفي الناحية الأخرى سقوطهم في براثن الإدمان.
ويتعرض المؤلف للعديد من التغطيات الإعلامية للحوادث الإرهابية التي تسهم في الترويج لرسالة الإرهابيين من بث الفزع والرعب وفضح عدم قدرة النظام على ملاحقتهم.
كما يؤكد عدم قدرة النظام الإعلامي الحالي في نقل رسالة إعلامية مهنية ويتبدى ذلك في التغطية الهشة والتصريحات التي تبث عبر الوسائط الإعلامية بعد كل عملية وترديد عبارات من خلالها للتعقيب عليها، وغالبا ما تكون عبارات إنشائية معادة ومكررة تصف كل عملية بالاستنكار والاستهجان وتنعتها بكل الصفات الكريهة، ولا تنسى طمأنتنا بقرب انتهاء عملياته، ويتغافلون عن أن رسالة الإرهاب تصل سريعا للجماهير عن قدرته للوصول إليهم متى يشاء وكيفما يشاء ولا يملك العالم إزاء ذلك سوى التصريحات المعتادة وكل ذلك للأسف عبر وسائل الإعلام.
وأضاف أنه لا يوجد فارق كبير بين الإعلام الباحث عن الحقيقة والإعلام الباحث عن أي "شماعة" يعلق عليها أسباب العمليات الإرهابية ويصب جام غضبه عليها، ويحاصر المشاهد بضجيج يقتل فيه نمو العقل الناضج المتفتح ، وتمتلئ الساحة زورا وبهتانا بأناس يطلق عليهم إعلاميون يملأون الساحة صخبا وصراخا أشبه بما يفعله "نباطشي الأفراح والليالي الملاح.. وقرَّب قرَّب وسلام كبير قوي لمكافحة الإرهاب، دون أن نتبين كيف ولماذا وما الهدف؟ أغلب الظن حاليا أنه طالما استمرت المعالجة الإعلامية كما هي فالرسالة الإرهابية ستصل وتحقق ما تصبو إليه".
وأشار إلى أن الإرهاب مستمر باستمرار النهج المتبع في مواجهته بعيدا عن التدابير الاستباقية، وقال: "المؤكد أيضا وسط كل هذا أن دور الإعلام بوسائطه المتعددة، التقليدية والحديثة على السواء، في مواجهة الظاهرة الإرهابية حيوي وشديد الخطورة بتأثيراته المتعددة من خلال التوصل إلى إستراتيجية إعلامية تتبناها وسائله المتعددة، ويعمل بها الصحفيون والإعلاميون، عند التعاطي مع تلك الظاهرة يمكن الحد من خطورته بل ويمكن وقف العديد من عملياته وتشكيل عقل جمعي لا يهادن ولا يكتفي بدور المشاهد".
ويقدم المؤلف أمثلة عديدة للتغطية الرديئة وكأن الرسالة الإعلامية هي رسالة للإرهابيين أو كما يقول أحد الصحفيين الألمان الكبار "الإعلامي هو أفضل صديق للإرهابي" لأنه مصدر الخبر الطازج له، ثم يطرح الكاتب صورة سيكولوجية للإرهابي التي لا بد لكل متعامل مع الإرهابي دراستها، يحاول تقديم خطاب إعلامي مهني لتغطية الحوادث الإرهابية وكيفية التعاطي والتعامل معها بحرفية ومهنية حتى تصل رسالة صحيحة للقارئ والمشاهد وحتى لا تكون رسالة فزع ورعب للشعوب.
وينتقل المؤلف بعد ذلك للتعامل الإعلامي مع قضية الإدمان التي يرى أنها ربما تكون أخطر من قضية الإرهاب وهي إحدى القضايا المسكوت عنها.
ويكتب "أزعم أنه طبيعي إلا نجد اختلافا كبيرا في المعالجة الإعلامية لظاهرة الإدمان عن معالجته لظاهرة الإرهاب التي أراها مع الكثيرين لا تقل حدة ولا خطورة على بنيان المجتمع والعمل على تفككه خاصة أنها تستهدف النشء والشباب وهم عدة المجتمع ومستقبله.. وهنا أيضا نحاول بحث طرق التعامل التي تزكي وتزيد وترغب النشء والشباب في الإقبال على المخدرات التي تدمر الصحة والعقل."
ويقدم عدة نماذج للتغطية الإعلامية للإدمان والتي لا يرى فيها غير أنها مشجعة على الإدمان ودعوة صريحة للشباب للإقبال على عالم الإدمان.
ويحاول بعد ذلك تقديم صورة للتغطية الإعلامية الاحترافية والمهنية لتلك القضية التي تعصف بالشباب وتهدد مستقبل المجتمع.
ولا ينسى الكاتب تقديم عدة صور لبرامج تليفزيونية وفضائية ترسل رسالة تهدد بنيان المجتمع وتقتلع أخلاقيات النشء دون مراعاة للتأثير الطاغي للإعلام.
وذيل الكاتب كتابه بملحق يمكن عن طريقه للقارىء والصحفي والإعلامي معرفة صحة الخبر الذي يقرأه ودقة الصورة وعدم تزييفها.