كوارث عمال الأبراج والمزلقانات المسكوت عنها بالسكك الحديد.. «تقرير»

حادثة تتبعها أخرى، دون أن تلتفت السكك الحديد لكوارث أبراج المراقبة وتضع خطة للتعامل معها، خصوصا مع افتقار الأبراج على مستوى خطوط السكك الحديدية، لأبسط الحقوق الآدمية للعامل.

الحمام
من أبسط حقوق عامل التحويلة، الذي يقضي ١٢ ساعة في وردية العمل الخاصة به، أن يجد حماما في مكان عمله، وهو ما لا يتوفر في برج المراقبة، خاصة أن البرج عبارة عن غرفة لا تتخطى مساحتها من ٣٥ إلى ٤٠ مترا، تحتوي على تليفون البرج لتلقي إشارة وصول القطار، ويوجد بها مجموعة من الأذرع اليدوية لتحويل القطار من السكة الرئيسية إلى سكة فرعية، أو لتخزين قطار والسماح لآخر بالمرور، أو حجز قطار.

ولا يوجد عقل يتخيل أن عاملا يقضي ١٢ ساعة في وردية العمل الخاصة به دون الحاجة لدخول الحمام، وهو ما يدفع العامل لترك البرج وبالتالي يهدد حياة الركاب حتى يقوم باستخدام حقه الطبيعي في استخدام حمام، ويضطر العامل في بعض الأحيان للابتعاد عن برج المراقبة لمسافات تصل لأكثر من كيلو متر لدخول دورة مياه ثم يعود لعمله، وفي هذا التوقيت تكون عشرات الكوارث تعرضت لها السكك الحديد.

ثعابين
أزمة حمامات عمال الأبراج ليست الوحيدة، ولكن بعض العمال سبق وتعرضت حياتهم للخطر لاكتشافهم وجود ثعابين في أبراج المراقبة بالقرب من المناطق الزراعية والجبلية الأمر الذي يدفع بعض العمال للجلوس خارج غرف المراقبة، وهو ما يهدد بكارثة في حالة مرور قطار مفاجئ، حيث سبق وتم العثور على ثعابين في أبراج المنيا والبحيرة وبعض الأبراج الأخرى.

من جانبه قال الدكتور حسن مهدي أستاذ النقل بجامعة عين شمس إن التطوير لا بد أن يشمل عناصر تأمين لعمال أبراج المراقبة، فلا يعقل أن يكون برج المراقبة بدون حمام كما أن وردية عمال الأبراج والمزلقانات لا بد من تعديلها لتصبح ٨ ساعات فقط بدلا من ١٢ ساعة حتى يصبح العامل لديه القدرة الذهنية للبقاء مستيقظا طوال وردية عمله ولا يضطر لمغادرة موقع عمله، أو النوم في مكان العمل بسبب الإجهاد.

وأضاف علاء سعداوي عضو الاتحاد الدولي للنقل، أن وردية العمل الخاصة بعمال المزلقانات لا بد أن يتم تقليصها، وأن يتم إضافة زملاء آخرين له وعدم تركه مفردا في الوردية.

وأوضح أن الوردية لا بد أن يكون فيها على الأقل ثلاثة عمال وليس عاملا واحدا ليكون هناك قدرة، على التعامل مع الطوارئ.