رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال ولكن خطباء.. «عمرو زكريا» يعتلي المنبر وعمره 5 سنوات.. «أنس هاني» يلقي خطبة الجمعة في دمياط.. «عبد الحليم عامر» يبهر مواطني الدقهلية.. ووكيل الشريعة والقانون: ترك ا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يتخذ المواطنون خطيب المسجد محور حياتهم الأول، يستشيرونه في الأمور الدينية والدنيوية الغامضة، ويتخذونه قدوة ومثلا أعلي لهم، يرون فيه الرشد والحكمة، ومؤخرا لوحظ وجود أطفال أدوا دور الخطيب والداعية، مما أثار التساؤل: هل هذا يتنافى مع الصفات الأساسية للخطباء؟ وهل يساعدهم صغر سنهم على أداء دورهم؟


عمرو زكريا
عمرو زكريا شفيق في الصف الثالث الابتدائي بمعهد نور الإسلام النموذجي بديروط، يبلغ من العمر 8 سنوات فقط، حبه للقرآن دفعه للتعمق فيه ليصبح "أصغر خطيب"، بقرية قلانش التابعة لمركز ديروط في محافظة أسيوط، يحفظ من القرآن الكريم 12 جزءا، وبدأ يخطب للمصلين من عمر 5 سنوات وجذب الناس إليه بكلماته الرنانة وحضوره اللافت وثقته في نفسه، ويقف وسط الجموع دون خوف أو تردد.

يتحدث والده زكريا شفيق عن ابنه قائلا: "نعيش بقرية بسيطة، وابني بدأ يخطب في المعهد الأزهري الذي يدرس به من سن الخمس سنوات، في صلاة الجمعة"، مضيفا أن ابنه يقف ويخطب وسط الجموع دون خوف أو رهبة، حتى ذاع صيته في القرية، وقام بأداء الخطبة في صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى، وتنتشر فيديوهات الطفل عمرو وخطبه على مواقع الـ"سوشيال ميديا" و"يوتيوب".

وبجانب إلقاء الخطب وحفظ القرآن، يهوى الطفل عمرو زكريا مثل الأطفال لعب كرة القدم ويتمنى أن يصبح مثل اللاعب محمد صلاح.

اقرأ.. وزير الأوقاف يفتتح معسكر تدريب الأئمة الثالث و6 مساجد جديدة بأسوان

أنس
يتجمع العشرات بل المئات من الشباب والشيوخ في المساجد للاستماع لخطبة الجمعة من صاحب الحكمة والخبرة الدينية والملم بكافة تعاليم الدين الإسلامي، ليتفاجأ الجميع بأن من يلقي خطبة الجمعة، كما حدث في يونيو 2014، في مسجد النور بقرية الدقهلية في محافظة دمياط، صبي يبلغ من العمر 8 سنوات، يدعى "أنس هاني حسين"، حيث تحدث عن مزايا قراءة القرآن الكريم في رمضان، ثم أمَّ المصلين.

"أنس" في الصف الثاني في معهد الداخلة الأزهري، وحفظ تسعة أجزاء من القرآن الكريم، ويقول "تم تشجيعي على اعتلاء المنبر وإلقاء الخطب"، مستكملا "أحلم بأن أكون واعظا جيدا، لأجلب الناس من كل مكان للاستماع إلى خطبتي والصلاة خلفي، كما هو الحال مع الدعاة والشيوخ".

وحكى أنس عن أول مرة يلقي فيها خطبة قائلا: "ساعدني الشيخ ووالدي قبل اعتلاء المنبر، وكنت خائفا، وألقيت خطبة الجمعة، ورأيت القبول في أعين الناس، وبعد نهاية الخطبة، استدار الجميع وهنأوني، وطلبوا مني أن ألقي المزيد من الخطب".

أما عن هواياته فيقول: "أحب لعب كرة القدم، وهي هوايتي التي أمارسها في أوقات لا توجد فيها ساعات لحفظ القرآن الكريم أو حفظه".

عبد الحليم عامر
من أصغر الخطباء الدينيين على مستوى الجمهورية "عبد الحليم عامر"، الذي ولد ليلة المولد النبوي الشريف عام 1997 بقرية (الستاموني) التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لأسرة متوسطة الحال.

وحفظ القرآن على يد الشيخ جاد أحمد عبد الرحمن (مدرس القراءات وعلوم القرآن بالأزهر الشريف) وهو في سن 12 سنة، وحصل على العديد من الجوائر وكُرم من بعض قيادات محافظة الدقهلية، وتكريم ثان من موجه عام أول محافظة الدقهلية.

ومن هنا جاءت اللحظة الحاسمة التي سيخطب فيها عبد الحليم البالغ من العمر 12 عاما على المنبر، وحاز على إعجاب الناس بل انبهر به الجميع، وكان عنوان الخطبة (حق الصبر)، وكان ذلك في سبتمبر 2016، ثم حضر مؤتمرا في بلدته يجمع أكابر العلماء الذي قدم ودعي إليه، ونال إعجاب العلماء.

تابع.. وزير الأوقاف: إحلال وتجديد 1205 مساجد بتكلفة 96 مليون جنيه

كوارث بالجملة
في نفس السياق، يقول د.عبد الحليم منصور وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن المساجد تتبع وزارة الأوقاف، وتحوي فريق من الأئمة والخطباء والوعاظ، ومهمتهم إلقاء الخطب والمواعظ، ويتقاضون على ذلك أجور وبدلات، ولكن أن يلقي طفل خطبة أو وعظ أو يؤم المصلين في الصلاة، فلا نعلم من أين أتوا؟ وتلك إشكالية وكارثة كبرى، وخلل يهدد بشكل أو بآخر الدعوة، لما للخطيب من دور كبير في تشكيل وعي المواطنين.

وعبر وكيل كلية الشريعة عن استيائه من ترك المساجد لأطفال وصبية، بدواعي حفظهم للقرآن الكريم وما أشبه بذلك، ثم نتحدث عن الأخطاء الدينية، مستنكرا أن يحدث ذلك في دولة من أكبر الدول الإسلامية بها أكبر منارة للإسلام وهو الأزهر، ووزارة كاملة للدعوة وهي الأوقاف، إلى جانب دار الإفتاء وفريق كامل من الأئمة والوعظاء، ثم نتحدث عن تجديد الخطاب الديني، متسائلا: نحن ندرب الأئمة بعد التخرج في الكليات الإسلامية على توصيل الرسالة الدعوية، ونواجه كوارث جمة أيضا، فما بالك بأطفال يتحكمون في العقول.

الجريدة الرسمية