السيسي يشارك اليوم في قمة مجلس الأمن.. يبحث إصلاح عمليات حفظ السلام.. يلقي كلمة أمام الأمم المتحدة.. يستعرض الجهود المصرية في منع النزاعات.. ومصر تحتل المركز السابع في المساهمة بقوات حفظ السلام
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث يلقي الرئيس بيان مصر أمام القمة، الذي يتضمن استعراض الجهود المصرية في هذا الصدد، وكونها سابع أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام، وشاركت مصر في 37 بعثة أممية، بإجمالي قوات تجاوز 30 ألف فرد في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
كما يتضمن البيان موقف مصر من تطوير عمليات حفظ السلام الأممية، سعيًا للتوصل إلى رؤية متكاملة لمنع النزاع واستدامة السلام.
كما يشارك الرئيس كذلك في الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا الذي تنظمه الأمم المتحدة سعيًا لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.
ويشهد الشق رفيع المستوى من أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت فعالياتها أمس، بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية عقد قمة خاصة بمجلس الأمن الدولي بهدف مناقشة إصلاح عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وهي القمة التي تكتسب أهمية خاصة لمصر في ضوء التقدير الدولي المتزايد للمساهمات المصرية في بعثات حفظ السلام بمكوناتها العسكرية والشرطية والمدنية، حيث تعد مصر سابع أكبر مساهم بقوات عسكرية في هذه البعثات.
قوات حفظ السلام
وتعد مصر في مقدمة الدول التي شاركت لدعم جهود الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، ولا تزال تشارك بفاعلية كبيرة في هذه المهام، وهي المشاركة التي حظيت بالإشادة والتقدير من قبل الفريق كارلوس لوتاي المستشار العسكري لإدارة حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة خلال زيارته لمصر في سبتمبر 2017، وخصوصًا بالمستوى المتميز لعناصر القوات المصرية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والدور الفاعل لها في دعم جهود الأمن والاستقرار وحفظ السلام بالعديد من الدول.
ولعبت مصر دورًا رئيسيًا في تسوية الكثير من النزاعات منذ إنشاء الأمم المتحدة بصفتها عضوًا مؤسسًا في عدد كبير من المنظمات الدولية وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.
كما يعد أحد المجالات الأساسية المرتبطة بتسوية النزاعات والتي احتلت مصر فيها موقعًا مميزًا هو مجال عمليات حفظ السلام، حيث دعمت مصر هذه العمليات منذ تأسيسها عام 1948، وكانت أول مساهمة مصرية في عمليات حفظ السلام في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين ساهمت مصر في 37 مهمة لحفظ السلام بمشاركة 30 ألفا من جنودها وضباطها تم نشرهم في 24 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتعتبر مصر حاليًا من الدول الرئيسية في عمليات حفظ السلام، حيث تساهم حاليًا بـ 2659 من أفراد الجيش والشرطة في تسع مهمات لحفظ السلام حول العالم، كما قدمت مصر أرواح 28 من أبنائها من أجل تحقيق السلام، وتستضيف مصر مركز القاهرة الإقليمي لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا الذي أنشأته وزارة الخارجية المصرية عام 1994 وهو أحد مراكز التميز الأفريقية في مجال حفظ السلام.
المبادرات المصرية
كما قدمت مصر العديد من المبادرات التي تشهد على حيوية الدور المصري في السعي الجاد لتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك دورها في وضع قضية مكافحة الإرهاب على أجندة الأمم المتحدة، حيث لعبت مصر دورًا كبيرًا في تطوير دور الأمم المتحدة في هذا الملف بما في ذلك تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمحاربة الإرهاب.
ولم تقتصر مشاركة مصر في عمليات حفظ السلام بمناطق القارة الأفريقية فحسب، بل شاركت أيضًا في عمليات تمت في أوروبا، حيث شاركت مصر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالبوسنة بكتيبة قوامها 700 جندي عام 1998، كما شاركت مصر في عضوية مجلس تنفيذ السلام بالبوسنة والذي أنشئ بموجب مؤتمر لندن لإحلال السلام بالبوسنة في ديسمبر 1995، وشاركت أيضًا في عمليات حفظ السلام في سلوفينيا وجورجيا.
لكن القسم الأكبر من المشاركات المصرية كان في القارة الأفريقية، ومنها المشاركة في قوات حفظ السلام في الكونغو أثناء الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960-1961 بسريتي مظلات بحجم 258 فردًا، كما شاركت مصر في قوات حفظ السلام بالصومال بكتيبة مشاة ميكانيكية بحجم 240 فردًا في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993.
وفى الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 بلغ عدد القوات المصرية المشاركة بالصومال 1680 فردًا مكونة من قيادة لواء و3 كتائب مشاة ميكانيكي أوكل إليها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية.
وفى الفترة من يونيو 1998 وحتى مارس 2000 قامت مصر بإرسال سرية مشاة ميكانيكية قوامها 125 فردًا ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فردًا وذلك ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بأفريقيا الوسطى.
كما شاركت في قوات حفظ السلام بأنجولا بـ 28 مراقب عسكري على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999. ومنذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور بالسودان كانت القوات المصرية أولى القوات المشاركة في حفظ السلام في الإقليم، حيث أرسلت 34 مراقبا عسكريا وثلاثة ضباط قادة وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الأفريقي بدارفورفي أغسطس 2004، بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة بالسودان وتقدر بـ 1507 أفراد يضاف إليهم 2375 فردًا من بعثة حفظ السلام في دارفور، بالإضافة إلى وحدة شرطة قوامها 140 فردًا، وغير ذلك من المشاركات الفعالة والهامة من أجل دعم الجهور الرامية لحفظ السلام.
الأمم المتحدة
كما تساهم مصر حاليًا بـ 2569 من عناصر الشرطة والجيش الذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في بعثات حفظ السلام الأممية المنتشرة في عدة مناطق ودول بالقارة السمراء وذلك في إطار استمرار الدور المصري في دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية.
ومن هذه البعثات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، والبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا، وبعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان،بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة في كوت ديفوار.
القوات المسلحة
وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية على الإعداد المتميز للعناصر المشاركة في هذه البعثات وتجهيزها إداريًا وفنيًا وتدريبيًا وفقا لأعلى المستويات، لأداء دورها الإنساني في دعم الأشقاء بدول القارة الأفريقية.
كما قامت مصر بإنشاء أحد أهم المراكز الإقليمية للتدريب الإقليمي على عمليات حفظ السلام وهو مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام في أفريقيا، وذلك في عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنويًا من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية في أفريقيا.
ويتعاون المركز تعاونًا وثيقًا مع آلية الاتحاد الأفريقي لمنع المنازعات وأيضًا مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام، كما قامت مصر باستضافة عدد من ورش العمل والندوات والتدريبات بشأن عمليات حفظ السلام بأفريقيا، هذا إضافة إلى مشاركات وزارة الداخلية المتعددة في مكون الشرطة المدنية ببعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وكان لهذه المشاركات السابقة والمشاركات الأخيرة والحالية آثارها العميقة في تعزيز فوز مصر بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عام 2015، كما أنها جنبت مصر أي مشاركات عسكرية بشكل منفرد في دول القارة الأفريقية، هذا بالإضافة إلى تعظيم وتنمية القدرات العسكرية للقوات المصرية وحصولها على مزيد من الخبرات العسكرية في التعامل مع البيئات الأخرى المغايرة.