عز الدين ذو الفقار يكتب: عملي مخرجا أنقذني من مستشفى المجانين
في مجلة "أهل الفن" عام 1955 كتب المخرج عز الدين ذو الفقار مقالا كجزء من ذكرياته قال فيه:
"كنت حتى سنة 1943 ضابط بطارية في مدفعية الجيش لكن معلوماتي وثقافتي جاءت من قراءاتي عن السينما ولم تكن تقل عن معلوماتى كضابط مدفعية حينذاك".
وتابع: "كان الجيش حينذاك لا يزيد عن جيش تشريفات في جنازات الكبراء، ولم تكن هناك صفة لأي ضابط فيه، وكان طموحي يعذبنى وكرهى للحياة الروتينية الراكدة لا نهاية له.. وقد ربطتنى مناقشة حدثت صدفة بالمخرج كمال سليم، ثم توطدت علاقتى به، وفجأة توفى كمال سليم، ولم يمض يوم واحد حتى لحق به والدى الذي توفى هو الآخر وكأنهما كانا مع الموت على ميعاد".
وأضاف "ذو الفقار": "تركت لى الصدمتان هزتين خطيرتين وكنت لا أزال ضابطا في جيش المواكب والجنازات فازدادت حالتى النفسية سوءا، حتى انتابنى شبه جنون فأدخلونى المستشفى العسكري.. ومنحت شهرا إجازة لأخضع لعلاج نفسى، ثم شهر آخر دون جدوى ومنحت شهرا ثالثا حتى جاء وقت قال لى فيه أحد الأطباء إن العلاج الوحيد لى هو تغيير كل نواحى حياتى فطلبت الخروج للاستيداع".
واختتم المخرج مقاله قائلا: "تركت الخدمة في الجيش وعملت مساعد مخرج محمد مع عبد الجواد الذي كان يعمل مع كمال سليم ويعرفنى تماما ولو لم أفعل ذلك واشتغل بالسينما لنقلونى إلى مستشفى المجاذيب".