رئيس التحرير
عصام كامل

توقعات بتغيير تركيا سياستها في سوريا.. انفصال كردستان يعزز تعاونها مع إيران.. أردوغان يعجل اجتماع مجلس الأمن القومي قبل الاستفتاء.. يقرر عدم الاشتباك مع البشمركة في إدلب.. وقربه من الأسد محتمل

فيتو

منذ تلميح وسائل الإعلام بدخول دولة الاحتلال في اللعبة الكردية من خلال اتفاق سري بين رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنقل 200 ألف يهودي إلى الإقليم بعد الانفصال عن العراق، توقع الخبراء والمحللون تأثير ذلك على سياسة تركيا في سوريا.


تغير المنطقة
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، ظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لسيارات ترفع علم دولة الاحتلال تتجول في شوارع كردستان، وكأنه إعلان باقتراب سيطرة تل أبيب على الإقليم الواقع شمال العراق. 

ونوه الكاتب التركي "مراد يتكين"، في مقال له بصحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية، بتغير الوضع في منطقة الشرق الأوسط بسبب التدخل الإسرائيلي في كردستان، لافتًا إلى تصاعد الوضع القابل للاشتعال بالفعل في المنطقة بعد تصريحات نتنياهو يوم 14 سبتمبر عندما أعلن دعم إسرائيل لانفصال كردستان.

الحرب على داعش
وجاء تصريح نتنياهو بعد يوم من رفض "بارزاني" رسالة نقلها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، قائلا إنه لا بديل لاستفتاء الانفصال يوم 25 سبتمبر.

وترحيب "بارزاني" لدعم إسرائيل يعيد للأذهان مفاجأة الستينيات من القرن الماضي عندما تلقى والده ملا مصطفى بارزاني، مؤسس الحزب الديموقراطي الكردستاني، دعمًا من رئيسة الوزراء الإسرائيلي جولدا مائيير.

التعاون مع مسلمين
ولفت الكاتب إلى عدم إخفاء دولة الاحتلال حقيقة تفضيلها التعاون مع دولة مسلمة غير عربية كمنطقة عازلة مع إيران لعرقلة دخولها سوريا ولبنان، مشيرًا إلى عدم إدراك الإستراتيجيين الإسرائيليين لخطر تعاون تركيا وإيران حال انفصال كردستان. 

ورأى "يتكين"، أنه في تلك الحالة، سوف تسعى طهران لتعزيز نفوذها في العراق ومنطقة الخليج، فضلا عن إزعاج السعودية التي أظهرت تقاربًا مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة.

تعاون إيراني تركي
وقبل مغادرة تركيا يوم 17 سبتمبر، للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أعلن الرئيس رجب طيب أدروغان تغييره موعد لقاء مجلس الأمن القومي التركي إلى يوم 22 سبتمبر بدلا من يوم 27 ليكون قبل استفتاء كردستان والانتخابات الألمانية.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن على يلدريم، إن جميع الخيارات مطروحة على طاولة أنقرة بما في ذلك التعاون مع بغداد، وذلك بعد التحدث مع نظيره العراقي حيدر العبادي يوم 15 سبتمبر، أي بعد يوم من تصريح نتنياهو.

بقاء الأسد
ويبدو أن تركيا تفكر حاليًا في تغيير سياستها تجاه سوريا وبقاء الرئيس بشار الأسد، المدعوم من إيران، في الحكم من خلال حفاظها على عدم الاشتباك مع قوات البشمركة، التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره إرهابيًا، وبالتالي يحق محاربته بجانب داعش في محافظة إدلب.

وفي النهاية، اعتبر الكاتب أنه من المبكر جدًا توقع تقارب أردوغان والأسد، ولكن يربط البعض بين جهود حزب العمال الكردستاني المدعومة من الولايات المتحدة لتأسيس دولة كردية في سورياو جهود كردستان المدعومة من إسرائيل للانفصال عن العراق.
الجريدة الرسمية