ألفريد فرج يفسر خوف توفيق الحكيم من السلطة
في الذكرى الأولى لوفاة الأديب توفيق الحكيم عام 1988 كتب الكاتب المسرحى ألفريد فرج مقالا في مجلة "المصور" يروي فيه سر خوف توفيق الحكيم من السلطة قال فيه:
اختلفت كثيرا ودائما مع أديبنا الكبير توفيق الحكيم في الرأى وفى الأسلوب الفنى والانتماء السياسي ولكنى دائما كنت اعتبر نفسى صديقا له ادخر له دائما المودة الصادقة.
وسأعجب كما تعجبون من أن الحكيم كان يعانى دائما من القلق والخوف من السلطة، كان ذلك الخوف وهو تحت مظلة جريدة الأهرام أكبر مؤسسة صحفية في الشرق، إضافة إلى تمتعه بالاهتمام الشخصى الذي كان الرئيس جمال عبد الناصر يوليو لكاتبنا الكبير.
لكنى هنا أرى أن أسباب قلق وخوف الحكيم أعمق من كل ما كان يصرح به هو.. وأولها حين تعرض للفصل عام 1938 امتنع عن مجرد ذكر اسمه الفنانون والقائمون على المسرح القومى الذي كان له أكبر الفضل في إنشائه.
والغريب أن مسرحيات الحكيم منعت من القومى في الفترة من 1938 وحتى عام 1953 حيث عرضت له مسرحية "الأيدي الناعمة".
وبالرغم من ذلك استمر توفيق الحكيم في نشر أعماله حتى فصل من الاتحاد الاشتراكى عام 1973 فتوقفت المسارح تماما عن تقديم أعماله ومسرحياته حتى بعد أن ألغى قرار الفصل فلم يعود إلى المسرح إلا مع مسرحية إيزيس التي ناضل الفنان كرم مطاوع من أجل عرضها عام 1985.
ولما توفى الحكيم شيع جثمانه على عربة مدفع حسب بروتوكول يؤهله لذلك، منها أنه يحمل أرفع الأوسمة.
ومرت ذكراه السنوية الأولى فقال أحمد بهاء الدين (أن الحركة الفنية قد نسيت توفيق الحكيم).
تعرض توفيق للفصل من وظيفته عدة مرات في حياته الأولى عام 1938 من وزارة المعارف، وكان وزيرها وقتئذ هو الدكتور محمد حسين هيكل صاحب أول رواية عربية هي "زينب" وكان توفيق قد كتب مقالا في مجلة آخر ساعة عنوانه (أنا عدو المرأة والنظام البرلمانى لأن طبيعتهما الثرثرة).
وثار محمد محمود خليل، رئيس مجلس الشيوخ، وثار محمد محمود، رئيس مجلس الوزراء، وقرر رئيس الوزراء فصل توفيق الحكيم.
قدم "الحكيم" للتحقيق وأعلن أن تصرفه يخالف المادة 144 من القانون المالى الذي يمنع موظف الحكومة من ممارسة عمل آخر حتى لو كان الكتابة في الصحف.
كتب الأديب عباس محمود العقاد يهيب بالقراء ويقول: نسأل المبالغين في تشويه الديمقراطية أليس للحرية ثمن؟) فرد عليه توفيق الحكيم في مجلة آخر ساعة قائلا: نعم يا أستاذ عقاد إن للحرية ثمنا وأنا الذي دفعته من مرتبي وأكل عيشي.