رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أيام من العام الدراسي.. مدارس الإسكندرية متهالكة.. القمامة تنتشر بمحيط الأبنية.. «التعليم»: الانتهاء من صيانة الأغلبية.. وأولياء الأمور يستغيثون: تحولت إلى مقابر

فيتو

رغم أنه لا يتبقي سوى أيام قليلة على بدء العام الدراسي الجديد، إلا أن عددا من مدارس الإسكندرية لا زالت تعاني من الإهمال والتدهور، والبعض الآخر لم تنته أعمال الترميم والصيانة به، بالإضافة لوجود مدارس لم يتم الاقتراب منها رغم صدور قرار بإزالتها منذ سنوات.


الفرسان الابتدائية
باتت مدرسة الفرسان بقرية أبو مسعود بالكيلو ٥٤ طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، تمثل لغزا كبيرا، رغم صدور قرارات بإزالتها والبدء في بناء مبني جديد للمدرسة إلا أن هذا القرار لم ينفذ.

وقال محمد شحاتة، أحد أهالي قرية أبو مسعود، "أولادنا من تلاميذ المرحلة الابتدائية يعانون أشد معاناة حيث المبني المخصص لهم بات يمثل خطرا داهما عليهم وتم إخلاؤه ونقل المرحلة الابتدائية للمبني المقابل وهو للمرحلة الإعدادية وتخصيص الأدوار العليا للابتدائي.

وأضاف "شحاتة"، أنه رغم صدور قرار لإزالة المبني الابتدائي منذ أكثر من عامين إلا أنه لم ينفذ حتى الآن دون معرفة الأسباب حتى أن نواب الدائرة تدخلوا وقاموا بالتحرك وتقديم طلبات إحاطة وجاءت لجان وذهبت لجان إلا أنه لم يتم شيء على أرض الواقع حتى الآن.

من جانبه قال هاني فتحي، مدير إدارة برج العرب التعليمية والتابع لها المدرسة: أنه تم الانتهاء من إجراءات هدم مبني مدرسة الفرسان الابتدائية، وتخصيص المبالغ اللازمة لذلك وتسلمت هيئة الأبنية التعليمية المدرسة تمهيدا لتنفيذ أعمالها، لافتا أن الإجراءات تأخذ وقتا طويلا وكذلك توفير الاعتمادات المالية في ظل وجود عدد كبير من المدارس في الصيانة أو دخول مدارس جديدة الخدمة.

الحسن بن الهيثم والحسين بن علي


لا تزال مدرستا الحسن بن الهيثم والحسين بن على، بإدارة العامرية التعليمية، تخضعان لأعمال ترميم وبناء، وتحولت المدرستان إلى ورشة بناء، بالإضافة إلى تهالك حمامات المدرستين.

وقال عبدالعاطي التمساح، مدير إدارة العامرية التعليمية: أنه خلال أيام سيتم الانتهاء من الأعمال التي تتم في المدرسة وقبل بدء العام الدراسي ستكونان جاهزتان، لافتا أنه تم الانتهاء بشكل فعلي من الأعمال التي تتم فيهما وجار تنظيفهما، وأن كافة الصيانات على مستوى الإدارة قد انتهت.

المروة وأمبروز وأم صابر

لاتزال أزمة سور مدرسة المروة التابعه لإدارة غرب التعليمية قائمة، فأسوار المدرسة متهالكة وسقطت أجزاء منه، إلا أن المدرسة قامت بتدعيمه بشكل مؤقت.

وفي مدرسة أمبروزو الثانوية الصناعية، لاتزال أعمال الهدم والإزالة قائمة، ويتوسط المدرسة كشك عليه اقمشة بآلية تم تجميع أخشاب ومواد داخله وحوله.

يقول أحد مسئولي المدرسة، إنه تم هدم مبني المعامل والورش منذ عدة سنوات وأصبح هذا حال المدرسة وكأننا في "خرابة" ونعاني مع الإدارات المتعاقبة في الوزارة أو التعليم الفني دون جدوي.

تهالك المرافق
أما مدارس المطار وطلعت مصطفى وعبدالرحمن الفارسي والملك مينا، فالمرافق المدرسية متهالكة والزجاج مهشم ولا يوجد صنابير مياه.

وتعاني مدرسة الشهيدة أم صابر الإعدادية بنات، من مشكلات في أبنية المدرسة، فدورة المياه متصدعة بشكل واضح، وكذلك المبنى الرئيسى للمدرسة، بما تحويه من فصول ومكاتب.

أمراض صدرية
من جانبه قال ياسر جابر، وكيل نقابة المعلمين المستقلة بالإسكندرية: إن نفس ما حدث العام الماضي من عدم الانتهاء من صيانات وترميم عدد من المدارس يتكرر في العام الجديد؛ وكأن معاناة التلاميذ لا تهم مسئولي الأبنية التعليمية، وهذا الأمر يعرض الطلاب لخطر كببر وكذلك يصيبهم بأمراض صدرية.

ويضيف جابر، أن عددا من مدارس مينا البصل والمنتزه والعامرية والعجمي، لا زالت القمامة تحاصرها والأحياء غائبة، بالإضافة إلى أن مدرسة أم الأبطال بالجمرك متهدمة ولا تصلح للعملية التعليمية ومدرسة رأس التين لا زال آثار الحريق عليها.

ويكشف جابر، تعرضه للتنكيل به وتحويله للتحقيق بسبب التحدث لوسائل الإعلام والصحافة بسبب أزمة المدارس، متسائلا هل أصبحنا نتعامل مع وزارة تكمم الأفواه وتخفي الحقائق مثلما كان يفعل نظاما الإخوان ومبارك.

تقارير الصيانة
ومن جانبه، قال جمعة ذكرى، وكيل وزارة التربية والتعليم، إنه تم الانتهاء من صيانة أغلب المدارس ولم يتبقّ سوى عدد قليل منها وجارٍ إنهاء أعمال الصيانة بها خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدًا أن العام الماضى دخلت 9 مدارس جديدة في الخدمة بإجمالى 137 فصلًا، منها مدرستان بالعجمى و3 مدارس ببرج العرب ومدرسة بكل من إدارات المنتزه ووسط وغرب وشرق الإسكندرية.

وأضاف «ذكرى» أنه طلب من كل مدير إدارة إعداد تقارير عن أعمال الصيانة البسيطة وأعمال الإحلال والتجديد، وجاهزية المدارس للعام الدراسى الجديد.

وأكد،أنه تم إدراج 130 مدرسة، منها 51 مدرسة تحت خطط هيئة الأبنية التعليمية و79 مدرسة تحت خطط مديرية التربية والتعليم، وتم الانتهاء من 80 مدرسة، وتسلمت هيئة الأبنية التعليمة 26 مدرسة، ومديرية التربية والتعليم 54 مدرسة، شاملة التجديدات والترميمات وإعادة هيكلة دورات المياه، موضحًا أنه تم الانتهاء من تجديد وترميم 90% من المدارس بالإسكندرية ويتبقى 10% فقط.

أولياء الأمور يستغيثون
من جانبها، قالت عفاف محمد إحدى أولياء الأمور بالإسكندرية، أن هذه المشاهد من تراكم المخالفات بالمدارس وعدم وجود الرعاية الكاملة من المسئولين بالتعليم لتوفير اجواء أمنة لابناءنا الطلاب يوثر بشكل كبير على صحتهم، فضر عن غياب الاهتمام بالمرافق بشكل عام.

وأشار على محمود أحد أولياء الأمور بمدرسة العوايد، أن ابناءنا الطلاب كثير ما يجيدون صعوبات شديدة ومعاناة في وسائل الموصلات يوميا، ويجب توفير وسائل لنقل الطلاب بدل من الانتظار الطويل، وتطوير المقاعد ووضع خطط كاملة لإصلاح بعض المدارس بالمنطقة بدل من تركها بهذه الحالة المتردية من كل عام.

وأوضح خيرى الاندلس أحد أهالي الإسكندرية، أنه تم تقديم العديد من الشكاوى لمديرية التربية والتعليم أكثر من مرة لإعادة ترميم المدارس، والتي تحتوي على أثاث متهالك، وايله للسقوط في أي وقت، لكن المديرية تتعمد أن تغض بصرها عن هذه المشكلة تماما.

وأشار أحمد صبرى أحد أولياء الأمور بالإسكندرية، إن المدارس تعاني من إهمال متعمد من المسئولين، وهو ما يظهر في انتشار القمامة داخل الفناء، بخلاف دورات المياه التي لا تصلح لطلاب في المرحلة الابتدائية؛ الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة ونظافة بشكل مستمر لتجنب الأمراض المعدية، فضلا عن تواجد الباعه الجائلين من أمام بوابات المدارس وهو مايزيد من خوفنا على ابناءنا.

ونوهت سحر محمد أحد أولياء الأمور، أن الأزمة مازالت قائمة بالرغم من الشكاوى والاستغاثات الكثيرة لنا ولابناءنا الطلاب بكافة المدارس بالمنطقة، إلا أن المسئولين لا ينظرون إلى حجم الخطورة التي تقع على اولادنا في هذه المدارس التي تحولت إلى مقبرة.
الجريدة الرسمية