رئيس التحرير
عصام كامل

«رحلة عذاب» الطلاب في مدارس المنيا.. سيارات المواشي «وسيلة نقل» التلاميذ.. مقابر في استقبال طلاب برمشا.. مدارس نائية بالخشب والبلوك.. القمامة تحاصر فصول ملوي.. وكوبري الموت والعقار

فيتو

«إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص» ليس هناك كلمات تعبر عن حال التعليم في المنيا سوى هذه الأبيات، على الرغم من اقتراب بدء العام الدارسي الجديد يوم الأحد المقبل، إلا أن مدارس المنيا لم تنتهِ من أعمال التطوير.


قمامة حول المدارس
منذ أكثر من 7 سنوات، تحولت أسوار إدارة ملوي التعليمية، جنوب المنيا إلى تلال من القمامة وروث الحيوانات.. ذلك المشهد الذي اعتاد عليه جميع الوافدين على تلك الإدارة التعليمية، وباءت جميع محاولاتهم في القضاء على تلال القمامة بالفشل.

ومن بين تلك المدارس "الزخرفية بنات، الصناعي بنات، مدرسة السادات الإعدادية، ومدرسة الإعدادية بنات، مدرسة الراهبات"، والأمر لم يتوقف عن التعليم العام بل أصاب ذلك السرطان أزهر المنيا.

منطقة المنيا الأزهرية التي تعد بمثابة مديرية للتربية والتعليم، تحولت إلى منفذ تجميع قمامة منطقة حي وسط مدينة المنيا، ومن هذا المكان يتجمع "النباشين" صباح كل يوم لنبش القمامة وسط رائحة زكمت أنوف الوافدين إلى منطقة الأزهر بالمحافظة، وسط تجاهل تام من القيادات التنفيذية والوحدة المحلية حول تلك المعاناة.

مدارس خشبية
يعلم القاضي والداني في محافظة المنيا خطورة المدارس النائية الكائنة على أطراف المناطق الصحراوية فمن بين تلك المدارس تجد مدرسة عرب "السلطان حسن" بمركز أبو قرقاص جنوب المنيا، تلك المدرسة الكائنة بالقرب من الطريق الصحراوي، يوميًا يترجل أبناء القرية والقرى المجاورة على على الرمال الناعمة والصخور الصلبة وما يقابلهم من عقارب وثعابين أثناء توجههم إلى المدرسة يوميا.
ولكي تحاول تقريب المسافة عليك الترجل أعلى كوبري عرضه لا يزيد على 3 أمتار بطول 5 كيلو متر لكي تصل إلى تلك المدرسة وسط سيارات ربع نقل وتروسيكلات وتكاتك ودراجات نارية، فإن حالفك الحظ ستمر أمنًا، وإن لم يحالفك الحظ ستلقى حتفك فورًا كما حدث لـ5 أطفال على ذات الكوبري في حوادث متفرقة.
وإذا حاولت الدخول إلى تلك المدرسة، فتجد الفصول ذات الأسطح الخشبية والبلوكات الحجرية البيضاء.

مقابر في استقبال الطلاب
يعاقب طلاب مدرسة زاوية برمشا الابتدائية بمركز العدوة الواقعة أقصى شمال المحافظة، على أخطاء تقديرية لهيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة، فحينما حاولت التربية والتعليم التفكير في إنشاء مدرسة بقرية "برمشا"، تلك القرية النائية الواقعة بالقرب من الطريق الصحراوي المار على محافظة المنيا، فوقع اختيارها على قطعة أرض تبعد أمتارا قليلة عن مدافن أهالي القرية والقرى المجاورة لها.

وأثناء تلقي طلاب المدرسة دروسهم داخل الفصول تختلط أصوات المعلمين مع أصوات العويل والبكاء أثناء دفن أحد أهالي القرى المجاورة، الأمر الذي أثر على نفسية طلاب تلك المدرسة خاصة أنهم في المرحلة الابتدائية، حتى بات الكثير منهم يرفض الذهاب إلى المدرسة عندما يعلم بوفاة أحد أهالي القرية.

سيارات المواشي
استعد سائقو سيارات الربع نقل في التربيطات مع الطلاب والمعلمين لنقلهم إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد، فيتكبد طالبات ومعلمات، وتلاميذ قرى المنيا العذاب مع كل رحلة داخل سيارات مخصصة في الأصل لنقل لمواشي، وهي الوسيلة الوحيدة لنقلهم إلى مدارسهم في أول أيام الدراسة.
ويضطر طالبات التعليم الفني لاستخدام تلك السيارات غير الآدمية لنقلهم كل صباح، تلك السيارة المكونة من مقعدين من الخشب، وتكسو أجولة الدقيق سطحها وجنباتها.
الجريدة الرسمية