رئيس التحرير
عصام كامل

المحافظ الفهلوي!


منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية وهو دائم التأكيد في كل المناسبات أن من لا يعمل لا مكان له بيننا وأن من لا يتحمل نصيبه من التضحية من أجل إعادة بناء الدولة لن يستكمل معنا الطريق، وقد استوعب بعض المسئولين الرسالة ويعملون بكل جهد وإخلاص، والأمثلة كثيرة، في المقابل هناك أمثلة أخرى كثيرة من المسئولين يضرب بها المثل في الكسل والطناش والنوم في العسل والفهلوة والعمل على شاشات التليفزيون فقط أما في الواقع فعمله هو والعدم سواء.


أقول هذا الكلام بمناسبة ضجر وغضب كثير من المواطنين من الأداء الأكثر من سيئ لبعض المسئولين والوزراء والمحافظين ونذكر الرئيس بتنفيذ وعده أن من لا يعمل لن يكون له مكان بيننا وأن ينقذ المواطن الذي يتحمل نصيبه من الإصلاح صابرا راضيا من هؤلاء المسئولين وأن يقدم لهم خطاب شكر بعلم الوصول، فهذه النوعية من المسئولين خدعوا الوطن والمواطن وأقسموا أمام الرئيس كذبا أنهم قادرون على تحمل المسئولية وخدمة المواطن والعمل على راحته وتوفير متطلباته ولكنهم ما أن استقروا في مكاتبهم أغلقوا على أنفسهم الأبواب وتحججوا بضعف الإمكانيات وقلة الحيلة، حتى الملفات التي لا تحتاج ميزانية أهملوا في أدائها وجاء أداؤهم مخيبا للآمال كاشفا عن إمكانياتهم المحدودة في العمل والتنفيذ والتفكير وإبعاد الكثير من العناصر الجيدة واختيار من على شاكلتهم.

حكى لى أحد المسئولين بالجيزة أن أحد المحافظين الذين عمل معهم عنفه بشدة أمام المواطنين بسبب انتشار القمامة، وعندما حاول المسئول توضيح الأمر للمحافظ وأنه عرض عليه ملف القمامة كثيرا دون رد منه، أخبره المحافظ بعد انصراف المواطنين أنه انفعل عليه من أجل ترضية المواطنين وأنه لا توجد لدى المحافظة أي إمكانيات أكثر من المتاح.

من المؤكد أن أداء وسلوك هذا المحافظ يجب أن يكون موضع حساب من الرئيس ورئيس الوزراء فهذا المحافظ كذب على المواطن وخدعه وأعطى توجيها للعاملين معه بشكل غير مباشر بالضحك على المواطن وخداعه وإيهامه بحل مشاكله، ولكن في الحقيقة ستبقى المشكلات حاضرة والأزمات بدون حل، لأن من يتولى المسئولية شخص يتقمص دور المحافظ ولا تتوافر فيه المواصفات المطلوبة، ويقضى وقته في التفكير في خداع المواطن وتضليله والضحك عليه، مرة بضعف الإمكانيات وأخرى بانتظار الميزانية وثالثة بالصبر.

وللأسف الشديد هذا المحافظ الفهلوى ما زال يواصل خداع المواطنين بكل إخلاص وعزيمة، وجميع المؤسسات الحكومية تمتلئ عن آخرها بهذه النوعية من المسئولين.

الرئيس السيسي له كلمة يرددها دائما: "إن أخطر أنواع الفساد ليس الحصول على رشوة أو منفعة ولكن التكاسل عن أداء العمل المكلف به".. أنقذونا من هؤلاء.
الجريدة الرسمية