رئيس التحرير
عصام كامل

ضجيج بلا طحن


هذا القول يطلق على ماكينة طحن الدقيق التي تصدر أصواتا عالية ولا تطحن دقيقا، وصار هذا القول يطلق فيما بعد على كل من يحدث ضجيجا ولا يسفر عمله أو نشاطه عن نتيجة يعتد بها، وإذا نظرنا حولنا هنا وهناك في شتى الاتجاهات سوف نعثر بسهولة على من ينطبق عليهم بدقة هذا القول، نحن نسمع تصريحات عنترية من بعض المسئولين ونرى مواقف معلنة مبشرة، ولكننا في نهاية المطاف لا نرصد حصدا أو طحنا، أي لا نرى نتيجة لكل ماهو معلن من تصريحات ومواقف.


والسبب أن هذا الضجيج الذي نسمعه لا يصيب جوهر أو لُب الموضوعات وإنما يتعلق بالقشور، أو الفرعيات، ولعلنا نذكر المثل الشعبي الشهير، اللى ييجى في الريش بقشيش، أي لا يذكر، وأخشى أن ذلك صار العنوان الأساسى لعمل بعض المسئولين، خاصة هؤلاء الذين كنّا نعول عليهم كثير، سواء في قطاعات الخدمات أو قطاعات التعليم والثقافة، أو أيضا تلك القطاعات التي تتصل بالخطاب الدينى وتصويبه.

ما تحتاجه البلاد ليس الضجيج الخالد من الطحن وإنما الطحن الخالد من الضجيج، وهذا سوف نحققه إذا تغير اُسلوب الإدارة لدينا وطبقنا أسلوب الإدارة بالنتائج، وقيمنا عمل أي مسئول على هذا الأساس، ولم نخش تغيير أحد اليوم عيناه بالأمس.
الجريدة الرسمية