رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مدارس الفيوم» للتعليم صباحا وحظائر ماشية مساء.. مخالفات بالجملة بالمنشآت المستأجرة.. 75 تلميذا بالفصل الواحد.. استياء بين الأهالي.. والمحافظ: جار إنشاء 36 مدرسة جديدة

فيتو

تتنوع تبعية مدارس الفيوم للدولة ما بين حكومية ومؤجرة ومدارس الفصل الواحد المنشأة لمعالجة التسرب من التعليم، وفقدت الحكومة السيطرة على بعض المدارس وتدهور حالها، لذا نرصد في السطور التالية، أبرز مشكلات تلك المدارس.


الفصل الواحد
في بداية عمل هذه المدارس كانت الأمور تسير طبيعية وتعمل المعلمات بجد ونشاط حتى تخرج فيها طالبات التحقن بكليات الطب والصيدلة والتربية والتجارة والحقوق، وأقامت لهن المحافظة قبل الثورة حفل تكريم، وأصدر المحافظ في هذا التوقيت الدكتور جلال سعيد، قرارا بإعفاء خريجات المدارس المجتمعية من المصروفات.

إغلاق مدارس
وعقب اندلاع الثورة تم إغلاق بعض المدارس كما هو الحال في قرية مصطفى الجندي التابعة لمركز الفيوم، إذ تحولت المدرسة إلى استراحة لرعاة الأغنام وسكن للبوم والغربان، حتى إن بعض المزارعين استغلوها كمنشر لإنتاجهم من المحاصيل الزراعية.

مدرسة عزبة شعبان
أما مدرسة عزبة شعبان أبو أحمد، فقد ضم أحد الأهالي المدرسة إلى منزل "أبو أحمد"، وأصبحت له ولأبنائه، وفي قرية على فراج أصبحت المدرسة الموجودة مجرد جراج، والمشكلة الأكبر أن هذه المدارس تصرف للتلاميذ كميات كبيرة من السمن والسكر والزيت والدقيق، لتحفيزهن على الحضور.

وبالتالي تذهب حصص كل مدرسة من السلع إلى القائمات عليها لعدم وجود دارسات بها بعد أن أغلقوها بدون متابعة أو رقابة، رغم أن هذه المدارس تخضع للإشراف الكامل لوزارة التربية والتعليم، وفي كل مديرية إدارة مستقلة يطلق عليها "إدارة التعليم المجتمعي".

المدارس المؤجرة
تعتبر قوانين الإيجار أن أي صيانة للعين المؤجرة يعتبر تغييرا فيها يستوجب فسخ التعاقد، ما أدى إلى تكتيف أيدي التربية والتعليم أمام حالة يرثي لها في كل المدارس المؤجرة، وأكثرها سوءا في الفيوم مدارس الزملوطي الابتدائية، وجرفس القديمة، وفوزي مراد، وفيديمن، والجمعية المصرية، ومحفوظ شريف، والساحة، و3 مدارس بقرية مطر طارس، ومعظم هذه المدارس آل إلى التربية والتعليم في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وما زالت على حالتها منذ تاريخ الإيجار.

مدارس بدون أسوار
بعض هذه المدارس بدون أسوار، ويستخدمها الأهالي كشارع عمومي وحظائر للماشية بعد انصراف التلاميذ، ومنها مدارس تعاني شروخًا في الحوائط، كما أن المباني آيلة للسقوط، ولا تستطيع الدولة ترميمها أو تنكيسها أو حتى إحلال مبان جديدة بدلًا من المتهالكة خوفا من فسخ التعاقد طبقا لقانون الإيجار.

وتتكرر هذه المشكلات في كل المدارس المؤجرة البلغ عددها في الفيوم 34 مدرسة، بسبب قدم المباني وتهالكها، كما أن المياه الجوفية قضت على صلاحية المبنى، مما يهدد حياة الأطفال والمدرسين بالمدارس.

مبان آيلة للسقوط
وأكثر مدارس الفيوم المؤجرة خطورة على حياة التلاميذ والعاملين، مدرسة الساحة الشعبية بمدينة سنورس، لأنها تعمل فترتين وكثافة التلاميذ تعدت 75 تلميذا في الفصل رغم أن الحوائط والمباني آيلة للسقوط، ورغم ذلك تم نقل طلاب مدرسة عثمان بن عفان إليها، فاضطرت إدارة المدرستين إلى العمل على فترتين، وزيادة الكثافة في الفصول.

ولأن المدرسة كانت منزلا قديما فلا فناء ولا مكان لإقامة طابور الصباح وتحية العلم، فاضطرت إدارة المدرسة إلى إقامة الطابور بقطعة أرض فضاء مقابلة للمدرسة، ويفصلها طريق عمومي عن مقر الطابور مزدحم بالسيارات، مما يشكل خطورة على حياة التلاميذ.

ويقول وافي محمد، محام، وأحد سكان المنطقة: إن الحل لهذه المدارس هو إضافة مادة إلى قانون الإيجار تستثني المباني المؤجرة للوزارات الخدمية من فسخ التعاقد في حال تعديل العين المؤجرة ما دامت تستخدم في ذات النشاط.

الحل
ويرى الأهالي أن الحل في تدخل المحافظ الدكتور جمال سامي، بنزع ملكية المدارس المؤجرة للصالح العام، لإمكانية صيانتها أو إحلالها وتجديدها.

مدارس تحت التطوير
أرسل أولياء أمور مدرسة قرية الخمسين للتعليم الأساسي التابعة لإدارة إطسا التعليمية بالفيوم، مذكرة إلى النائب العام، يطالبون بالتحقيق مع هيئة الأبنية التعليمية، لتقاعسها في استلام عملية توسعات بالمدرسة كان من المفروض أن تنتهي في شهر يوليو 2015 وما زال المقاول حتى الآن لم ينه أعماله ولم يتخذ ضده أي إجراء ولم يتم سحب العملية منه واستكمالها بمقاول آخر.

وجاء في مذكرة أهالي القرية، أن أبناءهم منذ شهر سبتمبر 2014 تاريخ تسليم المدرسة للمقاول، تم نقلهم إلى مدرسة الخوجة الابتدائية التي تبعد عنهم 3 كيلو مترات يقطعها الأطفال في الصف الأول الابتدائي يوميا على الأقدام ذهابا وعودة، رغم أن كراسة الشروط وقت طرح عملية التطوير تشترط إنهاء الأعمال خلال 10 أشهر.

وتقدم الأهالي بعشرات الشكاوى للتربية والتعليم والمحافظ إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا ولم ترق قلوبهم لتعب الأطفال أو حتى للحفاظ على المال العام.

مدارس جديدة
قال محافظ الفيوم الدكتور جمال سامي: إن هيئة الأبنية التعليمية تنشأ 36 مدرسة جديدة بالمحافظة ستدخل الخدمة، لسد العجز في المدارس والقضاء على الكثافات المرتفعة بالفصول، وتدبر المحافظة أراضٍ أخرى لإقامة مدارس جديدة عليها، جاء ذلك أثناء لقائه مع مجلس أمناء المحافظة.
الجريدة الرسمية