الفتاوى العشوائية تحاصر المصريين.. صاحب أزمة «نكاح الوداع» يتراجع على الهواء.. أستاذة بالأزهر: إجازة «معاشرة البهائم» شاذة.. أحمد كريمة: خطة ممنهجة لحرق الرموز الدينية
حالة من العشوائية حاصرت المجتمع المصري على مدار اليومين الماضيين، بعد تضارب الفتاوى والتصريحات غير المنضبطة من أساتذة وعلماء دين سرعان ما يصدرون الفتوى ويتراجعون عنها، وكان أشهرها فتوى «جواز معاشرة الرجل للبهائم» و«جماع الرجل لزوجته المتوفية»، والتي أثارت غضب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي علق عليها قائلا: «الحيوان ميعملش كده»..
الاعتذار والتراجع
تراجع الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن فتواه الأخيرة والتي أثارت جدلا واسعا حول «فتاوى إباحة معاشرة الزوج لزوجته الميتة» مقدما اعتذاره عن تلك الفتوى، مشيرا إلى أنه تم اجتزاء الكلام عن سياقه قائلا: «بيقطعوا نص الكلام ويتركوا الكلام المفيد وبيشوهوا صورتي خالص وشيء قلة أدب».
وأكد أستاذ الفقه في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن ما تحدث عنه ليس فتوى، وإنما كان ردا على سؤال نصه «فلان جامع زوجته بعد الوفاة فهل يعد ذلك زنا أم لا؟ فجاء ردي أن هذا ليس زنا».
وتابع: أن ذلك من الأشياء التي لا تألفها النفوس، ولا يقبلها أصحاب الأذواق السليمة.
حرمة المعاشرة
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر شدد على أن الفقهاء أكدوا حرمة معاشرة الرجل لزوجته المتوفاة، وأن علاقة الزواج تنتهي بحدوث الوفاة وتصبح الزوجة أجنبية عن زوجها ولا يجوز له حتى أن يغسلها.
وأضاف "كريمة" لـ"فيتو" أن البهائم تنفر من معاشرة الميتة، فكيف للإنسان الذي كرمه ربه أن يألف تلك العلاقة، لافتا إلى أن هذا الأمر محرم بإجماع الفقهاء.
وأشار أستاذ الشريعة إلى أن تلك الفتوى المنسوبة إلى الدكتور صبرى عبدالرؤوف، غير دقيقة وأنه تم اجتزاؤها، لافتا إلى أن الأخير نفى تماما أن يكون قال هذا الكلام.
فتاوى شاذة
وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة عزيزة الصيفي، رئيس قسم البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، أن إجازة بعض الفقهاء لمعاشرة البهائم يندرج تحت الفتاوى الشاذة، وهي كثيرة في كتب الفقه، قائلة: «هناك فتاوى شاذة كثيرة خاصة تلك التي توجد في كتب الشيعة ومن تلك الفتاوى إرضاع الكبير وتسليف الزوج لزوجته لرجل أثناء السفر كي لا تشعر بالوحدة، مؤكدة أن كل ذلك يندرج تحت الفتاوى الشاذة في كتب الفقه».
تجديد الخطاب الديني
وأوضحت الأستاذة بكلية الدراسات الإسلامية، في تصريحات لـ"فيتو" أننا لا نأخذ بتلك الفتاوى، وما زلنا نطالب بتجديد الخطاب الديني من تلك التصريحات ولا يتحدث فيها ولا يطلع عليها إلا المتخصص والدارس ومن يحضر الماجستير والدكتوراة أو من يقوم بعمل دراسات حول الفتاوى الشاذة أو تلك التي تتناقض أو تتفق مع القرآن الكريم.
واستكملت" أنه لا يجب أن تصل تلك الفتاوى للعامة حتى لا تثير البلبلة، وما يجب أن يصل إليهم هو الفتاوى الصحيحة التي أكد عليها علماء الفقه.
خطة ممنهجة
ويرى الدكتور أحمد كريمة، أن هناك خطة ممنهجة هذه الأيام لحرق الرموز الدينية، وأن المجتمع عليه أن يكون واعيا لذلك، مشيرًا إلى أن الكثير من المشايخ وأهل العلم يتعرضون لفتاوى معينة؛ لتوضيحها للناس، ولكن يتم اجتزاء تلك الفتاوى بعد ذلك.
وأضاف "كريمة" في تصريحات لـ"فيتو"، أنه شخصيا عانى من تلك الأزمة كثيرًا، وتم تلفيق العديد من الأقاويل والصور غير الصحيحة إليه، وفيما يتعلق بتصريح الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول أن بعض الفقهاء أجازوا معاشرة الرجل للبهائم، قال: إن الفقهاء أكدوا على حرمة معاشرة الرجل للبهائم.