رئيس التحرير
عصام كامل

قدسية دور العلم


هل تحولت جامعاتنا ودور العلم لمراقص؟ هل أصبحت كلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا ساحات للرقص والطبل والزمر؟ هل أصبح أبناؤنا يذهبون للمدارس والجامعات لتلقي العلم أم لأشياء أخرى ليس من بينها العلم والتعلم؟


كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير دارت برأسي بعد متابعتي جولة وزير التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة-كبرى منارات العلم والتعليم ليس في مصر وحدها بل وفي الشرق الأوسط كله بل والعالم أجمع- داخل الحرم الجامعي للجامعة في بداية أول يوم دراسي من العام الجديد، حيث هالني ما رأيت وسمعت من خلال الفيديوهات المنشورة في وسائل الإعلام من صور لفتيات الجامعة المفترض أنهن صورة مثلي للفتيات والنساء المصريات الفضليات وهن يتمايلن ويتراقصن - ليس في مسارح الجامعة ومعاهدها التعليمية باعتبار أنها أماكن للعلم والتعليم- بل في ساحات الحرم الجامعي وعلي مرأى من الجميع..


 وهالني أكثر سكوت المسئول الأول عن التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة على هذه المهزلة التعليمية التي قد تتخذ ذريعة لمن يتصيدون في الماء العكر، وتذكرت المشهد الرائع للفنان عادل إمام في فيلمه الرائع مرجان أحمد مرجان حينما تحدث بلغة رجل الشارع عن تفكير ملايين المصريين عن سلوك "الأنتمة" في الجامعة، وكيف تحدث عن ذلك بقوله:"أنا أروح الجامعة ألاقي ولادي مأنتمين"!


أؤمن كل الإيمان بحق هؤلاء الفتيات وغيرهم في التعبير عن فرحتهن وابتهاجهن بعام دراسي جديد، وهن أخواتنا وبناتنا، لكن أخشي ما أخشاه أن يتقول البعض عليهن بأن البنات يذهبن للجامعة للرقص والهز بدلا من التعليم والتعلم؟ وأن يصرن حديث العام وسخرية المجتمع خصوصا وأن الفنون والرقص في مجتمعاتنا يدور حولها الكثير من القيل والقال وهو ما لا أتمناه وأرجو ألا يتكرر حدوثه فللرقص والطبل والزمر أماكنه.. كما أن لدور العلم حرمتها وقدسيتها.
الجريدة الرسمية