رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء "جرح" مصر النازف.. أبوفجر: جيش "مرسى" يرتع فى سيناء برعاية حماس والأنفاق "سبوبة" للكثيرين.. أحمد: 5 مجموعات قتلت جنودنا فى رفح .. زيدان: الحزام هو الحل

مسعد أبوفجر
مسعد أبوفجر

يسمونها "ثقب أسود" ، فى حين أنها البقعة الأغلى فى الوطن، فكل حبة رمل من أرضها ارتوت بأغلى ما فينا، بدماء أبناء مصر، لاستعادة عزتها وكرامتنا، وكل يوم يزداد القلق عليها من أن يصيبها مكروه، من عيون الطامعين وهم كثر، من حكومة ورئيس لا يعنيهما فيها إلا الاطمئنان على سلامة حليفهم، سواء كان "إسرائيل" أو "حماس"، ويزداد الخطر على سيناء بسبب انتشار الجماعات الجهادية بها، وفشل الحكومات فى أن يكون لها تواجد حقيقى على أرضها.

الناشط السيناوى مسعد أبوفجر يؤكد أن سيناء بلا حكومة وبلا دولة، وبها مجموعة من القبائل يتعايشون سويا وفقًا للعادات والتقاليد، أما الجماعات الجهادية فلا علاقة لهم بالقبائل وإنما يحيون وحدهم، فهم جيش الرئيس محمد مرسى الذى يريد أن يكون هذا الجيش "موازيًا" ليستخدمهم فى حظة انقلاب الجيش عليه.

وأضاف الناشط السيناوى: إن هؤلاء الجهاديين لا يقتربون من أهالى سيناء، فالجميع فى سيناء مسلحون، حتى "الحريم"، جميعهم يعيشون ويتعايشون سويا تحت اتفاقيات غير مبرمة، ولكن كل منهم يعرف حدود الآخر، وأوضح أن تلك الجماعات تعتمد فى تمويلها الأساسى على حركة حماس التى ترعاهم، ليكونوا الجيش الذى يحمى حكم الرئيس، مؤكدًا أن تلك الاتفاقيات بعلم الجميع ، بل يشارك فيها الجيش والشرطة وهى اتفاقيات ضمنية، يعرف كل منهم حدوده فيها، ولن يجرؤ أحد على التعدى على الآخر ولن يستطيع.

وقال "أبوفجر": إن تلك الأوضاع وتلك الجماعات لا تخيف أهالى سيناء، فنحن قادرون على حماية أنفسنا، وتلك الجماعات لا تستطيع أن تتعدى علينا. وأضاف: إسرائيل لن تسمح كل فترة بجماعات تؤذيها أو تهدد أمنها وستتدخل لضبط المعادلة، طالما أننا لم نستطع وقف أفعال هؤلاء، مؤكدًا أن فى ذلك الوقت لن يدافع عن سيناء إلا أهلها حتى لو تخلت عنهم الدولة بأكملها. وأشار إلى أن المعركة فى سيناء ليست عسكرية وإنما هى سياسية، بحل الأزمة بين الجيش وجماعة الإخوان فى القاهرة وليس سيناء، حينما يستطيع الشعب وحده أن يضبط تلك المعادلة ويفك هذا التحالف،
ونفى أن يكون قد حدثت أى تنمية فى سيناء منذ تولى الرئيس مرسى، قائلًا: "هل هو يستطيع ضبط المرور فى القاهرة لكى يستطيع تنمية سيناء؟موضحًا أن الأحوال فى سيناء منذ وصوله للحكم تحولت إلى الأسوأ، وذلك لأن كل شىء ارتفع سعره، فأنبوبة البوتاجاز وصل سعرها إلى مائة جنيه، والسولار لـ70 جنيهًا، ولا توجد كهرباء ولا غاز، كل شىء فى سيناء تحول إلى غزة لخدمة حماس التى ترعى مصالح جماعة الإخوان المسلمين وبتعليمات من مكتب الإرشاد، مستبعدًا تمكن الجيش من هدم كل الأنفاق الموجودة أو الوصول إليها، وقال: "إنها سبوبة يعيش منها كثيرون، ومنها كل الأجهزة السرية وغير السرية فى البلد". مضيفًا أن هدمها ما هو إلا جزء من صراع الجيش وجماعة الإخوان حينما حاول كل منهما تقليص صلاحيات الآخر والتضييق عليه، مشيرًا إلى أن النظام السابق كان يحجم نشاط حماس ويتعامل معها من خلال جهاز المخابرات،ـ أما الآن فقد حصلت حماس على سلطات كبيرة للغاية.

وأكد "أبوفجر" أن أهالى سيناء يتمنون هدم هذه الأنفاق لأنها تحرمهم من خير بلادهم، أما من يساعد حماس على تواجدها فهم جماعة من المهربين، ولذلك لن تنتهى تلك الأنفاق.

الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، يؤكد أن سيناء فى خطر، هذا هو الأمر الذى يجب أن نضعه جميعًا نصب أعيننا فى هذه الفترة إذا كنا فعلًا نريد أن ننقذها، فسيناء تقترب من الانفصال عن مصر، وتهدد أمننا القومى، وأوضح أن ذلك لوجود خمس مجموعات مسلحة تتعامل مع الموساد وهى السلفية الوهابية والتوحيد والجهاد والتكفير والهجرة وأصحاب الرايات السوداء، وهم من قتلوا جنودنا فى رفح بدعم من الموساد.

وأضاف الدكتور رفعت أن الجيش المصرى فى وضع لا يحسد عليه، فهو لن يستطيع تغطية مساحة سيناء بأكملها، كما أن اتفاقية كامب ديفيد تكبله من حيث تواجد السلاح فى سيناء، ولهذا أصبحت سيناء مرتعًا لتنظيم القاعدة.

وقال "سيد أحمد": إن النظام السابق كان يعتمد على الإرهاب المنظم ضد هذه الجماعات، بالإضافة لاعتماده على شيوخ القبائل، أما النظام الحالى فيداه مرتعشة، يخاف أن يتخذ قرارًا حاسمًا ضدهم فيتسبب فى غضب الإسلاميين الموجودين منه فى القاهرة مثل جماعة "حازم أبوإسماعيل" فلا يعطونه أصواتهم فى الانتخابات، لأنهم جميعًا متصلون بعضهم ببعض، أما النظام السابق فكان يقمعهم.

وأكد مدير مركز يافا أننا بهذه الطريقة سنجد سيناء قد تحولت لمرتع للخارجين على القانون، وهو ما سيأتى فى مصلحة العدو الصهيونى، صحيح أنه سيكون أمام العالم أمنه فى خطر، ولكنه سيتخذ ذلك ذريعة لكى يأخذ من سيناء من 10 إلى 15 كم وعلى امتداد شريط حدودى 250 كم، لبناء الشريط العازل تحت دعوة أنها خطر على أمنه القومى.

وقال "سيد أحمد": إن الجماعات المتطرفة لا تقتل العدو وإنما ولاؤها له، ورصاصاتها لا تتوجه إلا إلى صدور المصريين، مثلما فعلوا مع جنودنا فى رفح، وهذه الأسلحة تزداد يومًا بعد الآخر بعد الوضع الأمنى المنفلت، خاصة على الحدود مع ليبيا، وسيكون مصير تلك الأسلحة أن توجه إلى صدور جيشنا.

وأوضح اللواء ممدوح زيدان، خبير إدارة الأزمات السابق بالقوات المسلحة: إن هناك أطماعًا للامتداد داخل سيناء من جهة إسرائيل وحماس، ليكون جزءًا من سيناء هو امتداد لتوسيع قطاع غزة، وتلك الأطماع يجب مواجهتها من خلال تنميتها وتأمينها جيدًا ونشر ثقافة الانتماء لمصر، وأكد أن التأمين يكون عن طريق الشعور بالأمن، ليكون الدافع لنجاح الاستثمار فيها، ولابد من القضاء على الأنفاق الموجودة بين قطاع غزة ومصر، لأنها أولا غير قانونية وثبت أنها أيضًا تستخدم لتهريب الأسلحة، ودخول أعضاء التنظيمات الإرهابية التى تهدد أمننا.
 
واقترح زيدان إنشاء حزام من الأرض غرب الحدود المصرية الفلسطينية وبعمق 10 كم داخل الأراضى المصرية يمنع فيه البناء وتحدد هذه المسافة وتعرجاتها ونقاطها طبقًا لرأى القوات المسلحة، وتتم إزالة جميع المنشآت المجاورة لخط الحدود فى هذه المنطقة، مع تعويض أصحابها تعويضًا مناسبًا، سواء بأرض بديلة داخل سيناء، أو بتكلفة إعادة البناء، ولذلك يجب إشراك الأهالى المتضررين فى عملية تقييم التعويضات وتحديد نوعها، مع توعيتهم قبل كل ذلك بأهمية هذا الإجراء للأمن القومى ولأمنهم هم شخصيا، وقال: هذا الرأى لا يضر الشعب الفلسطينى، لأن المعابر الرسمية موجودة ومفتوحة.

وأكد أهمية نشر التعليم والثقافة المصرية بين أبناء سيناء، وأن يتم دمجهم فى جميع اتجاهات العمل والوظائف وفى جميع المجالات، خاصة أن كثيرًا منهم كان لهم دور وطنى كبير فى حروب مصر مع إسرائيل.
الجريدة الرسمية