رئيس التحرير
عصام كامل

دولة حماس: الإخوان ينفذون خطة إسرائيلية بصفقة أمريكية.. تل أبيب تقتطع 720 كم مربعا على الساحل من رفح إلى العريش مقابل منح مصر 75 كيلومترًا من صحراء النقب

الحدود المصرية الإسرائيلية
الحدود المصرية الإسرائيلية - صورة أرشيفية

كشفت مصادر سياسية وعسكرية مطلعة أن ما فجره القيادى فى حركة فتح الدكتور جمال محيسن عن مفاوضات سرية تجريها حركة حماس حاليا مع اسرائيل برعاية أمريكية فى دولة عربية لإقامة إمارة فى غزة وسيناء تكون هى الوطن الفلسطينى البديل، هى جزء من خطة وضعتها إسرائيل عام 2009 وهى خطة الجنرال "جيورا آيلاند"، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى.


وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية وجدت أن الفرصة مواتية الآن لتنفيذ هذه الخطة، وأن جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم مصر لن تعارض تنفيذها بعد أن بات حكم الرئيس محمد مرسى مهددا فى ظل الاضطرابات السياسية الدائمة فى البلاد، وبالتالى فهى تحتاج للدعم الأمريكى فى مواجهة الشارع، وإمكانية حدوث انقلاب عسكرى يطيح بالجماعة.

وأوضحت أن جماعة الإخوان المسلمين وافقت على الخطة الإسرائيلية بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها طلبت فى المقابل مساندة واشنطن للرئيس محمد مرسى فى مواجهة الجيش والشارع ودعم الاقتصاد المصرى المتهاوى عبر مساعدات مالية وضخ استثمارات.

وأكدت المصادر ما تردد عن أن إسرائيل تمنح الفلسطينيين فى قطاع غزة الذين يزورون الضفة الغربية عبر الأردن تصريح دخول مكتوبا فيه أن مكان ميلادهم هو "غزة وسيناء"، مشددة على أن الجيش المصرى قادر على التصدى لهذا المخطط حتى لو أراد الرئيس محمد مرسى وجماعته وامتدادها الفلسطينى "حماس" تنفيذه.

قال الدكتور عماد جاد "الخبير فى الشأن الإسرائيلى": هذه الخطة الإسرائيلية تهدف لإعادة تنظيم الدولة الصهيونية، من كونها دولة محتلة عدوانية لدولة شريك مع العرب، وتضع إسرائيل فى قلب العالم العربى بمباركة من الدول العربية وبدعم من المجتمع الدولى.

وأوضح أن الخطة تستند إلى اتفاق حول مبادلة الأراضى بين إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن، وقد اقترح الجنرال "جيورا آيلاند" أن تضم مصر بعض الأراضى من سيناء إلى قطاع غزة، ما يقرب من 720 كيلومترًا مربعًا، فى مثلث 24 كم طولية على الساحل من رفح إلى العريش، والقيادة على بعد 20 كم داخل شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى ذلك سوف تتم إضافة شريط صغير من الأرض على طول الحدود بين مصر وإسرائيل، وفى مقابل هذا يتوقع أن يتخلى الفلسطينيون عن 12٪ من مساحة الضفة الغربية، على أن يتم ضمها لإسرائيل، وتشمل الكتل الاستيطانية الكبيرة والمستوطنات المحيطة بالقدس (والقدس نفسها كما يرى نتنياهو) أما خسارة مصر فيتم تعويضها من مساحة صحراء النقب فى جنوب إسرائيل ما يعادل "تقريبًا" المساحة المقتطعة منها، وسوف تسمح إسرائيل لمصر بالأرض الحدودية مع الأردن من خلال نفق طوله 10 كم بين البلدين، يمر تحت جزء من الطرف الجنوبى لإسرائيل بالقرب من "إيلات".

وبدوره أوضح الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة إسرائيل بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن هناك أمرين، الأول ما يتردد عن مخطط (إسرائيل – حماس) لإقامة الدولة الفلسطينية فى سيناء، لكن هناك تقريرا إسرائيليا على لسان "أوزى أراب" وجيورا آيلاند، وقد طرحا فكرة تبادل الأراضى بين إسرائيل ومصر وغزة، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية فى سيناء، بحيث تدفع مصر جزءًا من أراضيها، ليحدث التواصل الجغرافى بين قطاع غزة وصحراء النقب وبين سيناء ويُعطى لمصر 75 كيلومترًا من صحراء النقب وتتبع مصر، وهذا المخطط يحظى بدعم كبير من المنظمات الدولية الداعمة لإسرائيل، كما تم طرح الفكرة منذ 2009 وتجدد إسرائيل تلك الفكرة من آنٍ لآخر تحت مسمى "خطة تقاسم وتوزيع الأراضى".

وهناك توجه اليوم فى إسرائيل، ومنذ الحكومة الماضية، هذه الحكومة كانت تقول إنه يمكن الحوار مع حركة حماس، إذ تقتضى المصلحة ذلك، وكان هناك 6 وزراء من الحكومة السابقة يدعون لذلك، والتطورات مرتبطة بالتعامل مع حماس على أنها حركة مقبولة، وعندما يقول خالد مشعل إنهم يوافقون على إقامة دولة فلسطينية من النهر للبحر فهى مهمة؛ لأن ذلك يعنى أن هناك تطورات هيكلية فى رؤية حركة حماس، والأمر يحتاج مراجعة؛ لأن حماس تتغير فكريا وأيديولوجيًا على أرض الواقع.

ويضيف فهمى أن حماس لديها مشكلة بين الداخل والخارج؛ لأن "أبو مازن" كان يتكلم على دولة فلسطينية على مساحة 43 كيلو مترا، وحماس تتحدث على دولة من النهر للبحر، وهذا لم يعد موجودًا على أرض الواقع لأن حماس قبلت بشروط التسوية رغم كل ما يحدث، فقد دخلت الانتخابات بمقتضى "أوسلو"، وبالتالى فقد اعترفت بإسرائيل بصورة غير مباشرة، ومن اتفاق الهدنة الأخير اعترفت حماس بإسرائيل من خلال الواقع.

وأكد فهمى أن مصر لن تقبل بالمخطط الإسرائيلى وهى متنبهة له، وهناك ما يحدث من شراء الأراضى والحصول على الجنسية، لكن فى النهاية لا توجد وقائع حقيقية على الأرض، ومصر متنبهة لذلك، وما يحدث مخطط موجود، وإسرائيل فى مخططها تريد أن تكون غزة سيناء وجزءًا من العريش، وتأخذ مصر 75 كيلومترًا فى صحراء النقب.

مخطط إسرائيل يقول إنه إذا جعلنا غزة ضعفين أو 3 أضعاف حجمها الحالى بإضافة أراضٍ إضافية من سيناء المصرية، 600 كم مربع، يمكن إعطاء هذه المساحة التى تحتاجها غزة، ليتسع المجال لبناء مدينة جديدة تتسع لمليون شخص، جنبًا إلى جنب مع ميناء بحرى ومطار، لخلق الظروف التى من شأنها أن تجعل التوسع الاقتصادى ممكنا، وفى الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل 600 كم مربع، فى الضفة الغربية؛ بسبب خط عام 1967، وهو أمر غير مقبول من وجهة نظر إسرائيل.

الغريب أنه تم إلقاء القبض على عصابة متهمة ببيع وثائق مزورة بالجنسية المصرية للفلسطينيين من غزة، فى منطقة العريش، وهذه العصابة تتكون من 3 فلسطينيين ومصرى وأخته، وعثرت القوات معهم على شهادات ميلاد مزورة وجوازات سفر وغيرها من الوثائق جاهزة للبيع للفلسطينيين الراغبين فى التوطين داخل سيناء، المفاجأة أن السيدة اعترفت أنها أعطت الكثير من الوثائق المزورة للفلسطينيين الراغبين فى الجنسية المصرية، وساعدت الفلسطينيين فى الحصول على الجنسية عن طريق الاتصالات المختلفة مقابل المال.

وفى حركة مكوكية من قطر لأن تخلق لنفسها دورا منافسا للدور المصرى، دعت قطر لقمة مصغرة فى مصر بين السلطة الفلسطينية مع حماس للمصالحة، وهو الأمر الذى رفضته السلطة الفلسطينية، حسبما أكد الدكتور أيمن الرقب، المتحدث الرسمى باسم فتح فى مصر، قائلًا: لن نسمح لقطر بلعب دور بطولى على حساب مصر، ولن ندخل أى قمة إلا إذا فشلت مصر فى المصالحة، وأعادت فتح المصالحة بينها وبين حماس إلى المخابرات المصرية، رافضًا الدور القطرى فى ذلك.
الجريدة الرسمية